سوريا تبدأ مرحلة انتقالية جديدة: تعليق الدستور وحل مؤسسات النظام السابق والجولاني رئيسًا مؤقتًا

292

بعد أسابيع من الاضطرابات التي أعقبت سقوط النظام السابق، أعلنت السلطات السورية الجديدة بدء مرحلة انتقالية شاملة، تضمنت تعليق العمل بالدستور وحل البرلمان والجيش وحزب البعث والجماعات المسلحة، التي بات عليها الاندماج في الجيش السوري الموحد. في خطوة مفصلية، تم تعيين أحمد الشرع (المعروف سابقًا بالجولاني) رئيسًا مؤقتًا، مع تكليفه بتشكيل مجلس تشريعي انتقالي يقود البلاد نحو مستقبل جديد.

مطالبة بتسليم الأسد ومحادثات مع روسيا

في إطار تصحيح مسار العلاقات الدولية، طالبت القيادة السورية الجديدة روسيا بتسليم الرئيس السابق بشار الأسد، الذي فر إلى الخارج خلال الأيام الأخيرة من حكمه.

وأكدت مصادر مطلعة لوكالة “رويترز” أن اجتماعًا تاريخيًا عقد أمس في دمشق بين وفد روسي رفيع المستوى والقيادة السورية الجديدة، برئاسة نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، وبحضور المبعوث الخاص للكرملين إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف.

وأشار بيان صادر عن القيادة السورية إلى أن استعادة العلاقات بين دمشق وموسكو تتطلب مواجهة أخطاء الماضي، واحترام إرادة الشعب السوري، وضمان تحقيق العدالة لضحايا الحرب.

كما تناولت المحادثات ملف اللاجئين السوريين في الخارج وإعادتهم إلى وطنهم، بما يضمن استقرار البلاد قبل الانتقال إلى مرحلة انتخابية جديدة.

عودة اللاجئين السوريين من تركيا ودول أخرى

في إطار التحولات الجارية، يتزايد عدد السوريين العائدين إلى بلادهم. وأعلن وزير الداخلية التركي، علي يرليكايا، أنه منذ سقوط النظام في 9 ديسمبر، عاد أكثر من 81,576 لاجئًا سوريًا من تركيا،

بينما عاد إجمالي 821,579 شخصًا منذ عام 2017. كما صرح المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، بأن حوالي 210,000 لاجئ سوري عادوا منذ ديسمبر، إضافة إلى 600,000 نازح داخليًا عادوا إلى ديارهم.

دمشق تطالب بانسحاب إسرائيل من الجولان

في سياق استعادة سيادة الدولة السورية، طالبت السلطات الجديدة بانسحاب إسرائيل من الأراضي السورية المحتلة. وخلال لقاء مع قائد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، جان بيير لاكروا، أكدت الحكومة السورية استعدادها للتعاون الكامل مع الأمم المتحدة، مشددة على ضرورة إعادة الانتشار في الجولان وفقًا لاتفاق 1974، بشرط انسحاب القوات الإسرائيلية فورًا.

إسرائيل تعزز وجودها في المنطقة العازلة

بالتزامن مع سقوط الأسد، أرسلت إسرائيل قوات إلى المنطقة العازلة منزوعة السلاح في الجولان، والتي احتلتها عام 1967 وضمّتها عام 1981. وكانت قوات النظام السابق قد انسحبت فجأة من مواقعها قبل وصول الجماعات المتمردة إلى دمشق في 8 ديسمبر، ما دفع الأمم المتحدة إلى اعتبار استيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة انتهاكًا لاتفاق فضّ الاشتباك لعام 1974.

مرحلة جديدة ومستقبل مجهول

مع إعادة هيكلة مؤسسات الدولة والتغيرات الجذرية في المشهد السياسي، تواجه سوريا تحديات كبرى على المستويين الداخلي والدولي. ويبقى نجاح المرحلة الانتقالية مرهونًا بقدرة القيادة الجديدة على تحقيق الاستقرار وإعادة بناء الدولة وفق رؤية تلبي تطلعات الشعب السوري.

Visited 14 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه