من رسم العيون إلى رسم الكلمات: قصة شغف سلوى إدريسي بالكتابة

الجمهورية والعالم تحاور الكاتبة المغربية سلوى إدريسي

346

حاورها خالد محمود
من خلال كلمات الكاتبة المبدعة سلوى إدريسي، نرى كيف أن الفن والإبداع ليسا مجرد هواية أو مهنة، بل هما جزء لا يتجزأ من وجودها وهويتها. بدأت سلوى رحلتها في عالم الكتابة وهي في سن مبكرة، ومنذ ذلك الحين، كانت الكتابة لها وسيلة للتعبير عن مشاعرها وأفكارها بطريقة فريدة وجميلة.

تتجلى في قصص سلوى إدريسي حساسية عميقة وتأملات دقيقة في أعماق الإنسان وتجاربه المعقدة. تبرز قصتها “رثاء روح” كواحدة من تلك القصص التي تعكس تفاعلها مع قضايا الحياة والمجتمع، وتعكس روحها الفنية وحسها الإنساني.

من خلال حديثها، ندرك أن الكتابة بالنسبة لسلوى إدريسي ليست مجرد ممارسة فنية، بل هي وسيلة للتعبير عن الذات والتواصل مع العالم من حولها. تعبر عن قصصها بمداد الروح قبل مداد القلم، وهذا ما يجعل قصصها تلامس القلوب وتترك أثراً عميقاً في نفوس القراء.

في النهاية، تظهر من رحلة سلوى إدريسي مدى أهمية الكتابة كوسيلة للتعبير عن الذات وتوجيه الرسائل الإنسانية، وتؤكد على دور الأدب في تشكيل وجدان المجتمع وتوجيهه نحو الإيجابية والتغيير.

سلوى إدريسي، القاصة والمبدعة الشابة التي تنبض بالحيوية والإبداع، ولدت في مدينة طنجة عام 1983، ومنذ ذلك الحين، وهي تحمل راية الكتابة الإبداعية بكل شغف وإتقان. حاصلة على شهادة البكالوريا في الآداب العصرية،.

خلال هذا الحوار الذي أجرته “الجمهورية والعالم ” معها، سنلقي الضوء على رحلة سلوى إدريسي في عالم الأدب، ونكتشف من خلالها ماهية إلهامها ورؤيتها للكتابة، بالإضافة إلى دورها ومساهمتها في تشكيل المشهد الأدبي العربي المعاصر، ونتعرف عن كثب على أفكارها حول حرية المرأة العربية ودورها الحيوي في المجتمع.

مرحبًا سلوى، يمكنك أن تبدأ بمشاركتنا بقليل عن نفسك وكيف بدأت رحلتك في كتابة القصص؟ ما هو الشيء الذي يلهمك عادةً لتبدأ في كتابة قصة جديدة؟

في البداية اشكركم على هذه الدعوة الكريمة ..

بدأ يظهر على شغف الخلق منذ الطفولة ،حملت في البداية عصا سحرية ،كلما لوحت بها اضاءت ،وهذا الأمر كان يمثل شغفا كبيرا بالنسبة لي ،ثم بعدها حملت الريشة في عمر السابعة ،كنت ارسم الوجوه بالصباغة المائية ،وأركز على رسم العيون بحجم كبير ،لأنني كنت أعتقد ان تلك العيون هي مصدر كل شيء جميل نراه ..

ثم بعد ذلك اكتشفت ان هناك رسم آخر أستطيع من خلاله فتح عوالم اخرى لن تستطيع الريشة وصفه ،الا وهو الرسم بالكلمات ..

أظنني بدأت الكتابة قبل القراءة ،وهذا أمر غريب اكتشفته لاحقا ،لأن المتعارف عليه هو أن يقرأ الإنسان ثم بعد ذلك يكتب ..لكن هذا ما حصل معي..

كتبت اول قصة قصيرة وانا في سن الخامسة عشر ،كانت تحكي عن فتاة فلسطينية لاجئة ،كنت كثيرة الحساسية للأحداث من حولي ومازلت ،ربما قط متشرد قد يجعلني أبدأ في كتابة قصة ،مراقبة الناس في الشوارع يوحي الي بكتابة قصة ،النظر لوجهي في المرآة يوحي الي بكتابة قصة…

أظن كل شيء يتحرك ،يكون حافزا بالنسبة لي لأكتب..

 من بين كل قصصك، هل يوجد قصة معينة تعني لك الكثير؟ ولماذا؟

نعم ..

هناك قصص لم تكن عادية بالنسبة لي ، كتبتها بمداد الروح قبل مداد القلم ..وهي قصة ” رثاء روح” تحكي عن مراهقة تحاول الإنتحار بسبب المعاملة السيئة من أسرتها..

ربما هذا النوع من القصص الذي يخوص في اعماق النفس البشرية ،يترك بصمته داخل وجداني ..وهو عمل مرهق فعلا.

اعجبني عنوان قلوب لا تصل اليها الشمس ممكن تحدثينا عن هذه المجموعة القصصية.؟


مجموعة القصص “قلوب لا تصل إليها الشمس” تمثل مجموعة من القصص القصيرة التي تسلط الضوء على حياة سكان الهامش والمنبوذين داخل المجتمع. تتنوع القصص في المجموعة لتعكس تجارب الأفراد والقضايا الاجتماعية المعاصرة التي يواجهونها. يتميز كل قصة في المجموعة بأنها قطعة سردية متماسكة من البداية إلى النهاية، تحمل رسالة معينة أو تعكس وجهة نظر محددة تجاه الحياة.

تتشابك القصص في المضمون لتشكل صورة شاملة عن تجارب البشرية والمجتمع، وتسلط الضوء على قضايا متنوعة من خلال أحداث متشابكة وشخصيات متنوعة. تظهر الشخصيات في القصص كأشخاص حقيقيين يواجهون تحديات وصراعات مختلفة في حياتهم، مما يجعلهم قريبين ومألوفين للقراء.

قدمت القصص العديد من التحليلات والملاحظات العميقة عن الحياة والبشر، وكانت محط اهتمام واسع على صفحتي في فيسبوك، حيث حصلت على نشر واسع وقراءة نقدية مهمة. هذا النجاح الذي حظيت به دفعني لتحويل القصص إلى مجموعة قصصية متكاملة.

باستخدام هذه القصص، سعيت لتوثيق تجارب البشرية المعاصرة وتسليط الضوء على الجوانب المختلفة من الحياة والمجتمع، بما في ذلك تجارب الأفراد في الهامش والمنبوذين.

  كيف تصفين أسلوبك الأدبي؟

اظن أنني انتمي لمدرسة السهل الممتنع، أركز على عمق المعاني أكثر من التركيز على اي شيء آخر ،بلغة بسيطة يفهمها الجميع.

ما هي الرسالة التي تحاولين توصيلها من خلال كتاباتك؟

هناك رسالة قد يستشعرها كل من قرأ قصصي، لدي هم كبير تجاه الإنسان وعالمه الغامض، أحاول فك شيفرة هذا الكائن من خلال القصة وقدوتي في هذا المجال الكاتب الروسي دستويفسكي..

 هل لديك مؤلفات أدبية أو كتب تفضلين العمل بها؟

إذا كنت تقصد نوع الكتب التي اقرأها..

فسأقول لك أنني أقرأ في كل حذب وصوب وفي كل الإتجاهات العلمية والأدبية ..

 كيف تتعاملين مع التحديات التي تواجهينها أثناء عملية الكتابة؟

نعم ..هناك تحديات كبيرة اخوضها بشكل يومي،فليس من السهل ان تكون الكاتبة زوجة وأم ،في بعض الأحيان تنتابني فترات من اليأس بسبب عدم وجود تلك الفسحة الهادئة للكتابة ،في خضم أعباء الحياة ..لكن شغفي يقهر كل الصعاب وينصر دائما

 ما هي نصائحك للكتّاب الجدد الذين يسعون لتطوير مهاراتهم في الكتابة؟

لن أكون تقليدية وأقول لهم ،اقرأوا جيدا القصص والروايات ،قبل خوض غمار الكتابة ،بل سأنصحهم بكثرة التأمل في هذا الكون ،فهو الكتاب المفتوح في وجه الأمي والعالم ،لا يعرف ميزا طبقيا أو عنصريا..إذا وجدت الموهبة فالتأمل سيكون السبب وراء سقلها وهذا الأمر عن تجربة شخصية ..

 بالنسبة لك، ما هو أهمية الأدب والقصة في المجتمع اليوم؟

**أظن أن الأدب كان ومازال من الاسباب المهمة في تهذيب سلوكيات المجتمع ،القراءة بشكل عام تصنع انسانا يسعى الى الكمال والرقي ،ولن أبالغ إذا قلت أنها تحد من عودتنا نحو البهيمية و تضع حجر أساس نحو الإنسان الأسمى أو الذهبي..

ما هي خططك المستقبلية في مجال الكتابة؟

لدي الكثير من الخطط والاحلام بخصوص الكتابة ،وأشعر أن عمري لن يكفي لإتمامها ..

احلم بكتابة كتاب عن أصل الإنسان اجمع فيه حصاد ما وصلت إليه الإنسانية ،ثم أسس لمفهوم جديد لم يتطرق اليه العلم ولا الأديان..

أحلم بكتابة سيرتي الذاتية الحافلة بالمحطات المأساوية..

 هل لديك مشاريع مستقبلية ترغبين في تحقيقها؟

أنا الآن بصدد كتابة مجموعة قصصية جديدة ، وكتاب تحت عنوان “تأملات “

 

كيف ترى دور المرأة العربية في تعزيز الحرية والمساواة في المجتمع؟

**كتب سابقا في تدوينة على الفيسبوك ،بمناسبة اليوم العالمي للمرأة

(نحن النسوة لم نتكلم منذ الأزل)

اظن ان المرأة لم تعامل كأنثى الإنسان ، تحافظ على خصوصياتها الفسيولوجية وفي نفس الوقت تقف بصفتها الإنسانية  كما يقف الرجل بصفته الإنسانية لا أقل ولا أكثر..

 وما هو الدور الذي تلعبينه أو تطمحين لتلعبيه في هذا السياق؟

طموحاتي كبيرة في هذا المجال ، أتمنى أن ألعب دورا رائدا في تبني فكرة المرأة المفكرة ، أريد أن أصنع تاريخا يحتدى به بالنسبة للنساء الذين لطالما اعتبرهم المجتمع ناقصات عقل ودين” ،وأغير تلك النظرة النمطية عن المرأة كصورة لا كصوت ..

فقد أخد الرجال فرصتهم عبر التاريخ في هذا المجال ،ربما تغير تاء التأنيث وجهة هذه البشرية الغارقة في الإنحطاط الأخلاقي والقيمي..

إقرأ إيضا حوارات الجمهورية والعالم 
“فن وأدب إخلاص فرنسيس: رحلة إبداع وتعبير عن الإنسانية”

القاصّة فاديا عيسى قراجة لـ«الجمهورية والعالم»: “أضع الرجل والمرأة تحت مجهر كتاباتي

الشاعرة السورية “ريما خضر” تروي حكاية الحضارة والألم عبر أدبها و تفتح النوافذ على تجربتها.. لـ “الجمهورية والعالم

الدكتورة عايدة الجوهري لـ«الجمهورية والعالم»: نوال السعداوي عززت فيّ روح التمرد

تعتبر الأدب مرآةً مكبرةً تعكس التفاصيل الدقيقة للمجتمعات .. الجمهورية والعالم تحاور الكاتبة آمال الشاذلي

الجمهورية والعالم تحاور الشاعرة اللبنانية وفاء أخضر

” جريدة الجمهورية والعالم ” تحاور الشاعرة والاديبة اللبنانية نسرين بلوط

الجمهورية والعالم تحاور المخرجة الكويتية فرح الهاشم
الجمهورية والعالم تلتقي بفنانة الكاريكاتير الكويتية سارة النومس
الجمهورية والعالم تحاور الشاعر الجزائري علاء الدين قسول

إيمان الهاشمي تحلق في سماءالإبداع..الجمهورية والعالم تحاور أول سيدة تعزف وتلحن وتؤلف أوركسترا بالإمارات

خاص ..الجمهورية والعالم تحاور الفنان التشكيلى جمال مليكة

الجمهورية والعالم تحاور القنصل السنغالي في ميلانو

 

 

Visited 21 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه