فرشوطي محمد –
قال الكاتب والمفكر يوسف زيدان، إن الاتفاق «السِّرِّى» بين الكونت يوليان والأمير موسى بن نصير (وهو ما يذكرنا بالاتفاقية السرية بين المقوقس وأبى بكر الصديق) كان يقضى بأن يتنازل يوليان للمسلمين عن منطقة «سبتة» وقلعتها الحصينة، فتصير بأيديهم مدن المغرب وقلاعها كلها، فى مقابل أن يدعم المسلمون بجيشهم أطماع الكونت يوليان فى عرش إسبانيا (طليطلة تحديداً) وينالوا بعضاً من الغنائم.
وأضاف زيدان عبر صفحته على فيسبوك: ولم يكن بمستطاع موسى بن نصير، أن يُبرم اتفاقاً كهذا من دون استشارة الخليفة الأموى. فأشار الخليفة عليه (وكان آنذاك: الوليد بن عبدالملك بن مروان) بأن يختبر جدوى المسألة بعددٍ محدود من السَّرايا، ولا يغامر بالجيش كله فى أرض الإسبان التى لم يعرفها العربُ من قبل.. وهكذا ذهب سبعة آلاف جندى مسلم، على رأسهم «طارق بن زياد الليثى» لمعاونة الكونت يوليان فى حربه .
وتابع :وكان إبحارهم من شاطئ المغرب إلى ساحل إسبانيا المقابل، بالسفن التى يملكها الكونت يوليان، الذى كان يملك أسطولاً من السفن يتاجر به فى البحر المتوسط تجارة واسعة.. وتمَّ الأمر فى شهر رجب سنة 92 هجرية (أبريل سنة 711 ميلادية) ونزل المسلمون الأندلس لأول مرة، فى الربيع.. وبالطبع، لم يقم طارق بن زياد بإحراق السفن، حسبما يعتقد معاصرونا؛ لأنها (ببساطة) لم تكن ملكاً له أو للمسلمين.
وأكد زيدان على ان طارق بن زياد كان جندياً صعب المراس، طويلاً أشقر، فى عينيه حَوَل، وبإحدى يديه شلل. وكان يندفع بجنده فى القتال، فيكون مثل «جلمود صَخْر حطَّه السيلُ من علٍ» وهو الأمر الذى جعل الجيشين (الإسلامى والقوطى) يتقدَّمان فى الجنوب الإسبانى، ويمضيان قُدُماً إلى طليطلة.. وكان الجيش الإسلامى بقيادة «طارق» هو الذى يتقدَّم دوماً.
واستكمل “زيدان”: وجمع رودريك (لزريق) جيشاً قوطياً ضخماً، يقترب عدده من المائة ألف، واتجه إلى الجنوب الإسبانى لقتال الغزاة المسلمين. واستمدَّ «طارق» جنداً إضافياً من «موسى بن نصير» فأمدَّه بخمسة آلاف، فكان مجموع جيش المسلمين اثنى عشر ألفاً، معهم قوات «يوليان» قليلة العدد والعُدَّة.. وفى شهر رمضان التقى الجمعان، قرب نهرٍ كبيرٍ عند وادى لكة (بكة)، وكان التفوق العددى لجيش رودريك، ولكن المسلمين كانوا أكثر تنظيماً وإقداماً وعنفاً فى القتال .
وتابع: خاصةً بعدما خطب فيهم «طارق بن زياد» خطبةً ناريةً تناقلها المؤرِّخون المتأخرون زمناً (ولا بد أنهم زادوها بلاغةً وتحسيناً لفظياً) وهى فيما أرى، سبب انتشار الخرافة الشهيرة القائلة بأن «طارق» أحرق السفن بعد عبوره للأندلس.. ولأن هذه الخطبة من النصوص (الفصوص) فسوف أُوردُ فيما يلى، فقراتٍ كاملةً منها: وضعتها في تعليق .
ودلل على قوله بانتصار المسلمون، وقتلوا رودريك الملك (لزريق) وهزموا جيشه.
وقد ساد الرعب من جيش المسلمين فى أنحاء أيبيريا (إسبانيا، والبرتغال) واستكمل «طارق» حروبه فى الأنحاء، وعبر «موسى بن نصير» بجيش آخر، فسار إلى مدن أخرى غير تلك التى افتتحها «طارق» حتى إذا التقى الجيشان المسلمان أخيراً، كان معظم أنحاء (الأندلس) قد صارت بين المسلمين.وتوارى «يوليان» عن الأنظار، رويداً، وصار الأمر كله بيد المسلمين. وفكَّر «موسى بن نصير» فى استكمال الفتوح شمالاً وشرقاً، بغزو فرنسا (بلاد غالة) وإيطاليا. لكن الخليفة رفض هذا المقترح .
اقرأ للكاتب:
جند عمرو بن العاص تنازعوا فيما بينهم لإحتلال بيوت اﻹسكندرانيين و سبى ذرية ساكنيها
يوسف زيدان: والدة عمرو بن العاص كانت من أصحاب الرايات ومن أرخص بغايا مكة أجرة
يوسف زيدان :الدولة الدينية في الإسلام خرافة.. و الشريعة ليست كتالوجاً يجب الالتزام به
يوسف زيدان يا قوم .. كفاكم هَرَجًا وسَبَهْلَلةً :المعراج ليس موجود في القرأن
يوسف زيدان :رأى المسيحيون أن «يسوع» هو المسيح المخلِّص من الخطيئة الأولى، فآمنوا به
التعليقات متوقفه