ما هي الأدوية التي تُعزز الذاكرة؟ بين الحقائق العلمية والوهم التسويقي

293

كتبت: سارة غنيم

هل تجد صعوبة في تذكر اسم شخص أو موقع مفاتيحك؟ لا تقلق، فضعف الذاكرة مسألة شائعة، خاصة مع التقدم في العمر.

وبينما تتجه الأنظار نحو الأدوية والمكملات كحل سحري، يظل السؤال: هل يوجد بالفعل علاج فعال لتحسين الذاكرة؟

مشاكل الذاكرة.. متى تكون طبيعية؟

مع التقدم في السن، خاصة بعد عمر 65، تصبح مشاكل الذاكرة أكثر وضوحًا. في معظم الحالات، يكون النسيان مرتبطًا بقلة الانتباه أو الإرهاق، وليس بالضرورة عرضًا لمرض.

ومع ذلك، في حالات متقدمة، يمكن أن يؤثر ضعف الذاكرة على جودة الحياة.

أدوية ومكملات.. بين الواقع والدعاية

تنتشر في الأسواق مكملات تحتوي على مستخلصات طبيعية مثل الجنكة بيلوبا، وتُروّج على أنها تقوي الذاكرة وتحارب تدهور القدرات العقلية.

لكن دراسة نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA)، واستعرضتها المجلة الطبية السويسرية، أكدت أنه لا توجد أدلة علمية قوية تثبت فعالية هذه المستخلصات لدى الأصحاء في تحسين وظائف مثل التركيز والانتباه والذاكرة.

نظامك الغذائي هو الدواء الحقيقي

الخبراء يوصون باتباع حمية البحر الأبيض المتوسط الغنية بالفواكه والخضروات، والأسماك الدهنية الغنية بـ”أوميغا 3″، مع تقليل الدهون المشبعة والكحول. هذه الحمية لا تساعد فقط في دعم وظائف الدماغ، بل تقي من تدهور الذاكرة على المدى الطويل، بفضل غناها بمضادات الأكسدة.

الفيتامينات التي لا غنى عنها للذاكرة

الفيتامينات من مجموعة B، وتحديدًا B1، B6، B9 (حمض الفوليك)، وB12، تُعد ضرورية للحفاظ على الأداء المعرفي. نقص هذه الفيتامينات قد يؤدي إلى مشاكل عصبية حادة، منها متلازمة فيرنيك كورساكوف الناتجة عن نقص B1، وغالبًا ما ترتبط بالإفراط في تناول الكحول.

أسلوب حياة نشط.. سر الدماغ السليم

الصحة العقلية لا تعتمد على الغذاء فقط. فالعقل، مثل الجسم، يحتاج إلى تمرين منتظم.

مارس النشاط البدني بانتظام، فالحركة تُحسن المزاج والوظائف الإدراكية.

نَمِّ فضولك العقلي عبر القراءة، ألعاب التفكير، تعلم لغات جديدة، أو حتى الأنشطة البسيطة مثل البستنة.

تجنّب الروتين، فهو العدو الأول للدماغ.

كبار السن والزهايمر.. متى يجب القلق؟

من الطبيعي الشكوى من بعض النسيان مع تقدم العمر. لكن النسيان المتكرر لما حدث في اليوم السابق، أو فقدان القدرة على أداء المهام اليومية المعتادة، قد يشير إلى بداية مرض الزهايمر.

التشخيص والعلاج

تشخيص الزهايمر يتطلب تقييمًا طبيًا شاملاً يشمل:

فحصًا سريريًا

اختبارات نفسية معرفية

تصوير الدماغ (MRI)

في الولايات المتحدة، ظهرت أدوية جديدة تستهدف بروتين “الأميلويد”، وهو أحد المسببات الرئيسية لمرض الزهايمر. هذه العلاجات تُظهر نتائج واعدة في إبطاء التدهور العقلي في المراحل المبكرة من المرض، لكنها لم تعتمد بعد في أوروبا بسبب المخاوف من الآثار الجانبية.

خلاصة: لا تبحث عن “حبّة سحرية”.. حافظ على أسلوب حياة صحي

لا يوجد دواء خارق لتحسين الذاكرة. السر يكمن في نظام غذائي متوازن، نشاط بدني منتظم، وبيئة محفزة ذهنيًا. وإذا لاحظت تغيرًا كبيرًا في قدراتك الذهنية، لا تتردد في استشارة طبيب مختص.

اقرأ أيضا:
دراسة أمريكية: الدماغ يبدأ في التدهور بعد الأربعين

الفواكه المجففة لصحة القلب والدماغ والجهاز الهضمي  
دراسة تكشف: الدماغ يتوقع المستقبل أثناء النوم ويعيد معالجة التجارب

 

Visited 11 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه