إيران تغرق في أزمات متلاحقة: تراجع اقتصادي وجيوسياسي يُعيد للأذهان مأساة فنزويلا

الدولار يسجل أرقامًا قياسية في إيران: الريال يغرق والاقتصاد يترنح

959

تواجه إيران عامًا جديدًا مليئًا بالتحديات الاقتصادية والجيوسياسية المتفاقمة، حيث يشهد سعر صرف الريال انهيارًا قياسيًا جديدًا.

يوم أمس، وصل سعر الدولار إلى 817,500 ريال، مقارنة بـ 515,000 ريال قبل عام واحد فقط، ما يعكس انخفاضًا بنسبة 37% في قيمة العملة المحلية. هذا التراجع الحاد، الذي تسارع منذ سبتمبر، يتزامن مع تصاعد التوترات مع إسرائيل وزيادة حدة الصراع الإقليمي.

الأزمة الإيرانية: مشهد يذكر بفنزويلا

تشابه أزمة إيران الحالية أزمات فنزويلا خلال العقد الماضي، حيث تفاقمت بفعل فقدان الثقة الشعبية في قدرة الدولة على إدارة الاقتصاد. تدهور سعر الصرف يشكل الحلقة المركزية لهذه الأزمة، مع وجود سوق سوداء نشطة مقارنة بسعر صرف رسمي بعيد عن الواقع، والبالغ 42,000 ريال لكل دولار.

هذا التفاوت الكبير بين السعر الرسمي وسعر السوق يؤدي إلى نقص السلع المستوردة، وانفجار أسعار المستهلكين في الداخل.

أزمة طاقة تُدخل الإيرانيين في الظلام

تعاني إيران، رغم كونها واحدة من أكبر منتجي النفط والغاز في العالم، من نقص حاد في الطاقة. فالمنازل والمكاتب والمصانع تشهد انقطاعات متكررة للكهرباء، ما يعكس سوء إدارة قطاع الطاقة.

الموقف الحالي يعيد إلى الأذهان كاراكاس في فنزويلا، حيث تعجز البلاد عن تلبية احتياجاتها الأساسية رغم امتلاكها أكبر احتياطي نفطي عالمي.

الدولار والذهب: ملاذات آمنة للإيرانيين

يتجه المواطنون الإيرانيون نحو الأصول الآمنة مثل الدولار والذهب، في محاولة لحماية مدخراتهم من التآكل بفعل التضخم وتراجع قيمة الريال. أسعار العملات الذهبية المحلية تشهد ارتفاعات تصل إلى 30% فوق السعر العالمي، ما يعكس زيادة الطلب على المعدن الثمين كوسيلة لتأمين الثروة.

البيتكوين تحت المراقبة

يُعتقد أن الأزمة الطاقوية في إيران تفاقمت بفعل عمليات تعدين البيتكوين، التي تُجرى بصورة غير قانونية باستخدام شبكات VPN لتجنب اكتشافها. تسعى السلطات الإيرانية لكبح هذه الظاهرة، لكنها تواجه تحديات كبيرة نتيجة لانتشارها بين المواطنين الباحثين عن مصدر دخل بديل.

سوء الإدارة الاقتصادية وتأثير العقوبات

تعاني الميزانية العامة من عجز كبير ناجم عن دعم الوقود والكهرباء والغاز، الذي يستهلك معظم الموارد، إلى جانب تمويل الأجهزة البيروقراطية والعسكرية داخل وخارج إيران.

تمتد نفقات طهران لدعم قوات مثل حزب الله، وحماس، والحوثيين، ما يزيد العبء الاقتصادي على النظام.

الأزمة السياسية: مأزق داخلي وضغط خارجي

يشهد النظام الإيراني تراجعًا ملحوظًا في ثقة المواطنين، الذين يفضلون الدولار والذهب وحتى العملات الرقمية على الريال. ومن المتوقع أن تزداد الأزمة سوءًا مع احتمال تشديد العقوبات الدولية بقيادة الولايات المتحدة، لا سيما إذا قررت إدارة ترامب العودة بقوة إلى الساحة الدولية.

تواجه إيران خطر انهيار اقتصادي وشيك إذا تقلصت صادراتها النفطية أكثر، ما يهدد بانعدام النقد الأجنبي وتعمق الأزمة المالية والاجتماعية في البلاد.

اقرأ أيضا:
استراتيجية إسرائيلية متكاملة: القضاء على حزب الله وغزة وسوريا تمهيداً لضرب إيران
حرب شاملة أم ردع متبادل؟ إسرائيل وإيران بين التصعيد والحلول الدبلوماسية 

Visited 19 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه