فريدة شعراوي: بدايتي مع يوسف زيدان كانت عبر “شجون عربية” في مكتبة الإسكندرية
التحديات التي واجهتها فريدة شعراوي بسبب قربها من يوسف زيدان
حوار :خالد محمود
في حوار مميز وحصري لـ”الجمهورية والعالم”، تحدثت الباحثة في علم التاريخ والمسؤولة عن إدارة منتدى يوسف زيدان، السيدة فريدة شعراوي، عن تفاصيل علاقتها الوثيقة بالمفكر والكاتب الدكتور يوسف زيدان.
كشفت شعراوي عن بدايات هذه العلاقة، التي جمعتها بقامة فكرية كبيرة، وعن الدور الذي يلعبه المنتدى في تعزيز الحوار الثقافي والفكري.
كما سلطت الضوء على التحديات التي تواجه المنتدى وآرائها حول مسيرة زيدان الفكرية، التي لطالما تميزت بالجرأة والمنطق والعقلانية، والتي جعلته في مرمى الانتقادات أحيانًا. إليكم تفاصيل الحوار.
كيف بدأت علاقتك بالدكتور يوسف زيدان؟ وما الذي جذبك في شخصيته وأفكاره؟
شاهدت للأستاذ جزء صغير فى العام ٢٠١٠، وكان في حينها في استضافة الإعلامى عمرو أديب فى برنامج ( القاهرة اليوم) على قناة ( اوربت) كنت أول مرة أشاهده، شدنى جرأته في الحديث ، وقلت فى نفسى: ما هذا الرجل الجرئ، بعدها كانت أحداث الربيع العربي، تلاها مباشرًا وقع حادث مؤسف، فقدت زوجي في حادث سيارة سببه الفراغ الأمني وقت ثورة يناير، بعدها ابتعدت عن العالم وانطويت على أحوالى لمدة ليست قصيرة، وفى شتاء العام ٢٠١٧ قابلت الأستاذ وجهًا لوجه في حفل توقيع شجون عربية في مكتبة ألف بالإسكندرية، وتلك كانت البداية الحقيقية بمعرفتى بالأستاذ.
بصفتك صديقة مقربة له، كيف تصفين شخصية الدكتور زيدان خارج دائرة الأضواء الإعلامية؟
دكتور زيدان متواضع جدا فى حياته العادية، يذهب للسوق ويقوم بطهي الطعام لنفسه، متفرغ تمامًا للكتابة والقراءة، يحب أبنائه كثيرًا، وأحفاده بالتأكيد
كيف كان تأثير أفكاره الجدلية والمثيرة للنقاش على علاقتكما الشخصية والمهنية؟
آراء دكتور زيدان وأفكاره، هى كونه من المعدودين على أصابع اليد فى العالم العربي، الخبراء في مجال المخطوطات، ولا تنسى أن الأستاذ هو من أسس قسم الفهرسة والمخطوطات في مكتبة الإسكندرية، يعني هذا أنه أطلع على أمهات الكتب .
هل واجهتِ أي تحديات بسبب قربك من شخصية مثيرة للجدل مثل الدكتور زيدان؟
التحديات جاءت من الأقرباء أكثر من عامة الناس، واضطربت علاقتى معهم وحتى الآن.
ما الدور الذي تلعبينه في إدارة منتدى يوسف زيدان؟ وكيف نشأت فكرة المنتدى؟
أول كتاب قرأته للدكتور زيدان { اللاهوت العربي) فى العام ٢٠١٧ وقمت بوضع أجزاء منه على صفحتى الشخصية، تحمست أكثر ووضعت تلك الأجزاء في مجموعات كانت موجودة في حينها للدكتور، شيئًا فشيئا ،
بدأ المسئولون عن تلك المجموعات بالتذمر من نشاطى وتحمسى لأفكار الدكتور، وعلى كل حال تلك المجموعات لم تعد موجودة، المهم ، فى العام ٢٠١٩ قمت بإنشاء هذا المنتدى، منتداكم .
ما هي أبرز الأنشطة التي ينظمها المنتدى؟ وهل تركزون على قضايا معينة؟
كل ما يخص الأستاذ، هى كل الأنشطة.
كيف تستقبلون النقاشات والانتقادات التي تدور حول المنتدى وأفكار الدكتور زيدان؟
بكل حب وتقدير، وإن كان هناك نجاح ، فبكم هذا النجاح، أما المتجاوز فيكون نصيبه الحظر ، فهذا المنتدى هو تجمع ثقافي راقي وليس منصة للمتجاوزين.
هل تلقيتم تهديدات أو تحديات بسبب طبيعة القضايا التي يطرحها المنتدى؟
الجماعات الشيعية:في كتاب دوامات التدين، وضع الأستاذ مقالة عن. العلويون، وجاء ذكر نظام الأسد السابق والحالي، وضعت المقال حينها، فاذا بتهديد جاءنى حينها بغلق المنتدى وغلق صفحتى الشخصية وبلا رجعة، لم أخاف ولم أرتعد، لم أحذف المقال في حينها وواصلت النشاط بدون أدنى تردد أو قلق .
كيف تعتقدين أن المجتمع يستقبل أفكار الدكتور يوسف زيدان؟ وهل هناك تحولات إيجابية أو سلبية طرأت نتيجة آرائه؟
الدكتور زيدان معروف بآرائه الجريئة. كيف يتعامل مع الضغوط الناتجة عن رفض البعض لأفكاره؟
هو أكثر صبراً، وعكوفاً على هدف أبعد وأقل صخباً وتأثيره ليس مباشراً ولا حاداً ولكني فيما أرى تأثير قوى
ذكر الدكتور زيدان أنه لم يتراجع عن مواقفه رغم الثمن الذي دفعه. كيف تعلّقين على ذلك من تجربتك معه؟
هذا دور أي كاتب ومثقف ومفكر في هذا البلد يعني هذا ما ‘يجب عليه فعله.
ما هي اللحظات التي شعرتِ فيها بالدعم المتبادل بينك وبين الدكتور زيدان؟
التعامل مع دكتور زيدان، يكون نادرًا، فكونك تتعامل مع صاحب عزازيل صعب للغاية، وهنا اتذكر حديث له عندما عكف على كتابة رواية ( جونتنامو) فإذا به ينصب سجنًا في بيته محاكاة لأحداث الرواية، وكان لا يأكل إلا نادرًا كما حدث مع بطل الرواية، فهو دائمًا يعيش حالة الرواية التي يكتبها.
هل تتوقعين أن يغيّر الدكتور زيدان نهجه في المستقبل مع استمرار الجدل حول أفكاره؟
بكل تأكيد لكن على المدى البعيد
ما هي رؤيتك لمستقبل المنتدى ودوره في نشر الفكر والمعرفة في العالم العربي؟
حياتي الشخصية منقسمة بين أولادي والمنتدى، الذي اعتبره ابنى الرابع، وكثيرين ما نصحوني بأن أهتم بالأنا، لكني أجد ذاتى فى علم ومنهج زيدان ونسيت الأنا، وأبذل قصارى جهدى ليصل إليكم كل كلمة كتبها، وأعتبر المنتدى هو جوجل يوسف زيدان، أتطرق لأصعب الأراء والقضايا الفكرية التي خاضها الأستاذ وبكل شجاعة.
ما الرسالة التي تودين توجيهها للمجتمع بشأن أهمية الحوار وقبول الآراء المختلفة؟
الوعي والمعرفة وإعمال العقل وتقبل الآخر رغم الاختلاف، واظنه منهج زيدان.
في ظل مجتمع يميل أحياناً إلى رفض التغيير، كيف يمكن للأفراد أن يدعموا الفكر الحر والنقد البناء؟
ماذا تقولين لمن ينتقد المنتدى أو يهاجم الدكتور زيدان؟
أهلًا وسهلًا بمن ينتقد، لكن لا ضرر ولا ضرار لمن يهاجم، أحب ان اقوم بعملى التطوعي وأقدم رسالتي في هدوء تام وبدون صخب حتى تصل الكلمة، أما من ينتقد دكتور زيدان عليه بقراءة كتبه.
اقرأ أيضا:
يوسف زيدان يكشف عن تفاصيل روايته الجديدة “الحصيد” الصادرة قريبًا عن دار الشروق
الدكتور يوسف زيدان يوافق على مناظرة الشيخ أسامة الأزهري بشرط الحوار الهادئ
رؤية جديدة للتاريخ والدين: منطق يوسف زيدان في فهم الأحداث
رواية ‘الوراق’ ليوسف زيدان: استكشاف رحلة العالم القدير أبو الحسن علاء الدين ابن النفيس في زمن التحولات والبحث عن معنى الوجود”