قصص أمل الرندي تُلهم الأطفال.. حكايات عن حب الوطن وإتقان العمل
كتبت/ د أمل درويش
شاركت الكاتبة الكويتية أمل الرندي في جلسة نقاشية حول مجموعة من قصصها، التي أقيمت في “مؤسسة عبد الحميد شومان” تحت مظلة “مبادرة نون للكتاب” بإدارة الكاتب أسيد الحوتري. تناول النقاش عدة محاور حول مضمون القصة الجيدة في إصداراتها ومدى تنوعها.
شارك في الحوار مجموعة من المثقفين والمبدعين في الأردن، وتحدثت الرندي عن قصصها الأربع: “يا وطن لك من يحبك”، “أجمل عقاب”، “مفاجأة أبي”، و”طعام أمي اللذيذ”.
كما تحدثت الرندي عن “مبادرة أصدقاء المكتبة على المستوى العربي”، التي أطلقتها في عام 2018، وعن حملة “اقرأ وتذوق” التي تهدف إلى تعزيز ثقافة الطفل وصحته.
قدمت القاصة فاتن شحادة عرضًا للمشاركين الرئيسيين وملخصًا للقصص، بينما قدم الناقد والشاعر محمد جمال عمرو قراءة نقدية للقصص الأربع. أدار النقاش مدير “مبادرة نون للكتاب”، الكاتب أسيد الحوتري، وشارك في الجلسة نخبة من الكتاب والمتخصصين، بالإضافة إلى حضور مجموعة من الأطفال من فئات عمرية متنوعة. كما تضمنت الفعالية فواصل شعرية قدمها “شاعر الطفولة العربية” محمد جمال عمرو.
تسرد قصة “طعام أمي اللذيذ” تفاصيل رحلة يقوم بها تلاميذ إحدى المدارس إلى إيطاليا، حيث يتعلمون في المخيم عادات جديدة ومعلومات مفيدة لتحسين نظامهم الغذائي.
أما قصة “مفاجأة أبي” فتحكي عن طفل يقرر مرافقة والده إلى شركته الخاصة، ليكتشف خلاف توقعاته ما يجري في القيادة والإدارة وأسلوب تعامل والده مع الموظفين.
وتقدم قصة “يا وطن لك من يحبك” حكاية أسرة كويتية تعيش في الولايات المتحدة الأمريكية تحتفل بالعيد الوطني للكويت، في جوّ من التشويق والمتابعة، لأصدقاء عرب وأجانب.
أما قصة “أجمل عقاب” فتسرد قصة نجار مهمل في عمله تسبب إهماله بكسر ذراع تلميذ في إحدى المدارس، فقابله والد التلميذ وعاتبه ولكنه خلّصه من عقاب ناظر المدرسة ليعاقبه عقابا نافعًا يتمناه الجميع!
وطرح مدير النقاش الكاتب الحوتري محاور للنقاش، تنوعت ما بين: وظيفة وتقييم لعتبات النص، وعناوين القصة وأغلفتها ورسوماتها الداخلية وأسئلتها ونشاطاتها وصور الشخصيات في نهاية كلّ قصة، وكذلك العلاقة بين المتعة (القصة، الرسوم، الألوان، الإخراج، خامة الورق، حجم القصة…) والفائدة في النص، هل هما متساويان؟ أم طغى أحدهما على الآخر، وما هو الصواب؟، وما هي القواعد العامة للكتابة للطفل من خلال القصص الأربعة.
وتحدث الكاتب عمرو عن مضامين القصص الأربع، مبيّنًا أن الكاتبة الرندي استطاعت أن تصنع نموذجًا ناجحًا لدور الطفل/الطفلة الفاعل، الذي لا يقتصر على التلقي فقط، بل يقود دفة الأحداث ويدير الحوارات بقوة واقتدار. كما نجحت في تمرير رسائل عدة، أهمها أن حب الوطن يكون بالعطاء الفعلي والحقيقي، وليس فقط بالتغني به.
وذكر أنها تناولت قيمة مهمة تؤثر بشكل فعّال في حياة الفرد والمجتمع، وهي قيمة إتقان العمل، حيث بدأت قصتها بجملة “إتقانك لعملك سيحمي أرواح الآخرين”. وبهذه الجملة المفتاحية، تكشف الرندي عن مضمون قصتها وهو إتقان العمل.
وأضاف الكاتب عمرو أن الرندي، من خلال قصة “مفاجأة أبي”، أكدت أن سر نجاح بطل القصة، الطفل ماهر، في عمله يكمن في حبه له وللعاملين معه، وليس في مظهره أو ملابسه.
كما تحدث عمرو عن سلسلة “حكايات قبل الأكل”، حيث قدمت الرندي لقرائها الصغار قصتها (طعام أمي اللذيذ)، وهي من مدخلات حملة “اقرأ وتذوق”، التي نفذتها في الكويت وفي دول عربية عدّة، وقد كتبت القصة بقصد قراءتها ضمن فقرات الحملة.
ومن خلال أحداث قصتها (طعام أمي اللذيذ)، استطاعت الرندي أن توظف عدة أهداف ومفاهيم منها: توجيه الجيل الجديد لأهمية الغذاء الصحي، ومعرفة تفصيلات الحياة الصحية، والاستفادة من المعلومات العلمية في معرفة فوائد الأغذية، وتعزيز القيم الإيجابية ومنها: التعاون والنظام.
من جهتها، أجابت الرندي عن أسئلة الحضور، وأكدت أهمية الهدف الذي تكتب من أجله، ومحددات الفئة العمرية كذلك، وألقت الضوء على تقنياتها الفنية في الكتابة للطفل، ورؤيتها لما يكتب له عربيًّا، وأهمية المحافظة على ثوابت اللغة والجمال الذي يتخذ أكثر من عنصر في هذا المجال.
حضر الجلسة النقاشية الخبير وأستاذ علم المكتبات والتوثيق الدكتور ربحي عليان، ومدير تحرير الدائرة الثقافية في “الرأي” إبراهيم السواعير، والكاتب الناشر مراد سارة، وآخرون، وتركزت مداخلاتهم على الكتابة في أدب الطفل والمدارس الأدبية في الكتابة للطفل، وكذلك الشكل الفني ما بين الاعتدال والإبهار في شكل الكتاب الموجّة للطفل في القصة والشعر والمجلات وغير ذلك.
اقرأ أيضا:
بالفيديو والصور ٠٠ المسرح الاجتماعي: فرقة شابة تسلط الضوء على مشكلات المجتمع بأسلوب مؤثر
الجمهورية والعالم تحاور الكاتبة والشاعرة والناقدة عواطف الزين
التعليقات متوقفه