اوروبا – نجاة ابوقورة
اشتهرت فرنسا بمقولة “دعه يعمل دعه يمر” بينما توالت أحداث قد تحطم تلك المقولة لأعرق ديمقراطية في اوروبا، وتسائل البعض، هل كشر اليمين المتطرف عن انيابه، وأصبحت الساحة ملعب يمارس فيه عنفه اللفظي والجسدي في اشارة الي انهيار للديمقراطية..؟
كان قد تعرض الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون لصفعة يمينية أول أمس “الثلاثاء” اثناء تفقده منطقه تاين ليبرتاج جنوب شرق البلاد، حيث التقي برواد مطاعم وطلاب وتحدث معهم عن عودة الحياة الي طبيعتها بعد اجتياح كوفيد-١٩، حيث كانت فرنسا من اوائل الدول التي اصابها الوباء في مقتل أدي الي شلل تام في الحياه الاجتماعية والاقتصادية.
واثناء حشد من التجمع الذي وقف لتحية إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي، الذي مد يده لمصافحة شاب يرتدي قميص اخضر ونظارة وكمامة لمصافحته، اذ بالشاب يمسك بيده ويصفع ماكرون صفعة قوية علي وجهه، ويهتف صارخا “تسقط الماكرونية” وردد عبارات كانت تعتبر صرخة معركة الجيوش الفرنسية عندما كانت فرنسا مازالت ملكية.
واعتبر الأمن المرافق لماكرون انها تشكل خرقا أمنيا خطيرا مما دفع رجال الحرس الي طرح الرجل ارضا وإلقاء القبض علي اثنين اخرين يشتبه انهم علي صلة بالحادث، فيما لم تعلن دوافع الشاب الذي يبلغ ٢٧ عاما.
من جهتها فقد صرحت سلطات مقاطعة تاين ليبرتاج التي وقعت الحادثة في احدي القري بها ان الرئيس الفرنسي كان قد زار إحدي المدارس الثانوية، ثم اتجه الي جمع من الفرنسيين وقفوا لتحيته، وعلق رئيس الوزراء الفرنسي، جان كاستكس، علي هذا الحادث انها اهانة للديمقراطية.
الجدير بالذكر ان الرئيس الفرنسي في عام ٢٠١٨، كان قد تلقي علي رأسه بيضة دجاجة من مزارع اثناء زيارته لمعرض الزراعة السنوية في باريس، بالإضافة الي تعرضه ايضا فى يوليو الماضي لمحتجين وجهوا اليه كلمات نابيه حينما كان يتجول برفقه زوجته، يرافقه الحرس الشخصي في حديقة التويلري بالقرب من متحف اللوفر في باريس، حيث صرح وقتها رئيس الوزراء امام البرلمان الفرنسي، ان السياسة لايمكن ان تكون عنفا او عدوانا لفظيا او جسديا.
ومع قرابة الانتخابات الفرنسية ٢٠٢٢، الا ان ماكرون لم يعلن ترشحه رسميا لفترة ثانية، ولم يبدأ بعد حملته الانتخابية ولكنه يعتزم لقاء الناخبين وجها لوجه في عدة زيارات ميدانية في شهري يونيو ويوليو.
ومازال ماكرون يسجل شعبيته ارتفاعا بسيطا في مواجهة زعيمة حزب التجمع الوطني اليمينى المتطرف، ماريان لوبان، حيث يتعرض حزبها الي كثير من الفضائح و تعليقات عنصرية.
وكانت لوبان، قد اعترضت علي حل مجموعة يمينية تسمي “جيل الهوية” في يناير الماضي، وهي مجموعة عنصرية مناهضة للمهاجرين، يقع المقر الرئيسي لها في ليون “جنوب شرق البلاد”، وكان وزير الداخلية الفرنسي اعلن عن حل مجموعات متطرفة في ٢٠١٩، تثير الكراهيه العنصرية منها (باستيون سوسيال – دم وشرف – بلد اند اوتور)
وعلق الرئيس الفرنسي علي الحادث “انا بخير، ويجب أن نضع هذا الحادث في منظوره الصحيح” مضيفا، دعونا لاندع الأحداث المنعزلة والافراد المتطرفين يسيطرون علي النقاش العام لانهم لا يستحقون ذلك.
وادانت مارين لوبان “زعيمة الحزب اليمينى المتطرف” علي الحادث، بشدة الاعتداء الجسدي قائلة “اذا كان يسمح ان تكون المناقشة الديمقراطيه عنيفة لحد ما فهذا لا يعني ان يصل الأمر الي العنف الجسدي”.
وأعرب عدد من السياسين الفرنسين في البرلمان بمن فيهم العدو اللدود لماكرون اليساري المتطرف جان لوك ميلونشون، دعمهم لماكرون، وصفق النواب لتحية الرئيس الذي استمر في جولته.
وعرفت فرنسا انها بلد الحرية، الاخاء، المساواة، وتمتلك مبادئ أساسية التى قامت عليها الديمقراطية الفرنسية، بينما اتت استراتيجية ماكرون، والتي اطلقت يد الشرطه لقتل اي مظاهرة في مهدها، وكبح جماح الصحافة النقدية، وتبنى شيء من سياسية اليمين المتطرف حتي يستطيع الحصول علي بعض الأصوات، فكانت تلك الحوادث