حين تتحد الثقافة والتعليم… مدرسة نجيب محفوظ بميلانو تُبدع في احتفال نهاية العام الدراسي

506

نجاة أبو قورة
ميلانوإيطاليا

في مشهد يجمع بين الإبداع المصري والروح الإيطالية، احتفلت مدرسة نجيب محفوظ بمدينة ميلانو بانتهاء العام الدراسي، في فعالية عبّرت عن رؤية متكاملة تمزج بين الثقافة والتعليم كركيزتين أساسيتين لتكوين الإنسان وصناعة الوعي، في حضور رسمي وثقافي مصري وإيطالي واسع.

مقدمة تحتفي بالهويةوتُرسّخ التعدد

“حين تمتزج الثقافة مع التعليم، يولد جيل قادر على تطوير الفكر، وتحفيز التقدم، والسعي نحو الرقي المستدام”. بهذه الرسالة البليغة بدأت مدرسة نجيب محفوظ احتفالها، مؤسِّسة لمشهد تربوي وثقافي يعكس رؤية عميقة لمستقبل متوازن، لا ينسى جذوره ولا يتنكر لبيئته الجديدة، بل يحتضن كليهما في تناغم إنساني متقدّم.

أطفال يتحركون كلوحات فنيةبروح مصرية ولمسة إيطالية

العروض الفنية التي قدّمها طلاب المدرسة جسّدت إبداعًا أصيلاً، لوحات حية تحركت على خشبة المسرح بإيقاع مزدوج بين العربية والإيطالية، حملت في طياتها ملامح الهوية المصرية وروح التفاعل الحضاري، ما أذهل الحضور وأكّد على النجاح التربوي والثقافي للمؤسسة التعليمية المصرية في قلب أوروبا.

وقد أشاد الأستاذ محمود عثمان، رئيس مجلس إدارة المدرسة، بالحضور الرسمي الرفيع، وعلى رأسه سعادة القنصل المصري في ميلانو أحمد البقلي، الذي نقل تحيات السفيرة منال عبد الدائم، قنصل مصر العام، مؤكدًا أن مدرسة نجيب محفوظ تمثل نموذجًا متفرّدًا في تعليم اللغة العربية والثقافة المصرية لأبناء الجالية، إلى جانب اندماجها في المجتمع الإيطالي عبر اللغة والتفاعل المجتمعي.

رانيا يحيى: الثقافة ركيزة الهويةومصر حاضرة بإبداعها

الدكتورة رانيا يحيى، مديرة الأكاديمية المصرية في روما، حضرت الاحتفال لتؤكّد أن “الثقافة والتعليم ركنان أساسيان في تكوين الشخصية، وبأن ميلانو تستحق هذا الترابط الحضاري، خاصة مع وجود صرح كمدرسة نجيب محفوظ”، مشيدة بالعروض التي “قدّمت رسائل سلام من براعم مصرية تحاكي العالم بإبداع حقيقي”.

كما أشارت إلى قرب موعد الحدث الثقافي العالمي الذي تستعد له مصر، وهو افتتاح المتحف المصري الكبير في 3 يوليو المقبل، والذي وُصف بأنه سيكون “رحلة مع التاريخ تجذب أنظار العالم”، لما يضمه من مقتنيات نادرة ومرافق ثقافية متقدمة، ويمثل نقلة نوعية في السياحة الثقافية العالمية.

تفاعل إيطالي واسعوشراكة ثقافية متبادلة

الاحتفالية لم تكن مناسبة داخلية فحسب، بل امتدت لتشمل مشاركة واسعة من قيادات تربوية وسياسية إيطالية، عبّرت عن اهتمام حقيقي بهذا النموذج التعليمي متعدد الثقافات، وهو ما أكّدته جمعية المنتدى المصري بقيادة المهندس مجدي فلتس، التي حرصت على الحضور والدعم.

كما كان للحضور الإعلامي دور بارز، خاصة من خلال تغطية الأستاذ وليد فوزي، مدير المدرسة، الذي أدار فقرات الحفل باحترافية عالية تعكس وعيًا إعلاميًا وتربويًا متكاملًا.

نموذج مصري في قلب ميلانوحوار حضاري حي

مدرسة نجيب محفوظ، والتي تُعرف في الأوساط التعليمية الإيطالية كمؤسسة تعليمية تُدرّس باللغتين العربية والإيطالية، تُمثل جسراً للتفاهم الثقافي، وتساهم في بناء شخصية طلابها علميًا وسلوكيًا، مع انفتاح واضح على المجتمع المحلي من خلال مناسبات مشتركة دينية وثقافية.

وهي بذلك لا تعزل نفسها داخل ثقافة مغلقة، بل تُجسّد حوارًا حيًّا بين الحضارتين المصرية والإيطالية، مؤسِّسة لمنهج تربوي يكرّس الاحترام المتبادل، ويُعزّز قبول الآخر، ويُنتج سلوكًا مجتمعيًا إيجابيًا.

مصر تُبدعوتتقدّم بثقافتها

وسط لوحات فنية تنبض بالحياة، واحتفاء حقيقي بالهوية، أكّدت مدرسة نجيب محفوظ أن الثقافة ليست ترفًا، بل حجر أساس في بناء الإنسان. وأن مصر – بحضارتها ومؤسساتها في الداخل والخارج – قادرة على أن تكون حاضرة بقوة في مشهد التعليم العالمي، عبر رسائل سلام ومحبة وتنوع.

اقرأ أيضا:
في احتفالية بالأديب العالمي.. الأكاديمية المصرية تُهدي درعها لمدرسة نجيب محفوظ بميلانو
بالصور.. “الجمهورية والعالم” تشارك مدرسة نجيب محفوظ بـ ميلانو” احتفالات عيد الأم 

Visited 67 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه