الهيمنة الإيطالية التاريخية في البابوية مهددة من “المنافسة الأجنبية”
يوحنا بولس الأول.. آخر الباباوات الإيطاليين وحبرية لم تدم أكثر من شهر
213 بابا إيطالياً في التاريخ… هل يعود العرش الرسولي إلى أبناء روما بعد بيرغوليو؟
روما – [الجمهورية والعالم]
منذ وفاة البابا يوحنا بولس الأول عام 1978، لم يعتلِ عرش القديس بطرس أي بابا إيطالي. ورغم أن البابا الحالي فرنسيس (خورخي ماريو بيرغوليو) ينحدر من أصول إيطالية، إلا أن جنسيته الأرجنتينية تؤكد القطيعة غير المسبوقة مع قرون من الهيمنة الإيطالية على الكنيسة الكاثوليكية.
يوحنا بولس الأول، واسمه الحقيقي ألبينو لوتشياني، انتُخب في 26 أغسطس 1978، وقاد الكنيسة لمدة 33 يومًا فقط، قبل أن تقطع وفاته القصيرة الحبرية، التي تُعد عاشر أقصر فترة بابوية في التاريخ.
الإيطاليون… تاريخ من القيادة البابوية
من أصل 266 بابا تولوا القيادة الروحية للكنيسة الكاثوليكية منذ بطرس الرسول في القرن الأول الميلادي، كان 213 منهم إيطاليين. هذه الأغلبية الساحقة تؤكد عمق النفوذ التاريخي لإيطاليا في الفاتيكان.
أما المرتبة الثانية في عدد الباباوات، فكانت من نصيب فرنسا بـ15 بابا، تليها اليونان بـ8 باباوات، وألمانيا بـ7، ثم إسبانيا بـ3. كما شهد التاريخ بابا واحدًا فقط من كل من: إنجلترا، البرتغال، بولندا، هولندا، دالماتيا، وتراقيا.
الكرادلة الإيطاليون في سباق ما بعد بيرغوليو
رغم الانفتاح الجغرافي الواضح في السنوات الأخيرة، فإن الحديث عن مرحلة ما بعد البابا فرنسيس يُعيد الإيطاليين إلى الواجهة من جديد. أسماء مثل الكاردينال بيترو بارولين (أمين سر دولة الفاتيكان)،
وبييرباتيستا بيتسابالا (بطريرك القدس للاتين)، وكلاوديو جوجيروتي، وفرناندو فيلوني، كلها ضمن قائمة المرشحين المحتملين لتولي الحبرية القادمة.
هيمنة إيطالية حتى القرن العشرين
منذ عام 1500 وحتى عام 1978، كان جميع الباباوات تقريبًا من الجنسية الإيطالية، باستثناء فترة أفينيون (1309 – 1377) عندما نُقل الكرسي الرسولي إلى فرنسا، مما منح الباباوات الفرنسيين حينها حصة تاريخية استثنائية.
أما في القرن العشرين، فقد شهدت الكنيسة 10 باباوات منذ عام 1903، كان 7 منهم إيطاليين، بدءًا من البابا بيوس العاشر (جوزيبي سارتو)، مرورًا ببندكتوس الخامس عشر، وبولس السادس، ويوحنا الثالث والعشرون، وانتهاءً بيوحنا بولس الأول.
لكن هذا التقليد تغيّر جذريًا مع انتخاب البابا يوحنا بولس الثاني (كارول فويتيلا) عام 1978، كأول بابا غير إيطالي منذ أكثر من أربعة قرون. تلاه الألماني بنديكتوس السادس عشر، ومن ثم البابا فرنسيس الأرجنتيني، وهو أول بابا من قارة أمريكا الجنوبية.
هل تعود الحبرية إلى جذورها الإيطالية؟
رغم الطابع العالمي الذي تتجه إليه الكنيسة الكاثوليكية في العقود الأخيرة، لا تزال إيطاليا تحتفظ بحضور قوي في قلب الفاتيكان. ومع الحديث المتزايد عن التغيير المقبل في القيادة، يبقى السؤال: هل يعود البابا المقبل إلى الجذور الإيطالية، أم يواصل الكرسي الرسولي رحلته عبر الجغرافيا العالمية؟.
اقرأ أيضا:
الصحف الإيطالية:من الأزهر إلى بكين.. مسيرة البابا فرنسيس في التقريب بين الشعوب
رحيل “بابا الشعب”: وفاة البابا فرنسيس تهزّ العالم
التعليقات متوقفه