الدكتورة عايدة الجوهري لـ«الجمهورية والعالم»: نوال السعداوي عززت فيّ روح التمرد

توغّلت في المناطق المحرمة دون تردد او وجل

2٬094

أجرى الحوار: خالد محمود.   

تُعتبر الدكتورة عايدة الجوهري مؤلفة متميزة، حيث قدّمت العديد من الأعمال الأكاديمية والأدبية التي تتناول مواضيع هامة ومثيرة للاهتمام. بعض مؤلفاتها تشمل كتاب “رمزية الحجاب مفاهيم ودلالات” الذي صدر عام 2008 عن مركز دراسات الوحدة العربية، وكتاب “نوال السعداوي وعايدة الجوهري في حوارٍ حول الذكورة والأنوثة والدين والإبداع” الصادر عام 2013 عن شركة المطبوعات للتوزيع والنشر. كما نجد لها كتاب “القاضي والنقاب” الذي صدر في العام نفسه، وكتاب “اليسار الماهية والدور” الصادر عام 2015 عن دار الفرابي. وفي عام 2020، قدمت كتابًا آخر بعنوان “دروس شهرزاد” بالتعاون مع مركز دراسات الوحدة العربية.

بالإضافة إلى مؤلفاتها، تعتبر الدكتورة عايدة الجوهري باحثة مخضرمة في مجال الدراسات الجندرية، حيث قدمت العديد من الأبحاث المهمة والمقالات في هذا المجال. نُشِرت بحوثها ومقالاتها في الصحف والمجلات والمواقع العربية المرموقة، مثل منشورات منظمة المرأة العربية وصحيفة السفير اللبنانية ومجلة حريات ومجلة حوار العرب وموقع الحوار المتمدن. تتناول هذه الأبحاث قضايا النسوية والمساواة بين الجنسين والثقافة والدين والسياسة والاجتماع.

يعكس تعدد مجالات اهتمامها التي تمتد من الأدب إلى السياسة والثقافة، حرصت الدكتورة عايدة الجوهري على استكشاف وتحليل قضايا الجندر والعدالة الاجتماعية. وتجدر الإشارة إلى أنها تلقت تقديرًا واسع النطاق من النقاد والأكاديميين على مساهماتها في هذه المجالات.

باختصار، تُعد الدكتورة عايدة الجوهري شخصية مهمة ومرموقة في الوسط الأكاديمي والأدبي، حيث تتميز بخلفية قوية في اللغة الفرنسية وآدابها وتقديمها مؤلفات هامة وبحوث مثيرة للاهتمام في مجالات الدراسات الجندرية والأدب والسياسة والثقافة.

وفي لقاء خاص مع “الجمهورية والعالم”، تطرقت الدكتورة عايدة الجوهري إلى أعمالها وعلاقتها بالمرحومة نوال السعداوي. وناقشت في هذا الحوار أسباب تخلفنا عن الاندماج في ركب الحضارة، وضرورة تأسيس دولة المواطنة. كما تناولت الجوانب المثيرة للجدل بين الدال والمدلول، وبين المضمر والظاهر والمكشوف، وبين الحضور والغياب. واليكم نص الحوار.


– من هي عايدة الجوهري؟

انا كاتبة وباحثة لبنانية، حاملة دكتوراه في اللغة الفرنسية وآدابها، وعالمي المهني هو عالم اللغة الفرنسية وثقافتها، غير ان كتاباتي وأبحاثي وانشغالاتي الفكرية، تمحورت حول الثقافة العربية، لغة ومجالاً للبحث، واتخذت من بعض الإشكاليات الثقافية المطروحة على الساحة الثقافية العربية موضوعاً لها، وتصنف مؤلفاتي من خانة النقد السوسيولوجي، غير انه لا يوجد تباعد حقيقي بين حقل اختصاصي وبين الحقول المعرفية التي اشتغلت عليها،

كوني وظفت مناهج تحليل النصوص السيميائية الالسنية، في تفكيك النصوص والظواهر التي عالجتها، فالمنهج السيميائي، يتناول لغة النص كنظام اشاري دال من خلال الظواهر الاجتماعية والثقافية الملابسة له، ويعد هذا المنهج من ابرز معالم التجديد النقدي في تحليل النصوص والكشف عن المعنى، فهو يعين الناقد على فك رموز النص وشفراته، انطلاقاً من العلاقة الجدلية بين الدال والمدلول، بين المضمر والظاهر والمكشوف، بين الحضور والغياب، بين المقال واللامقال.

فالسيميائية، او علم العلامات، يدرس الإشارات او العلامات وفق نظام منهجي، يبرز ويحدد العلامة اللغوية، في النص وفي الحياة الاجتماعية، ويرتكز الى دراسة حياة المدلولات، داخل الحياة الاجتماعية، وعلتها وكينونتها، ومجمل القوانين التي تحكمها.

ومن جهتي، انا استثمرت في هذه المنهجية في كتب ثلاث صدرت لي ، ففي كتابي الأول “رمزية الحجاب، مفاهيم ودلالات” تعاملت مع الحجاب كعلامة تدل على ظواهر عديدة أخرى تتخطاها، وتتخطى علاقتها بالمقدس، وفي كتابي “اليسار الماهية والدور” الصادر عن دار الفارابي، استبرت دلالات “اليسار” و “اليمين” من خلال استعمالاتهما ومدلولاتها المغيبة، وفي كتابي الأخير دروس شهرزاد الصادر هو الآخر عن مركز دراسات الحدة العربية “انا استنطقت العلامات الظاهرة والفراغات والغيابات لإعادة بناء شخصية شهرزاد على أسس جديدة، وبناء على فرضيات جديدة.

وفعلت، الى حد ما الشيء ذاته مع كتاب “القاضي والنقاب” الصادر عن شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، فأنا في هذا الكتاب، ومن خلال النصوص المتوفرة، اعدت بناء شخصية والد الرائدة النسوية، نظيرة زين الدين، من خلال الملابسات الاجتماعية والثقافية والسياسية التي احتدمت في عصره، اما كتابي الحواري مع نوال السعداوي، وعنوانه “نوال السعداوي وعايدة الجوهري، في حوار حول الذكورة والأنوثة والدين

والابداع” الصادر هو الآخر عن شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، فهو حوار فكري تناول طروحات نوال السعداوي الفكرية والاجتماعية بروح نقدية جدلية، واستدعى بذلك منهجية مختلفة. ان الأسئلة والفرضيات والموضوعات هي التي تستدعي هذه المنهجية او تلك، وعلى العموم افادتي المنهج السيميائي الالسني في سيرتي التأليفي.

نعم، انا اعرف نفسي بمجموعة مؤلفاتي وابحاثي ومقالاتي، التي تمثل خياراتي الفكرية والمنهجية ، والحياتية.

ما هو مصدر الالهام الرئيسي من حياتك؟

انا اقرّ ان نشأتي في محيط يساري ساهم في ايقاظ وعي الاجتماعي والسياسي، والنسوي، وهذا الأخير تبلور مع اطلاعي على الفلسفة النسوية، ورائداتها، بدءاً من سيمون دوبوفوار، وغيرها من رائدات غربيات وصولاً الى نوال السعداوي.

 كيف تسردين حكايتك مع الكتابة؟

بشكل مفارق تعود حكايتي مع الكتابة الى فترة اقامتي في باريس للدراسة، حينها تفجّرت لدي الرغبة في التعرف عن كثب الى ثقافتي العربية، كوني خريجة مدارس فرنسية، والرغبة في الكتابة في العربية آن كوجهان لعملة واحدة، هو رد فعل هوياتي، فخلافاَ للشائع، يحضك الاحتكاك بثقافة أخرى مغايرة لثقافتك ، على العودة الى ثقافتك، دون الانغلاق عليها، والاختباء ورائها، بل للنظر اليها، بعيون ناقدة، وإعادة اكتشافها.
اعتقد ان رجوعي الى ثقافتي، ووجودي بين ثقافتين، هو من حفّزني على الكتابة، وباللغة العربية، ربما كل التناقضات، الفكرية والاجتماعية، التي كنت احياها، خلال اقامتي في باريس، هي التي حفّزتني فرحت اكتب واراسل الصحف العربية، الصادرة في لندن وباريس، وكرت السبحة الى ان تفرغت لتأليف الكتب، فكانت باكورة اعمالي “رمزية الحجاب مفاهيم ودلالات ” تلته الكتب الأربعة التي ذكرتها سابقاً، وحالياً تجري طباعة كتابي السادس وعنوانه في”كراهية النساء”

حديثنا عن الديمقراطية والتعددية وتقبل الآخر والمواطنة وقضية حقوق المرأة في العالم العربي.

اعتقد ان بوسعنا الرد على هذه الإشكاليات الحاضرة بقوة في مجتمعاتنا العربية، بمطلب واحد احد هو مبدأ المواطنة، فالمواطنة التي لم تتشكل بعد كهدف رئيسي ونهائي للنخب التغييرية، تكاد تختصر بالنسبة لي كل التطلعات التغييرية، فالتأسيس لدولة المواطنة، القائمة في الغرب منذ قرون، يستدعي الانقلاب على الكثير من المفاهيم المشوشة والمضللّة السائدة والتي تكرس الواقع الاستبدادي، كما انه يستدعي ويساهم في خلق ثقافة سياسية واجتماعية جديدة، بديلة.

على العموم واكب مفهوم المواطنة نظرة جديدة الى كينونة الانسان، وعلاقته بالكون والموجودات والكائنات، فهو لم يعد ممثلاً لعصبية دينية او قومية، او اثنية، او قبلية، بل كائناً حراً، قائماً بذاته، يأنف استعماله كوسيلة لغاية تتخطاه، والمعتقدات والطقوس والعادات لم تعد المحدّد الأول للشخصية البشرية المركبة، لتطرح الذات الحرّة مركزاً للحياة العامة. كما واكب انبعاث مفهوم “المواطنة” شيوع مقولة تنويرية جوهرية تقول بوحدة الطبيعة البشرية، ووحدة خواصها الأساسية، وباشتراك البشر في التفكير العقلاني والحس السليم والموهبة، وبالتالي بالحق الفطري في الحرية والكرامة، ولكن هذه النكرة التي تبدو بديهية للعارفين والمدركين، لم تعرفها البشرية دفعة واحدة، ويعود ميلادها الأول الى بلاد الاغريق، الى ما قبل الميلاد، الى نظريات الرواقيين، والوحدانيين، والى أفكار سقراط وارسطو وغيرهم، وميلادها الثاني الى عصر التنوير ، ابتداءً من رينيه ديكارت.

كان لهذه النظرة الى الانسان فضل التأسيس للديمقراطية، فكل البشر متساوون بالفطرة، وفي الأصل، وذوي كرامة غير قابلة للانتهاك، وبصفتهم كذلك يحق لهم المشاركة في ادارة حياتهم العامة والشخصية، كما كان لهذه الرؤية فضل التأسيس للتعددية الحزبية السياسية لا التعددية العرقية او الطائفية، او القومية، كما ان هذه النظرة الى الانسان هي التي كنت وراء فلسفة حقوق الانسان، ومنها حقوق المرأة، بعد ان كان الرجل هو المرجعية الأولى، والمثال الأول لكل الاجتهادات الفكرية والسياسية والإنجازات الاجتماعية.

وبالتالي، نستنتج ان التأسيس لمبدأ المواطنة، الآيل، حتماً وجبراً، الى الديمقراطية، والى التعددية السياسية، وقبول الآخر، والى الاخذ بشرعة حقوق الانسان وبكل الاتفاقيات الدولية التي تضمن حقوق الانسان المدينة والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، يستلزم التأسيس لفكر جديد، ولثقافة عامة بديلة، غير اننا كشعوب غارقة في وحول الاستبداد والتمييز والقهر، لا نستطيع انتظار شيوع هذا الفكر كي نطالب بدولة المواطنة، بل نحن مجبرون على انتهاج الطريق السريع المعاكس، لنشر مفهوم المواطنية والترويج له، واشاعة الفكر التنويري في آن.

هي مهمة مزدوجة، تبدو مضنية، ولكنها لا تبدو لي على هذه الصورة، لأن منطق المواطنة مقنع للناس الذي يملكون الحد الأدنى من المعرفة والحس السليم.

وما نسميه “حقوق المرأة” لا يخرج عن هذا الجدل، فجل ما تبتغيه المرأة المعاصرة هو ان تعامل كمواطنة، تتمتع بذات الحقوق والواجبات مثلها مثل سائر المواطنين الذكور، ما يجعلنا نرى من. قضية المرأة قضية سياسية بالدرجة الأولى.

وهل رجال الدين سبب تخلفنا؟

اوافقك جزئياً على هذا الافتراض، لأني اربط بين الأنظمة السياسية الاستبدادية والفاشلة والفاسدة، وبين ازدهار دور رجال الدين، فالانظمة الاستبدادية والفاشلة والفاسدة، في حاجة، رغم غطرستها، الى اكتساب مشروعية ما، وهذه المشروعية توفرها بيسر المؤسسة الدينية، ورجالها، فهي تتلاعب بعقول ووجدان الناس وتبتكر لهم حقوقاً غيبية افتراضية بديلة عن الحقوق التوجبة لهم، وواجبات علوية بديلة عن الواجبات الأرضية، ويتحول المواطن الافتراضي الى كائن غيبي، منفصل عن الواقع التاريخي الموضوعي، فلا تعدو الحياة الدنيوية ان تكون بالنسبة له سوى جسر عبور، آني. هنا تكمن خطورة الدور السياسي الذي يلعبه رجال الدين. الى جانب تأثيرهم الجوهري على نظرة المتدينين الى أنفسهم والى الوجود والمجتمع، يواظب هؤلاء في فتاويهم وتصريحاتهم، وعظاتهم، في إثارة قضايا ثانوية، هامشية، احياناً مضحكة، تكون الغاية منها اثبات الحضور والتمادي في السلط وفي التدخل في حيوات الناس الشخصية.

حديثنا عن علاقتك بالراحلة نوال السعداوي

ان كتابي “نوال السعداوي وعايدة الجوهري في حوار حول الذكورة والانوثة والدين والابداع” كان محطة مثيرة في حياتي ككاتبة، اذ جاء مشروع الكتاب المشترك تلبية لرغبتي الجامحة في محاورة نوال السعداوي ومجادلتها ومعرفتها عن كثب. بداية، انا من اللواتي لا يتنكرن للأثر العميق الذي تركته نوال السعداوي في عقولهن ووجدانهن، للصدمة الإيجابية التي تحدثها خلافاً للواتي يخفن لسع جرأتها، وجسارتها على التوغل في المناطق العصية على التفكير والعلانية والمجاهرة، فما بلاك بالمناقشة والتحليل والنقض، وخلافاً كذلك للواتي يحرصن على صورتهن التسووية، المهادنة. قرأتها في عمر مبكر، اختلست كتبها من مكتبة العائلة، عززت فيّ روح التمرد، بلورتها وسوغتها.

ثمة حبل سريّ، غير مرئي، يشدك مدى العمر، الى الذي يدربك على التمرد على أسس معرفية عقلية، فمن حرية العقل تتناسل سائر الحريات علّ هذا الحبل السري، هو فرح التمرد الذي يزرعه فينا، المتمردون في التاريخ البشري.

في المحصلة، توغلت نوال السعداوي في ادغال اللّا مباح والمحظور، والمسكوت عنه، وفكرت في ما لا يفكر فيه، واضعة نصوصها الجريئة، ومواقفها على تماس مع ثالوث المحرمات العربية: الدين والسياسة والجنسانية، اضل استعمال مصطلح “جنسانية” لأن دلالته اشد تركيباً وشمولية من الأول المعهود، توغّلت في هذه المناطق المحرمة دون تردد او وجل، لأنها تفترض ضمناً، كما نفترض نحن ايضاً، ان من يملك افكاراً تغييرية لا يجرؤ على الإفصاح عنها، خوفاً من ردود الأفعال السلبية، يسهم في ديمومة الامر الواقع، ولا يتميز بشيء عن أولئك الممتثلين لهذا الواقع، او المتواطئين معه.

حان الوقت، كي انتقل الى كتابنا المشترك “نوال السعداوي وعايدة الجوهري في حوار حول الذكورة والانوثة والدين والابداع” سواء كانت فكرة الكتاب مختلفة ام لا، جديدة ام لا، هي ولدت ذات ليلة صيف لبنانية، من رحم أحاديث ثنائية، وجدناها جديرة بالتوثيق، فاتخذنا قرار استئنافها، بين بيروت والقاهرة، وتحويلها الى كتاب حواري.

كانت الغاية الأولى من حواراتنا هي التفكير معاً والتساؤل معاً، في قضايا واشكاليات لا تزال قيد النقاش والاخذ والرد، والحيرة، فوظائف الحوار لا تقتصر على حل النزاعات، فكنا نتفق في اغلب الأحيان، على توصيف المشاكل والاشكاليات التي تعتور مسيرة المرأة العربية، كما كنا نختلف في أحيان أخرى على نوعية المقاربات والحلول.

وشئنا ان تكون حواراتنا منظمة، ممنهجة، غير مبعثرة، دون المسّ، بطلاقتها، وتلقائيتها، وشفافيتها، فأدرجناها تحت عناوين شكلت مفاصل أساسية في مشروع نوال السعداوي التغييري النهضوي، واعني مفاهيم الذكورة والانوثة، وما تمليه من أدوار وخصال جنسانية جندرية مخصوصة، وعلاقة هذه المفاهيم والادوار بالأيديولوجية والدين والابداع.

هكذا تشكل كتابنا المشترك، الذي انجز بشغف كبير، هو شغف الاسئلة، التي يفترض الاّ تستكين.

——————
حوارات أخري:
تعتبر الأدب مرآةً مكبرةً تعكس التفاصيل الدقيقة للمجتمعات .. الجمهورية والعالم تحاور الكاتبة آمال الشاذلي

الجمهورية والعالم تحاور الشاعرة اللبنانية وفاء أخضر

” جريدة الجمهورية والعالم ” تحاور الشاعرة والاديبة اللبنانية نسرين بلوط

الجمهورية والعالم تحاور المخرجة الكويتية فرح الهاشم
الجمهورية والعالم تلتقي بفنانة الكاريكاتير الكويتية سارة النومس
الجمهورية والعالم تحاور الشاعر الجزائري علاء الدين قسول

إيمان الهاشمي تحلق في سماءالإبداع..الجمهورية والعالم تحاور أول سيدة تعزف وتلحن وتؤلف أوركسترا بالإمارات

 

Visited 42 times, 1 visit(s) today
تعليق 1
  1. Naser يقول

    رائع

التعليقات متوقفه