حرب شاملة أم ردع متبادل؟ إسرائيل وإيران بين التصعيد والحلول الدبلوماسية

0 196

كتبت:نجاة أبو قورة

شنت القوات الإسرائيلية غارة جوية مكثفة على أهداف إيرانية بين عشية وضحاها، مستهدفة منشآت لإنتاج الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي.

جاء هذا التصعيد الإسرائيلي بعد هجوم صاروخي ضخم شنته إيران في الأول من أكتوبر، مما دفع تل أبيب إلى الرد لحماية أمنها القومي.

وشهدت الأشهر الماضية توترات متزايدة بين الطرفين، إذ تتهم إسرائيل طهران ليس فقط بتطوير قدراتها النووية، بل أيضاً بدعم جماعات مسلحة مثل حزب الله وحماس والحوثيين، مما يهدد أمن المنطقة.

لماذا شنت إسرائيل هذا الهجوم؟

ترى إسرائيل أن البرنامج النووي الإيراني وأنشطته العسكرية الإقليمية يشكلان تهديداً وجودياً لها. ووجهت تل أبيب اتهامات لإيران بتقديم الدعم لجماعات معادية مثل حماس وحزب الله، اللتين كثفتا هجماتهما مؤخراً على أهداف إسرائيلية.

وفي شهري أبريل وأكتوبر، شنت إيران هجمات صاروخية ضد إسرائيل، مما دفع الأخيرة للرد السريع في محاولة لردع أي تصعيد إضافي.

ما السيناريوهات المحتملة بعد الهجوم؟

قد تدفع هذه الغارة إسرائيل وإيران نحو تصعيد عسكري شامل يشمل المنطقة، مع إمكانية تدخل حلفاء دوليين مثل الولايات المتحدة وروسيا. وفي حال التزمت إيران برد محدود، فقد يظل الصراع ضمن ضربات متفرقة وعمليات إلكترونية، دون مشاركة قوات واسعة النطاق.

من جهتها، أكدت الولايات المتحدة رغبتها في إنهاء التصعيد، مشيرة إلى ضرورة الحفاظ على التوازن الإقليمي وتجنب تصعيد الموقف إلى حرب شاملة.

حرب شاملة أم ردع متبادل؟

قد تختار إيران عدم الرد المباشر على الهجوم الإسرائيلي لتجنب المزيد من الأضرار، مع الحفاظ على مستوى توتر منخفض من خلال دعم الجماعات المسلحة الحليفة لها في المنطقة.

هذا الخيار يبقي على حالة عدم الاستقرار دون الدخول في مواجهة مباشرة. ويعتمد مسار الأحداث على قدرة الجهود الدبلوماسية الدولية على تهدئة التوترات واستعداد كل من إيران وإسرائيل لتجنب صراع واسع النطاق.

وقد صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، بأن إيران “ستدفع ثمنًا باهظًا” إذا بدأت جولة جديدة من التصعيد بعد هذا الهجوم.

وأكد أن رسالة إسرائيل واضحة: “كل من يهدد إسرائيل ويجر المنطقة إلى تصعيد أوسع سيتحمل عواقب كبيرة”.

جذور الصراع بين إيران وإسرائيل

يعود الصراع بين إيران وإسرائيل إلى الثورة الإيرانية عام 1979، حين تحولت إيران من حليف للغرب إلى جمهورية إسلامية تتبنى خطابًا عدائيًا تجاه إسرائيل، التي اعتبرتها “عدواً للإسلام ودولة غير شرعية”.

ومنذ ذلك الوقت، انقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين واشتد التنافس بينهما، حيث دعمت إسرائيل العراق خلال الحرب العراقية-الإيرانية، بينما بدأت إيران بدورها في تمويل جماعات مسلحة مناهضة لإسرائيل مثل حزب الله في لبنان.

في عام 2000، شكّل البرنامج النووي الإيراني مصدرًا جديدًا للتوتر بين البلدين، حيث تخشى إسرائيل من أن تسعى طهران لتطوير أسلحة نووية.

ومنذ ذلك الحين، لجأت إسرائيل إلى ضربات مركزة وعمليات استخباراتية لإحباط أي تقدم نووي إيراني.

وفي السنوات الأخيرة، ازداد الوضع تعقيدًا في ظل “حرب الظل” بين الجانبين، التي تشمل هجمات إلكترونية وعمليات تخريبية وغارات جوية على البنية التحتية والأصول العسكرية المرتبطة بطهران.

اقرأ أيضا:
تصاعد الهجمات الإسرائيلية: إسرائيل تستهدف مواقع عسكرية إيرانية في سلسلة غارات جوية مكثفة

Visited 12 times, 1 visit(s) today
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق