لبنان بعد الفراغ الرئاسي: تحديات اقتصادية وضغوط دولية أمام الرئيس الجديد

الاقتصاد اللبناني في أزمة خانقة: هل يكسر الرئيس الجديد الجمود مع صندوق النقد الدولي؟

267

كتبت:بريجيت محمد
لبنان يشهد تغييرات سياسية بعد انتخاب رئيس جديد في ظل أزمات متفاقمة

في خطوة تشير إلى بداية مرحلة جديدة في لبنان، زار وزير خارجية إيطاليا، أنطونيو تاجاني، دمشق للقاء السلطات السورية الجديدة عقب سقوط نظام بشير الأسد في ديسمبر الماضي.

في هذه الأثناء، اتخذ لبنان خطوة مهمة نحو الاستقرار السياسي بانتخاب قائد القوات المسلحة السابق، جوزيف عون، رئيسًا جديدًا للبلاد، بعد فراغ رئاسي استمر لأكثر من عامين.

انتخاب جوزيف عون: توافق دولي ومحلي بعد مأزق طويل

انتخاب جوزيف عون جاء بعد انسحاب حزب الله من دعم مرشحه، مما مهد الطريق لإنهاء المأزق البرلماني الذي أعقب انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون.

ويعتبر الرئيس الجديد شخصية محورية تلقى دعمًا من الولايات المتحدة والسعودية، ما يعكس تحولات في التوازنات الإقليمية.

حزب الله يواجه ضغوطًا داخلية وإقليمية

في الأشهر الأخيرة، تلقى حزب الله ضربات متتالية من إسرائيل استهدفت قيادات بارزة في التنظيم المدعوم من إيران.

ومع سقوط النظام السوري، أحد أبرز حلفائه، وجد حزب الله نفسه معزولًا إقليميًا، مما أضعف قبضته على المشهد السياسي اللبناني.

الأزمة الاقتصادية: التضخم والانهيار المالي يثقلان كاهل البلاد

ما زالت الأزمة الاقتصادية تمثل تحديًا هائلًا للبنان، حيث ارتفعت أسعار المستهلكين بشكل هائل، وتقلص الناتج المحلي الإجمالي إلى الثلثين خلال خمس سنوات.

منذ إعلان التخلف عن السداد في مارس 2020، لم تنجح البلاد في التوصل إلى حلول فعالة، وسط خلافات سياسية عرقلت الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.

حزب الله كان العائق الرئيسي أمام طلب المساعدات الدولية، مفضلًا الابتعاد عن الهيئات الغربية وسياساتها التقشفية. مع ذلك، بدأت العملة اللبنانية تُظهر استقرارًا نسبيًا في السوق السوداء مؤخرًا، وسط مؤشرات على ضعف تأثير حزب الله، مما فتح الباب أمام احتمالات الحلول الإصلاحية.

إمكانية اتفاق مع صندوق النقد الدولي: الأمل في الإنقاذ

يمكن أن تستغل الحكومة اللبنانية هذا التغيير لتقديم برنامج إصلاحي ينال موافقة صندوق النقد الدولي، بدعم من الدول العربية.

وفي خطاب النصر، أشار الرئيس الجديد جوزيف عون إلى ضرورة التعاون مع “الأصدقاء” من الدول العربية لإنقاذ البلاد من أزمتها.

أفق غير واضح ومستقبل محفوف بالتحديات

رغم هذه التطورات، يبقى الوضع الاقتصادي في لبنان كارثيًا، ولا يضمن انتخاب الرئيس الجديد أو إضعاف حزب الله إنهاء الأزمة.

لا تزال إيران تلعب دورًا مقلقًا في المنطقة، مما يترك الباب مفتوحًا أمام احتمالات تصاعد التوترات مجددًا.

المرحلة المقبلة ستتطلب قرارات جريئة من الحكومة اللبنانية لتخفيف حدة الأزمة وبناء مسار جديد نحو الاستقرار السياسي والاقتصادي.

Visited 13 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه