إيران وتركيا ولبنان: وجهات محتملة لحماس في ظل التهديدات الإسرائيلية

608

خلفية وأسباب البحث عن مقر جديد تسعى حركة حماس الفلسطينية، في الأسابيع الأخيرة، للعثور على دولة تحتضن قيادتها السياسية، وسط ضغوط قوية تتعرض لها قطر من الولايات المتحدة وإسرائيل ودول غربية أخرى.

وقد أدى هذا الضغط إلى تقليص دور قطر كمضيف وداعم تقليدي للقضية الفلسطينية، ما يمهد الطريق أمام احتمالات لنقل مقر حماس إلى دول أخرى مثل تركيا، لبنان، أو إيران، التي تعتبر الأكثر احتمالية في الوقت الراهن.

الموقف القطري وتأثير الضغوط الأمريكية وبحسب تصريحات مسؤول في حماس لصحيفة الشرق الأوسط، فإن الحركة لم تتلق طلبًا رسميًا من قطر لمغادرة أراضيها، لكنها تلقت إشعارات بوجود ضغوط أمريكية متزايدة على الدوحة لاتخاذ هذه الخطوة.

وذكر المصدر أن “الضغوط الأمريكية تهدف إلى دفع الحركة للاستجابة لمساعي الهدنة المتعثرة في غزة”، مشيرًا إلى تكرار هذه الطلبات في الآونة الأخيرة.

سيناريوهات إقامة حماس المحتملة خارج قطر رغم عدم صدور أمر رسمي بالطرد، فقد تصبح إقامة حماس في قطر محدودة، وربما تقتصر على زيارات متفرقة لمناقشة قضايا فلسطينية دون وجود دائم لمكتبها السياسي. ووفقاً لمسؤول آخر في الحركة تحدث لصحيفة “رأي اليوم”، فهناك تفاهم مع القيادة القطرية يقضي بأن الحركة ستغادر قطر تلقائياً إذا اشتدت الضغوط الدولية، وذلك لتجنب إحراج الدوحة أمام حلفائها.

البحث عن بدائل في المنطقة: تركيا ولبنان وإيران في ضوء الضغوط المتصاعدة، بدأت حماس بتقييم خيارات جديدة لتأمين مقار بديلة لأعضائها في مواجهة التهديدات الإسرائيلية.

وقد استبعدت بعض الخيارات الإقليمية مثل الأردن ومصر وسوريا، بينما تبدو دول أخرى كالسودان والجزائر واليمن غير مهيأة لاستضافة الحركة رغم دعمها للقضية الفلسطينية.

كما أن دولاً عربية وضعت شروطاً صارمة لأي وجود محتمل لحماس، مما يعرقل التوصل إلى اتفاق ملموس.

التوجه نحو إيران وتركيا كخيارات مرجحة من بين الخيارات المتاحة، برزت إيران كوجهة مرجحة لاستضافة قيادة حماس، رغم المخاطر الأمنية التي قد تواجهها هناك، حيث أن الانتقال إلى طهران سيعرض قادة الحركة لخطر استهدافهم من قبل إسرائيل.

ويعتبر اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، في طهران، مثالًا على هذه المخاطر.

 

مقتل أقارب إسماعيل هنية في غارة إسرائيلية

في المقابل، تظهر تركيا كخيار آمن نسبيًا بفضل العلاقات المتينة بين أنقرة وقيادة حماس، التي أقامت شراكة متقدمة مع الحكومة التركية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان.

لبنان كخيار محتمل ومستقبل العلاقات مع “محور المقاومة” أما لبنان، فيبقى خياراً آخر لحماس، حيث يقيم بعض قيادييها البارزين هناك، مثل أسامة حمدان وخليل الحية. وتعتبر المخيمات الفلسطينية في لبنان مواقع تنظيمية مهمة للحركة.

وتوقع رافائيل كوهين، خبير شؤون الشرق الأوسط، استمرار العلاقات بين حماس والدول الداعمة لها على المدى القصير.

إلا أنه حذر من احتمالية تصاعد التوترات على المدى الطويل، إذ يرى أن استمرار الضغوط الإسرائيلية والأمريكية على الدول التي تحتضن حماس قد يؤدي إلى تقليص دعمها.

وتواجه حماس تحديًا كبيرًا في تأمين مقر مستدام لقيادتها، في وقت يشهد الشرق الأوسط تحولات عميقة قد تؤثر على علاقتها بالدول الحليفة في “محور المقاومة”، ما يضع الحركة أمام خيارات معقدة واستحقاقات مستقبلية صعبة.


اقرأ أيضا:
قطر تُغلق مكاتب حماس في الدوحة تحت ضغط أمريكي

Visited 14 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه