دراسة تكشف: الدماغ يتوقع المستقبل أثناء النوم ويعيد معالجة التجارب

الخلايا العصبية تواصل عملها أثناء النوم: آلية جديدة لفهم التعلم والذاكرة

780

كتبت:سارة غنيم

كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة Nature عن دور الدماغ أثناء النوم في توقع التجارب المستقبلية، بالإضافة إلى تثبيت الذكريات الناتجة عن التجارب السابقة.

وتركز الدراسة على تحليل عمل الخلايا العصبية في منطقة الحصين المرتبطة بالتوجه المكاني، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهم آلية عمل الدماغ خلال النوم.

النوم ودور الخلايا العصبية في معالجة المعلومات المكانية

ركز باحثون من جامعتي ميشيغان ورايس على نوع محدد من الخلايا العصبية المسؤولة عن تثبيت المعلومات المكانية وإعادة معالجتها أثناء النوم. في التجربة، تم تدريب فئران مختبر على التنقل داخل متاهة للحصول على مكافآت عند بلوغ الأطراف.

وراقب الباحثون نشاط الدماغ في ثلاث مراحل: قبل دخول المتاهة، أثناء التنقل فيها، وبعد النوم.

أظهرت النتائج أن الخلايا العصبية لا تتوقف عن العمل أثناء النوم، بل تعمل على “استقرار التمثيلات المكانية”، وفقًا لتصريح كاليب كيمير، أستاذ علم الأعصاب في جامعة رايس.

الدماغ يتوقع الحلول أثناء النوم

بينما تركزت الدراسات السابقة على دور النوم في تثبيت الذكريات وتحسين التعلم، حاول الباحثون في هذه الدراسة الإجابة عن سؤال أكثر تعقيدًا: لماذا يحدث أحيانًا أن نجد حلولًا للمشاكل بعد النوم؟

باستخدام نموذج للتعلم الآلي، تمكن العلماء من ربط نشاط الخلايا العصبية بتوقع مسارات معينة داخل المتاهة أثناء نوم الفئران.

وعند استيقاظ الفئران ووضعها مجددًا في المتاهة، أظهرت تحركاتها تغييرات تعكس ما تعلمته أثناء النوم. وأشار الباحثون إلى أن هذه التغيرات دليل على أن الدماغ يتوقع التجارب المستقبلية ويستعد لها أثناء النوم، كما لو أن الفئران “خاضت تجربة ثانية في الفضاء أثناء نومها”.

نتائج تثبت مرونة الدماغ أثناء النوم

أوضحت الدراسة أن المرونة العصبية، أو قدرة الخلايا العصبية على إعادة معالجة المعلومات، لا تحدث فقط أثناء اليقظة، بل أيضًا خلال النوم. تعمل هذه الخلايا العصبية، حتى في غياب المنبهات البصرية، على تحسين التمثيلات المكانية والتنبؤ جزئيًا بالإجراءات المستقبلية بمجرد وضع الكائن في نفس البيئة مجددًا.

أهمية الدراسة

تقدم هذه النتائج فهمًا أعمق لدور النوم في التعلم والذاكرة، مؤكدةً أن الدماغ لا يقتصر دوره على تثبيت التجارب السابقة، بل يعمل أيضًا على التهيئة للمستقبل.

ومن شأن هذا الاكتشاف أن يسهم في تطوير تقنيات جديدة لتحسين الأداء المعرفي وحل المشكلات من خلال فهم أعمق لدور النوم في عمل الدماغ.

 

Visited 15 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه