رحيل “بابا الشعب”: وفاة البابا فرنسيس تهزّ العالم

زعيم كنسي عالمي، وصوت من أجل الفقراء، ورمز للتواضع يودّع الحياة عن 88 عامًا

519

زعيم كنسي عالمي، وصوت من أجل الفقراء، ورمز للتواضع يودّع الحياة عن 88 عامًا

روما – سارة غنيم

في لحظة حزينة تهزّ العالم الكاثوليكي والمجتمع الدولي، توفي البابا فرنسيس، الحبر الأعظم للكنيسة الكاثوليكية، عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد سنوات من الخدمة الدؤوبة والتحديات الصحية المتكررة، أبرزها دخوله المستشفى سابقًا بسبب التهاب الشعب الهوائية وخضوعه لعدة عمليات جراحية. ورغم ذلك، ظلّ يؤدي مهامه البابوية بإخلاص حتى أيامه الأخيرة.

حبرية استثنائية: إصلاحات، تواضع، وحوار

وُلد خورخي ماريو بيرغوليو في بوينس آيرس، الأرجنتين، في 17 ديسمبر 1936، لأسرة من أصول إيطالية (من بيمونتي وليغوريا). انتُخب البابا رقم 266 في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية في 13 مارس 2013، ليصبح أول بابا من أميركا الجنوبية، وأول يسوعي يتولى السدة البابوية، وقد اختار اسم “فرنسيس” تيمّنًا بالقديس فرنسيس الأسيزي، رمز التواضع والفقر.

تميّزت حبريته بالتركيز على قضايا العدالة الاجتماعية، والحوار بين الأديان، وإصلاح الكوريا الرومانية، إضافة إلى مواقف حازمة بشأن قضايا البيئة والهجرة والفقر. لم يكن مجرد زعيم روحي، بل صوتًا عالميًا للسلام والتضامن، استطاع أن يلامس قلوب الملايين، بمن فيهم من هم خارج الإيمان المسيحي.

بابا الشعب

منذ لحظة انتخابه، أثار إعجاب العالم بتواضعه ونهجه المختلف. وفي أول خطاب له من شرفة كاتدرائية القديس بطرس، خاطب الجماهير قائلًا: مساء الخير. يبدو أن الكرادلة ذهبوا ليبحثوا عن أسقف لروما حتى نهاية العالم. لكننا هنا.” ومنذ ذلك اليوم، لُقّب بـ”بابا الشعب” لبساطته واهتمامه العميق بمعاناة الفقراء والمهمّشين.

حزن عالمي وتكريم في الفاتيكان

أثار نبأ الوفاة مشاعر حزن عميقة حول العالم، حيث احتشد الآلاف في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان لتقديم التحية الأخيرة لزعيم روحي استثنائي. ومن المنتظر أن تُعلن سلطات الفاتيكان قريبًا تفاصيل مراسم الجنازة، وكذلك موعد انعقاد مجمع الكرادلة لاختيار خليفة جديد.

إرث خالد

بوفاة البابا فرنسيس، تفقد الكنيسة الكاثوليكية والعالم شخصية فريدة طبعت التاريخ المعاصر ببصمتها. لقد أعاد روح الإنسانية إلى المؤسسة البابوية، وجسّد معنى القيادة المتواضعة في عالم مضطرب. ورغم رحيله، فإن إرثه من الانفتاح، والرحمة، والإصلاح، سيبقى حيًّا في ضمير العالم.

اقرأ أيضا:
هل يخفي الفاتيكان خبر وفاة البابا؟ خبراء يدحضون الشائعات
البابا فرنسيس يدين الهجمات الإسرائيلية على غزة وسط استمرار القصف والتهجير القسري
البابا فرنسيس يدعو إلى العدالة الاجتماعية في روما: أطنان من الطعام تُرمى بينما يعاني الآخرون

Visited 30 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه