تزايد النفوذ التركي في سوريا.. هل يقترب الصدام العسكري مع إسرائيل؟

تحركات عسكرية متسارعة.. هل تتحول سوريا إلى ساحة مواجهة بين إسرائيل وتركيا؟

655

تتزايد التوترات في الشرق الأوسط مع تصاعد الصدامات بين إسرائيل وتركيا على خلفية التطورات في سوريا. ففي الوقت الذي تستمر فيه المواجهات العنيفة في غزة، ويتصاعد التوتر على الجبهة اللبنانية بين إسرائيل وحزب الله، تبرز سوريا كساحة جديدة قد تشعل مواجهة مباشرة بين الجيشين الأكثر خبرة وتسليحًا في المنطقة.

شنت القوات الإسرائيلية غارات جوية مكثفة، ليلة الجمعة، استهدفت مواقع في تدمر، تلتها ضربات أخرى صباح السبت على بلدة النجاة قرب دمشق.

هذه الهجمات، وفقًا لمراقبين، قد تكون مقدمة لمواجهة عسكرية مباشرة بين إسرائيل وتركيا، خاصة مع تزايد النفوذ التركي داخل الأراضي السورية.

تركيا وسوريا.. إعادة رسم المشهد الجيوسياسي

يشير محللون إلى أن النفوذ التركي في سوريا يتزايد بشكل ملحوظ، حيث يُنظر إلى سيطرة أنقرة على بعض الفصائل المسلحة كخطوة استراتيجية لتحويل سوريا إلى منطقة نفوذ تركي مباشر.

ومن أبرز التطورات في هذا السياق، استقبال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لأحمد الشرع، القيادي السابق في تنظيم القاعدة والمعروف بـ”الجولاني”، في القصر الرئاسي بأنقرة.

وخلال اللقاء، عرض أردوغان اتفاقية دفاع مشترك تتضمن تدريب القوات السورية وبناء قاعدتين جويتين تركيتين داخل الأراضي السورية.

هذا التحول يثير مخاوف إسرائيلية متزايدة، إذ أشار تقرير أمني قُدّم إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في يناير الماضي، إلى أن “وجود قوات تركية أو فصائل متحالفة معها في سوريا يزيد من احتمالية نشوب صراع مباشر مع إسرائيل، كما أن دعم أنقرة لدمشق قد يسرّع من إعادة تسليح الجيش السوري”.

استعدادات إسرائيلية وتحركات عسكرية

لم تقف إسرائيل مكتوفة الأيدي أمام هذه التطورات، إذ عززت وجودها العسكري في الجولان، وهي المنطقة الاستراتيجية التي تسيطر عليها منذ عام 1967، كما كثفت من غاراتها الجوية على مواقع عسكرية سورية يُعتقد أنها قد تكون جزءًا من شبكة النفوذ التركي المتنامي.

في المقابل، تبدو تركيا مستعدة لتوسيع تدخلها العسكري في سوريا، مستفيدة من سجلها في التدخلات الإقليمية، كما حدث في ليبيا لدعم حكومة طرابلس، وكذلك في ناغورني كاراباخ خلال الصراع بين أذربيجان وأرمينيا.

المخاطر الإقليمية واحتمالات التصعيد

في ظل هذه التطورات، يصبح خطر المواجهة المباشرة بين إسرائيل وتركيا أكثر واقعية، خاصة في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في سوريا وتعاظم الدور التركي هناك. ومع تصاعد التوترات في غزة ولبنان، تبدو المنطقة على شفا مرحلة جديدة من التصعيد، قد تعيد رسم التوازنات الإقليمية بشكل غير مسبوق.

Visited 11 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه