طائرة فاخرة من قطر تثير جدلاً واسعاً في واشنطن: هل يقبل ترامب “أغلى هدية” في تاريخ الرئاسة الأمريكية؟
ترامب يواجه انتقادات حادة بسبب طائرة فاخرة بقيمة 400 مليون دولار من قطر
واشنطن – بريجيت محمد
تدور في الأوساط السياسية الأمريكية عاصفة من الجدل بعد تقارير تفيد بأن الرئيس دونالد ترامب وإدارته يدرسون الحصول على طائرة فاخرة من العائلة المالكة في قطر، يُقدر ثمنها بنحو 400 مليون دولار.
الطائرة، التي توصف بأنها “الأكثر حداثة وفخامة”، من المفترض أن تُستخدم مؤقتاً كرئاسية، على أن تُضم لاحقاً إلى متحف المكتبة الوطنية التي ستحمل اسم ترامب، بحسب ما نقلته CBS News.
لكن الرواية الرسمية من الجانب القطري تختلف، حيث صرح علي الأنصاري، السكرتير الصحفي لدولة قطر في الولايات المتحدة، بأن “الأمر لا يزال قيد المراجعة القانونية، ولم يُتخذ أي قرار نهائي بشأنه حتى الآن”، مؤكداً أن الاستخدام المقترح للطائرة هو مؤقت وليس “هدية دائمة”.
وكان ترامب قد عاين الطائرة بنفسه خلال زيارة إلى منتجع “مار إيه لاغو” في وقت سابق من هذا العام، بحسب شبكة CNN. ومن المتوقع -في حال إتمام الصفقة- أن تدخل الطائرة الخدمة بحلول عام 2027 بعد تعديلات أمنية وتقنية لتلائم المعايير الفيدرالية للطيران الرئاسي.
انتقادات من الديمقراطيين وبعض أنصار MAGA
الصفقة أثارت انتقادات فورية من الحزب الديمقراطي، إذ دعا النائب ريتشي توريس إلى فتح تحقيق رسمي للتحقق مما إذا كانت الصفقة تنتهك قوانين أخلاقيات العمل الخاصة بالرئاسة الأمريكية. وقال: “هدية بهذا الحجم قد تثير مخاوف حول النفوذ الأجنبي المحتمل على مؤسسة الرئاسة”.
المثير للانتباه أن الانتقادات لم تقتصر على خصوم ترامب، بل امتدت إلى بعض داعميه من التيار المحافظ. حيث قالت الناشطة البارزة في حركة MAGA، لورا لومر:”أنا أحب الرئيس ترامب وسأفديه بحياتي، لكن لا يمكننا قبول طائرة بـ400 مليون دولار من دولة مثل قطر… الأمر يبعث على القلق”.
ترامب يرد بقوة: الطائرة هدية “شفافة ومؤقتة“
في المقابل، سارع ترامب إلى الدفاع عن المشروع، معتبراً أن ما يجري هو “تشويش سياسي متعمد” من خصومه الديمقراطيين. وقال عبر منصته “Truth Social”:
“الديمقراطيون غاضبون لأننا حصلنا على طائرة مجانية لتحل مؤقتاً محل طائرة عمرها 40 عاماً… الأمر كله علني وشفاف. إنهم يريدون أن ندفع ثمنها من جيوب الأمريكيين. هؤلاء خاسرون من الطراز الرفيع!”
وفي السياق ذاته، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أن “أي هدية من حكومة أجنبية تُراجع بعناية وتُقبل فقط بعد التأكد من مطابقتها لكافة القوانين الأمريكية”.
وشددت على أن إدارة ترامب “ملتزمة بالشفافية الكاملة في جميع المعاملات الخارجية”.
خلفية: الطائرة الرئاسية ومكتبة ترامب
يذكر أن أسطول الطائرات الرئاسية الحالي في الولايات المتحدة يتألف من طائرتين من طراز Boeing 747-200B دخلتا الخدمة في أوائل التسعينات، وهما مزودتان بصالة ومكتب وغرفة اجتماعات.
وفي تاريخ الولايات المتحدة، لم يُسبق لرئيس أن تلقى طائرة بهذه القيمة من دولة أجنبية.
الطائرة الوحيدة التي تم التبرع بها لمتحف رئاسي كانت في عهد رونالد ريجان، بعد أن خرجت من الخدمة.
ومن المنتظر أن تُعلن التفاصيل النهائية بشأن الطائرة خلال زيارة الدولة الأولى لترامب في ولايته الثانية، والتي ستقوده إلى الدوحة خلال الأسابيع المقبلة.
التعليقات متوقفه