في احتفالية بالأديب العالمي.. الأكاديمية المصرية تُهدي درعها لمدرسة نجيب محفوظ بميلانو
درع الأكاديمية المصرية بروما يُهدى لمدرسة “نجيب محفوظ” بميلانو تقديرًا لدورها في تعزيز الانتماء الوطني
ميلانو – نجاة أبو قورة
في احتفالية ثقافية راقية نظمتها مدرسة “نجيب محفوظ” في مدينة ميلانو الإيطالية، كرّمت الأكاديمية المصرية للفنون في روما المدرسة بإهدائها درع الأكاديمية، تقديرًا لدورها البارز في غرس مفاهيم الانتماء للوطن الأم في نفوس أبناء الجيلين الثاني والثالث من المصريين المولودين في إيطاليا.
وجاء التكريم خلال احتفالية نظمتها المدرسة إحياءً لذكرى الأديب العالمي “نجيب محفوظ”، الحائز على جائزة نوبل في الأدب عام 1988، والتي جعلته ثاني شخصية عربية تحصل على الجائزة بعد الرئيس الراحل أنور السادات.
د. رانيا يحيى: الأكاديمية ترحب بالتعاون مع المدرسة ودورها ملحوظ في تقديم رموز الثقافة المصرية
حضر الاحتفالية الدكتورة رانيا يحيى، مديرة الأكاديمية المصرية في روما، التي أثنت في كلمتها على دور المدرسة في تقديم الرموز الوطنية والأدبية وتعريف الطلاب بثقافتهم المصرية، مؤكدة أن هذا النهج يرسخ الانتماء والهوية المصرية في نفوس الأبناء.
وقالت: “عندما دخلت مدرسة نجيب محفوظ شعرت أنني على أرض مصرية، وسط مناخ يعكس الحضارة والثقافة والانتماء، وإن ما تقوم به المدرسة من أنشطة يستحق التقدير والتشجيع.”
وأكدت استمرار التعاون بين الأكاديمية والمدرسة ضمن إطار “الدبلوماسية الثقافية” التي تعكس قوة مصر الناعمة.
🏛️ مدرسة نجيب محفوظ.. منارة تعليمية تجمع بين المنهجين المصري والإيطالي
من جانبه، رحب الأستاذ وليد فوزي، مدير المدرسة، بالحضور، مشيرًا إلى أن المدرسة تمثل نموذجًا للتكامل بين التعليم والثقافة، إذ تُدرس المنهجين المصري والإيطالي، ما يؤهل الطلاب ليكونوا فاعلين في المجتمع الإيطالي مع احتفاظهم بهويتهم المصرية.
وأشار إلى أن المدرسة التي تأسست عام 2006 بقرار مشترك من وزارتي التعليم المصرية والإيطالية، تسعى باستمرار لتعزيز جسور التعاون مع المؤسسات الثقافية، وعلى رأسها الأكاديمية المصرية في روما.
أما الأستاذ محمود عثمان، رئيس مجلس إدارة المدرسة، فقد أكد في كلمته أن المدرسة ترفع علم مصر في مدينة ميلانو، إلى جانب عدة مؤسسات مصرية أخرى بإيطاليا مثل السفارة المصرية بالفاتيكان، والقنصلية في ميلانو، والأكاديمية المصرية بروما.
🏆 الأكاديمية المصرية في روما.. تاريخ حافل منذ 1929
استعرضت الدكتورة رانيا يحيى في كلمتها تاريخ الأكاديمية المصرية للفنون، التي تأسست عام 1929 بمبادرة من الفنان راغب عياد وبتمويل من الأمير يوسف كمال، لتصبح من أوائل الأكاديميات الأجنبية في روما، ويُعهد إليها دور ريادي في التبادل الثقافي والفني.
وأشارت إلى أن الأكاديمية تقدم برامج ثقافية متواصلة، شملت أكثر من 20 فعالية ثقافية خلال فترة قصيرة، بينها معارض تشكيلية وندوات فكرية وفنية، موضحة أن الأكاديمية باتت ملتقى للفنانين المصريين والإيطاليين على حد سواء.
نجيب محفوظ.. الأديب الذي رسم ملامح مصر في روايات خالدة
سلطت الاحتفالية الضوء على مسيرة الأديب نجيب محفوظ، الذي وُلد في حي الجمالية عام 1911، واستلهم من أزقتها حكاياته التي خلدت في رواياته، مثل “زقاق المدق” و”بين القصرين” و”السكرية”.
وأشارت الكلمات إلى أن محفوظ شكّل وجدان الأمة المصرية، ونقل الحارة المصرية إلى العالمية، حتى أصبحت القاهرة القديمة بطلاً متكرراً في أعماله.
كما جرى استعراض روايته المثيرة للجدل “أولاد حارتنا”، والتي تسببت في جدل كبير دفع بعدد من المتطرفين لمحاولة اغتياله عام 1995، إلا أن الأديب الكبير أكد حينها أنه لا يحمل ضغينة ضد من حاولوا قتله.
الثقافة والتعليم.. جناحا الانتماء
وفي كلمتها، أكدت السيدة نجاة أبو قورة، مديرة الثقافة في شمال سيناء، أن اللقاءات التي تجمع بين التعليم والثقافة، كما في هذه المناسبة، تمثل خطوة عظيمة نحو ترسيخ الهوية والانتماء.
واستعادت لقاءها السابق مع نجيب محفوظ في مكتبه بمؤسسة الأهرام، مشيرة إلى تواضعه وتأثيره العميق في الشعراء والمبدعين المصريين، وأشارت إلى أن المدرسة قدمت نموذجًا رائعًا في الاحتفال بثقافة الوطن الأم.
وعد بتوسيع الأنشطة الثقافية لتشمل ميلانو
خلال الندوة، وجّهت الأستاذة نجاة أبو قورة سؤالاً للدكتورة رانيا يحيى حول إمكانية نقل بعض الأنشطة الثقافية للأكاديمية من روما إلى ميلانو، وهو ما أكدت عليه الدكتورة يحيى، قائلة إن هذه المناسبة ستكون بداية لتعاون ثقافي أوسع يشمل مختلف المدن الإيطالية.
ختام: نجيب محفوظ.. إبداع خلد الهوية
أنهت الفعالية رسالتها بتأكيد أن تجربة نجيب محفوظ تمثل مرآة واقعية للمجتمع المصري وتاريخه، وتعد وسيلة مثالية لتعريف الأجيال الجديدة بقيمة الثقافة والهوية والانتماء، وهو ما تسعى المدرسة والأكاديمية معًا إلى تحقيقه من خلال مثل هذه المبادرات.
اقرأ أيضا:
بالصور.. “الجمهورية والعالم” تشارك مدرسة نجيب محفوظ بـ ميلانو” احتفالات عيد الأم
“نجيب محفوظ: رحلة إبداع تتجاوز الزمن والحدود في الذكرى الـ 112 لميلاده”
عالم رمزي وصراعات إنسانية: تحليل نقدي لرواية “أولاد حارتنا” لنجيب محفوظ
بالصور.. مدرسة نجيب محفوظ بميلانو تكرم الطلاب المتفوقين
التعليقات متوقفه