“لن نترك هذه الوحوش هناك”: تصريحات نتنياهو تُزيد التوتر في غزة

غزة على صفيح ساخن: استعدادات إسرائيلية لغزو شامل ونداءات دولية لوقف إطلاق النار

تتصاعد التوترات في قطاع غزة، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي استعداده لغزو مدينة غزة، أكبر مدن القطاع. وفي هذا السياق، تتزايد التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية جديدة قد تكون الأخطر منذ بداية الحرب..

تهديدات بالإخلاء ومعارك على الأطراف

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، صرح عبر حساباته باللغة العربية بأن إخلاء مدينة غزة “حتمي”، داعياً السكان إلى النزوح نحو الجنوب مقابل “مساعدات إنسانية سخية”.

في السياق نفسه، أكد الجيش الإسرائيلي أن قوات لواء “جفعاتي” القتالي والفرقة 162 تخوض معارك في جباليا وضواحي غزة الشمالية.

ووفق البيان العسكري، تم استهداف خلية مسلحة وتدمير مستودع أسلحة تابع لحركة “حماس”. كما دخلت كتيبة المهندسين 607 لأول مرة إلى القطاع للمشاركة في العمليات.

نداءات أممية: “لا مكان آمن في غزة”

المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليب لازاريني، جدد الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، قائلاً: “لا شيء يبرر هذه الهجمات الجماعية على الفلسطينيين. لا يوجد مكان آمن في غزة، ولا أحد في مأمن”.

وأكد أن المدنيين يواجهون خطر الموت بالقصف أو بالجوع، في ظل الحصار ونقص الغذاء والدواء.

من جانبه، أشار المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، إلى أن الوضع في الضفة الغربية لا يقل خطورة، حيث قُتل منذ أكتوبر 2023 نحو 982 فلسطينياً على أيدي القوات الإسرائيلية والمستوطنين، فيما تم تهجير أكثر من 42 ألف شخص قسراً بسبب هدم المنازل والعمليات العسكرية.

نتنياهو: لا دولة فلسطينية

في المقابل، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن العمليات العسكرية في غزة ستستمر حتى “تحقيق النصر”، متعهداً بمنع إقامة دولة فلسطينية. وقال خلال فعالية أقيمت في الضفة الغربية احتفالاً بإقامة 17 مستوطنة جديدة:

“بدأنا في غزة وسننهي في غزة. لن نترك هذه الوحوش هناك، وسنضمن أن غزة لم تعد تهديداً لإسرائيل”.

ومن جهة أخرى، أضاف نتنياهو: “وعدت منذ 25 عاماً بمنع قيام دولة فلسطينية، ونحن نفعل ذلك معاً. سنواصل بناء وتعزيز جذورنا في يهودا والسامرة وأرض إسرائيل بأكملها”.

دعم أمريكي وانتقادات داخلية

ومن جهته لمّح رئيس الوزراء الإسرائيلي في مقابلة إعلامية إلى أن هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 “على الأرجح لم يكن ليحدث” لو كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في السلطة، مشيراً إلى أن إيران كانت ستتصرف بحذر أكبر في عهده.

ترامب من جانبه وصف نتنياهو مؤخراً بأنه “بطل حرب” و”رجل طيب”.

في المقابل، يواجه نتنياهو ضغوطاً داخلية متزايدة، إذ خرج أكثر من 350 ألف إسرائيلي إلى شوارع تل أبيب للمطالبة بتنحيه، رافعين شعار: “استمع إلى أمتك”.

كارثة إنسانية مفتوحة

مع استمرار العمليات العسكرية، تحذر المنظمات الدولية من أن المدنيين في غزة يواجهون وضعاً وصف بـ”الجحيم على الأرض”، وسط انعدام الأمن الغذائي، انهيار النظام الصحي، وتزايد استهداف العاملين في القطاعين الطبي والإغاثي.

وبينما تدفع إسرائيل نحو غزو كامل لمدينة غزة، وتؤكد قيادتها السياسية نيتها الحيلولة دون قيام دولة فلسطينية، يتزايد الضغط الدولي للمطالبة بوقف إطلاق النار ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.

وفي المقابل، يواصل الفلسطينيون دفع الثمن الأكبر من القتل والنزوح والجوع، في مشهد إنساني يزداد قتامة يوماً بعد يوم.

اقرأ أيضا:
غارات وهدم: الجيش الإسرائيلي يحول غزة إلى أنقاض