شيوخ من الخليل يطالبون بإنشاء “إمارة الجعبري” والانضمام لاتفاقيات إبراهيم… وعشائر المدينة ترد بغضب
القدس – خاص – الجمهورية والعالم
كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن مجموعة من خمسة شيوخ بارزين من مدينة الخليل في الضفة الغربية، بعثوا برسالة إلى الحكومة الإسرائيلية أعربوا فيها عن رغبتهم في الانفصال عن السلطة الوطنية الفلسطينية، والاعتراف بدولة إسرائيل كدولة للشعب اليهودي، والانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم.
الرسالة وُجهت إلى وزير الاقتصاد الإسرائيلي نير بركات، واقترح فيها الموقعون إنشاء “إمارة الجعبري”، نسبةً إلى العشيرة المعروفة في المدينة.
ووفقًا للصحيفة، فإن الشيوخ الداعمين للمبادرة – بقيادة الشيخ وديع الجعبري المعروف باسم “أبو سند” – أبدوا استعدادهم لتوقيع اتفاقيات سلام وتعاون مباشر مع إسرائيل، على أن تعترف تل أبيب بالإمارة الجديدة كممثل شرعي للسكان العرب في الخليل.
بنود المبادرة المثيرة للجدل
وتضمنت الوثيقة التي وصفت الاتفاق المقترح بأنه “عادل وكريم”، مجموعة من المطالب الرئيسية:
الانفصال عن السلطة الفلسطينية واستعادة الحكم المحلي للعشائر في الخليل.
الاعتراف الكامل بدولة إسرائيل كدولة يهودية.
تأسيس إمارة مستقلة تدير شؤون سكان المدينة العرب تحت اسم “إمارة الجعبري”.
الالتزام باتفاقيات إبراهيم والانخراط في علاقات دبلوماسية وتجارية مع إسرائيل.
المبادرة، بحسب الوثيقة، تأتي كرد فعل على ما وصفه الشيوخ بـ”فشل اتفاقيات أوسلو”، مؤكدين أنها جلبت “الدمار والموت والانهيار الاقتصادي” للفلسطينيين.
ونقلت الصحيفة عن أحد الشيوخ قوله: “مجرد التفكير في إقامة دولة فلسطينية هو وصفة للكارثة”.
لقاءات متكررة مع الوزير بركات
وأشارت الصحيفة إلى أن الوزير نير بركات استضاف الشيخ وديع الجعبري وعددًا من الشيوخ في منزله بالقدس عدة مرات منذ فبراير الماضي.
وقال بركات: “يريد الجعبري السلام مع إسرائيل والالتزام باتفاقيات إبراهيم… من في إسرائيل سيرفض ذلك؟”.
وأكد الجعبري في تصريحاته للصحيفة: “لن تكون هناك دولة فلسطينية، لا بعد ألف عام… بعد 7 أكتوبر، هذا الأمر لم يعد ممكنًا”.
تفاصيل من خيمة الشيخ وديع الجعبري
في تقرير آخر نشرته جيروزاليم بوست، التقت الصحيفة بالشيخ الجعبري داخل خيمته التقليدية في الخليل، حيث أكد أنه يمثل حوالي 78% من سكان المدينة، أي نحو 700 ألف نسمة.
وكشف عن خطة لتوسيع المبادرة لتشمل مناطق فلسطينية أخرى، من بينها بيت لحم وأريحا ونابلس وطولكرم وجنين وقلقيلية، وصولًا إلى رام الله.
ويستند الشيخ إلى تاريخ عشائري طويل في إدارة شؤون الفلسطينيين قبل وصول السلطة الفلسطينية، التي وصفها بأنها “قوة أجنبية جاءت من تونس واستولت على الحكم بعد اتفاق أوسلو”.
عداء تاريخي مع السلطة الفلسطينية
ويُعرف عن عائلة الجعبري خصومتها التاريخية مع السلطة. ففي عام 2007، اقتحم أفراد من العائلة مركز شرطة تابع للسلطة وأحرقوه، واحتجزوا 34 ضابطًا كرهائن، بعد مقتل أحد أفرادها.
كما كان والد الشيخ وديع من دعاة التعايش مع إسرائيل في فترات سابقة.
رغم اطلاع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على تفاصيل المبادرة، فإنه – بحسب الصحيفة – آثر البقاء في موقع المتفرج حتى اللحظة بسبب تعقيدات الموقف.
رد فلسطيني غاضب: “لا يمثلنا”
وعلى الجهة المقابلة، رفضت عشائر مدينة الخليل رفضًا قاطعًا المبادرة، وأصدرت بيانًا رسميًا أكدت فيه تمسكها بالثوابت الوطنية.
وفي مؤتمر صحفي، قال نافذ الجعبري، ممثل عشائر الخليل: “نرفض بشكل قاطع ما قام به أحد أفراد العائلة الذي لا يمثلنا، ولا يقيم حتى في الخليل”، في إشارة إلى وديع الجعبري.
وأضاف: “نعلن التزامنا بالثوابت الوطنية والإسلامية، وحق شعبنا في إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية”.
وجاء بيان العشائر في وقت يتصاعد فيه التوتر في الضفة الغربية، حيث تواصل القوات الإسرائيلية والمستوطنون تنفيذ هجمات في مناطق متعددة من الأراضي الفلسطينية المحتلة.