التهاب اللسان: الأعراض والأسباب وطرق التشخيص والعلاج

كتبت : سارة غنيم

يعد اللسان من الأعضاء الحيوية في الجسم، إذ يلعب دورًا محوريًا في التذوق، التحدث، البلع، وهضم الطعام. ورغم قوته وتنوع وظائفه، إلا أنه ليس محصنًا من الأمراض، ويُعد التهاب اللسان (Glossitis) أحد أبرز المشكلات الصحية التي قد تصيبه، ويظهر في صور متعددة تتراوح بين الحادة والمزمنة، وقد يصاحبه تغيرات في الشكل أو الشعور بالألم والحرقة، أو كلاهما.

ما هو التهاب اللسان؟

التهاب اللسان هو حالة التهابية تصيب أنسجة اللسان، وقد تظهر في صورة تغييرات ظاهرية بدون ألم، أو أعراض حسيّة واضحة كالألم أو الحرقة دون تغيّرات مرئية.

أبرز الأعراض

• التهاب اللسان المعيني المتوسط: يظهر كبقعة ناعمة مرتفعة قليلاً في منتصف اللسان.
• اللسان الجغرافي (المهاجر): تظهر بقع حمراء وردية محاطة بحواف بيضاء أو صفراء، تتغير في الحجم والموقع.
• اللسان الضموري: سطح اللسان يصبح ناعمًا ومسطحًا نتيجة فقدان الحليمات الطبيعية.
• اللسان الأسود المشعر: مظهر داكن يشبه “الفراء”، نتيجة نمو مفرط للبكتيريا، وغالبًا غير مؤلم.
• متلازمة الفم الحارق: حرقة وألم ووخز في اللسان والفم دون تغيرات مرئية.
• تقرحات الفم: قروح مؤلمة على جوانب أو سطح اللسان تسبب صعوبة في البلع أو الكلام.

الأسباب المحتملة

• ميكانيكية/جسدية: كتناول طعام ساخن جدًا، أو جروح من الأسنان أو أطقم غير مناسبة.
• كيميائية: مثل التدخين والإفراط في شرب الكحول.
• نقص غذائي: خاصة الحديد، فيتامين B12، حمض الفوليك، والزنك.
• أسباب نفسية: مثل القلق والتوتر، خاصة في متلازمة الفم الحارق.
• عدوى فطرية (القلاع الفموي): يسببها فطر Candida albicans، وتظهر كبقع بيضاء أو صفراء مع ألم وحرقة، خصوصًا لدى من يعانون من ضعف المناعة.

التشخيص

إذا استمرت الأعراض لأكثر من 48 ساعة، يُنصح بمراجعة الطبيب. يعتمد التشخيص على:

• الفحص السريري لشكل اللسان ولونه وملمسه.
• وصف الأعراض من المريض.
• اختبارات دم للكشف عن نقص العناصر الغذائية أو العدوى.
• في بعض الحالات، يمكن اللجوء إلى خزعة لتأكيد أو استبعاد وجود ورم خبيث.

طرق العلاج

• التهاب مؤقت: استخدام غسول فم قلوي أو شطف بالماء وصودا الخبز، مع الحفاظ على نظافة الفم وتجنب المهيجات مثل الكحول والتدخين.
• في حالة العدوى الفطرية: تُستخدم مضادات الفطريات الفموية.
• في حالات نقص التغذية: تُوصف مكملات غذائية مثل الحديد أو فيتامين B12.
• في تقرحات الفم: قد يوصى بكورتيكوستيرويدات موضعية.
• في متلازمة الفم الحارق: علاجات تعتمد على الكابسيسين (الموجود في الفلفل الحار) لتقليل الإحساس بالألم العصبي.

خلاصة

التهاب اللسان حالة شائعة غالبًا ما تكون بسيطة ومؤقتة، لكن في بعض الأحيان قد تكون علامة على مشكلات صحية أعمق. لذا، من المهم عدم تجاهل الأعراض واستشارة الطبيب عند الحاجة، للحفاظ على صحة الفم واللسان وجودة الحياة.