نجاة أبو قورة
مضي عام علي بداية انتشار “كوفيد -19” وما زالت هناك تساؤلات إجاباتها غير مؤكدة بين معرفة الرئيس الصيني بوجود الفيروس قبل انتشاره عالميا ومماطلة دولته في منح فريق البحث فيزا دخول أراضيها، بينما يٌطرح السؤال الأهم علي الساحة لماذا كانت سرية..؟ ولماذا حكم بالسجن 4 سنوات علي احدي الصحفيات بالصين ؟ .
مع احياء الذكري الأولي لوفاة الطبيب لي ويين ليانج، والذي لقي مصرعه جرّاء الإصابة بفيروس كورونا، بعد أن كان أول من حذر من انتشار الفيروس في مستشفي ووهان في الصين، حيث اتهمت منظمة الصحة السلطات الصينية بالتأخر في إعطاء معلومات والتستر علي حجم الوباء الذي بدأ بإصابة الكثير في الصين قبل أن ينتشر في أوروبا .
كان قد بدأ انتشار “كوفيد – 19” في مدينة ووهان في ديسمبر ٢٠١٩ حيث أثارت وفاة الطبيب لي ويين ليانج الناجمة موجه من الحزن والغضب مما دفع السلطة الصينية الي اللجوء لأسلوب الرشوة والترهيب علي اقارب ضحايا الفيروس، لضمان عدم تواصلهم مع بعثة محققي الصحة العالمية فى ووهان، وتناقلت أنباء أن بعض اقارب الضحايا حاولوا اللجوء للقضاء ولكن شكواهم رفضت فورا.
كما حاولت مجموعة أهالي الضحايا التواصل عبر تطبيق وي شات المنتشر في الصين الي التهديد بالسجن والإتهام بنشر البلبلة والفوضي ونشر اشاعات كاذبة تمس أمن الدولة.
وتعتقد احدي السيدات أن ابنتها توفيت بالفيروس في يناير٢٠٢٠ وان السلطات قد استدعتها وحذرتها من التحدث لوسائل الإعلام بل واعطتها ٤٠٠٠ يوان ما يعادل تقريبا ٦٤٠ يورو كبديل عزاء، لتصبح حرب إعلامية شرسة بين الإدارة الأمريكية السابقة والسلطة الصينية، حيث اتهم الرئيس الأميركي السابق، الصين بالتستر فتره طويلة علي حجم انتشار العدوي ومدي خطورة الفيروس الذي تسرب وانتشر من مختبر الفيروسات في ووهان ولا احد يعرف كيف انتقل الفيروس الموجود في نوع معين من الخفافيش ومن الوسيط بين الخفافيش والبشر .
علي جانب آخر فقد ردت الصين علي اتهامات الولايات المتحدة الأمريكية بأن واشنطن هي سبب انتشار الفيروس في الصين، لأنها أرسلت جنودا أمريكيين إلي مدينة ووهان وكانوا يحملون الفيروس.
وبعد عام من المماطلة من الحزب الشيوعي الذى كان يرفض اجراء اي تحقيق خارجى في مدينة ووهان، قال مفتشو الامم المتحدة عن زياره ووهان والذى احاطها الحزب الشيوعي بكثير من السرية، اننا نبحث عن ماحدث ولا نبحث عن مذنبين، وكان فريق البحث الأممي والحكومة الصينية لم يكشفا عن خطة عمل فريق الباحثين وأين سيذهبا، علما بان هذه المهمة ليست سهلة .
هذا وقد قام فريق الباحثين بزيارة المدينة الصناعية “ووهان” وسط الصين والتي يسكنها ١٠ مليون نسمة مع احتمال ان تكون أول مكان ظهر فيه الفيروس في ديسمبر ٢٠١٩، إلا أن الباحثين وضعوا احتمال آخر ان يكون الفيروس وصل إليها من جهة أخري دون أن يكون قد تم اكتشافه خاصة وان سكان المدينه بدأت تظهر عليهم اعراض التهاب رؤوي غامض منذ ديسمبر ٢٠١٩، والكثير منهم لهم محلات بسوق ووهان للطعام والمأكولات البحرية في اطراف المدينهة ويتعاملون مع الحيوانات الحية .
وكاد الفيروس يدمر المدينة حيث توفي ليو تشى مينغ “مدير مستشفى ووتشانغ في مدينة ووهان” في فبراير٢٠٢٠، وجري حذف المنشور الخاص بالوفاة، حيث أصيب عدد من العاملين في المجال الطبي وتوفيت مجموعة منهم، إلي أن تمت محالولات السيطرة علي الفيروس في ووهان في مارس ٢٠٢٠، بعد ان فرض حصار عليها لمده٧٦ يوما دون سابق إنذار، يضم فريق باحثين من الولايات المتحده واستراليا اليابان المانيا روسيا هولندا وفيتنام والدنمارك والقطري فرج المبشر، رئيس برنامج مكافحة الامراض المعدية بمنظمة الصحة العالمية، وكان عليهم الإلتزام بالحجر الصحي مدة ١٥ يوما عند وصولهم، وكان التعامل مع نظرائهم الصينيين عبر تقنيه الفيديو .
وكانت أول زيارة ميدانية لسوق ووهان للمأكولات البحرية ثم مستشفي جستنيان فى ووهان تحت حراسة مشددة، حيث تعتبر المستشفي أول مؤسسة استقبلت مرضي اصيبوا بفيروس غامض في تلك الفترة اواخر ديسمبر ٢٠١٩.
ورفضت الصين بشدة دعوات إجراء تحقيق خارجي مستقل، وقد عبر رئيس منظمة الصحة العالمية من استيائه من طول المدة التي استغرقتها الصين لاتخاذ التدابير اللازمة لفريق الخبراء والباحثين، مع احتفاظ الحزب الشيوعي الحاكم في الصين بسرية شديدة بمعلومات خاصة عن تعامله مع الفيروس في بداية انتشاره حتي لايتعرض للنقد العالمي .
أيضا منعت تقارير مستقلة حول تفشي المرض ونشرت القليل من المعلومات وأن الحكومة تسيطر علي جميع البحوث العلمية المتعلقة بتفشي الفيروس ومنع الباحثين من التحدث للصحافة، بالإضافة إلي لجوء السلطات الشيوعية بالحكم بالسجن ٤ سنوات علي مواطنة صحفية استرالية الجنسية تدعي تشانج شان، قد عادت إلي الصين في 2012والتي كانت تعمل في محطة سي جي تي إن التلفزيوني الناطق بالانجليزية .
أفاد محامي تشانج شان، البالغة من العمر 37 عاما، بأنه عندما كتبت تقارير عن تفشي المرض في ووهان تم القبض عليها وتحويلها إلي محكمة في شنغهاي، وبعد محاكمه استمرت ادينت الصحفية باثارة اضطرابات وتهديد الامن القومي ونشر معلومات كاذبة علي الإنترنت.
كانت قد كتبت في الوقت الذى تجتاح فيه الجانحة بـ(ووهان) ويفرض الحجر الصحي، تشاهد الآلاف يحتفلون في شوارعها ونشرت تقارير مصوره علي مواقع التواصل الإجتماعي، والتي تفرض عليه السلطات الصينية رقابة مشددة، كيف ان الفوضي تعم المستشفيات لتلقي مصيرها بالحكم .
وانتشرت بعض المعلومات حول فريق منظمة الصحة العالمية، الذي زار ووهان وقد فرض عليها طوقا أمنيا مع ١٦ بلدة أخري في (اقليم خويي) لعزل سكان المقاطعة البالغ ٥٦ مليون نسمة منذ منتصف يناير، انهم حصلوا علي بيانات لم يراها احد من قبل، وأنهم سوف يصلون حتما الي نتيجه ما، ولكنهم لايستبعدوا هروب الفيروس من احدي مختبرات ووهان.
وأضافت المنظمة “هناك أشياء بدأت تساعدنا للنظر في الاتجاهات الصحية لهذا الفيروس، حيث قال الدكتور بيتر دستراك “رئيس منظمة ايكو هيلث” وهي منظمة غير حكومية، ان الزيارات الميدانية قدمت معلومات طبية خاصة من سوق المأكولات البحرية، وقد ظهرت أولي السلالات وتحدث اشخاص جمعوا عينات من أرضيات السوق وكانت النتيجه ايجابية .
واكد ان الصينيين منفتحون في التعامل معنا علي الرغم من رفضهم ان الفيروس ظهر نتيجة تسرب ما، ولم يتم استبعاد ذلك وتخضع مهمة منظمه الصحة العالمية، لرقابة صارمة من قبل الصين ويقيمون في عزلة شديدة، كجزء من الإجراءات الوقائية .
وعلى الرغم من كل الأبحاث التي أجريت قال “دستراك” سوف نتعامل مع كوفيد-١٩، علي انها من الأمراض المتوطنة وانها من الفيروسات التي تحتاج مزيد من الوقت والبحث .
من جهته يقول فابيان ليندرتز “طبيب بيطري في معهد روبرت كوخ الالماني” وأحد اعضاء الفريق، سوف نعود بالزمن إلي الوراء عبر فحص العينات البشرية التي تحتفظ بها السلطات الصينية، ومجموعة أمصال من المتبرعين بالدم لمعرفة كيف ان الناس عرضة للفيروس.
وأضاف فابيان ليندرتز، نأمل ان تكون السياسة بعيدة بقدر الإمكان عن مهمة الفريق، حيث يوجد اكثر من٧٠٠ الف نوع من الفيروسات بين الحيوانات، والطيور قادرة علي اصابة البشر بالعدوي، بل اكد فريق البحث أن الأمر يتعلق بمعرفة ماحدث حتي نتجنبه مرة اخري، فالصينين علي المستوي الشعبى وليس الحكومي مهتمون لمعرفة ماحدث.
وأظهر خطاب داخلي علي صفحات جريدة بيبولز التابعة للحزب الشيوعي، أن الرئيس الصيني، كان علي علم بتفشى الفيروس قبل اسابيع من التعامل معه بشكل علني في خطاب الرابع من فبراير٢٠٢٠، وحث علي اتخاذ إجراءات حاسمة، الا ان رد فعل بعض المسؤلين في مدينة ووهان كان بطيئا لا سيما وانهم أقاموا مأدبة غذاء لـ٤٠ الف اسرة في ١٨ يناير٢٠٢٠، حتى يتسني لهم الدخول في موسوعة جينس العالمية، ليتم إقالة العديد منهم.
يذكر ان عدد إصابات فيروس كورونا المستجد حتي الآن قفز إلي أكثر من 108 مليون حول العالم، والوفيات تعدت 2 مليون و 368 ألف، بينما تعافي قرابة الـ 80 مليون، لتبقي الجائحة منتشرة حول العالم في محاولة من الجميع السيطرة عليها وسط ترقب الجميع .
التعليقات متوقفه