نجاة أبو قور في أجواء مفعمة بالفخر والانتماء، احتفلت مدرسة “نجيب محفوظ” في مدينة ميلانو الإيطالية بذكرى نصر السادس من أكتوبر المجيد، وسط حضور رسمي وشعبي لافت، يعكس روح الوحدة والانتماء الوطني للمصريين بالخارج. شهدت الاحتفالية مشاركة كل من السفير عادل عثمان، قنصل مصر العام في ميلانو، القنصل أحمد البقلي، إلى جانب القنصل العمالي سعيد عثمان. كما شرف الحفل بحضور الدكتور محمد عبد الرازق عيد، المستشار الثقافي المصري السابق في روما ورئيس القسم الإيطالي بجامعة القاهرة، الذي تصادف وجوده في ميلانو كأستاذ زائر بجامعة “كاثوليكا”. أحيا البراعم وأشبال المدرسة المناسبة التاريخية العظيمة بعروض فنية مبهرة، وأغانٍ وطنية مؤثرة، أعادت إلى الأذهان مشاهد البطولة والفداء التي سطّرها الجنود المصريون في حرب أكتوبر، والتي مثّلت نقطة تحول فارقة في التاريخ المصري والعربي، حيث أسقط الجيش المصري أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر” التي روّجت لها الآلة الإعلامية الإسرائيلية منذ نكسة 1967.
استعرضت الاحتفالية محطات من بطولات حرب الاستنزاف، كبطولات رأس العش، وتدمير المدمرة “إيلات”، وكيف أعادت هذه العمليات ثقة المصريين بقدرتهم على الانتصار، والتي تُوجت في السادس من أكتوبر 1973، حين عبر الجندي المصري قناة السويس وسط تكبيرات “الله أكبر”، محطمًا خط بارليف، ومحققًا نصرًا أعاد الكرامة للأمة العربية. من جانبه فقد رحب وليد فوزي، نائب رئيس الرابطة المصرية في ميلانو، بالسادة الضيوف، مشيدًا بروح التكاتف بين المصريين بالخارج، مؤكدًا أن المشاركة الواسعة من مختلف الجمعيات المصرية في ميلانو، مثل جمعية المنتدى المصري برئاسة المهندس مجدي فلتس، وجمعية لوتس برئاسة سناء مغازي، تعكس وحدة الصف الوطني وارتباطهم بوطنهم الأم. وأكد أن ما شهدناه اليوم من التلاحم والمشاركة الفعالة من أبناء الجالية المصرية هو تأكيد على أننا جميعًا في خندق واحد، وأن هذا النصر كان ثمرة لإرادة شعب آمن بقدراته، وجيش وطني عظيم حمل على عاتقه مسؤولية إعادة الكرامة. من جانبه ألقى محمود عثمان، رئيس مجلس إدارة مدرسة نجيب محفوظ، كلمة رحّب فيها بالحضور من الجانبين المصري والإيطالي، مشددًا على أن مصر ستظل دائمًا في قلب كل مصري، وأن نصر أكتوبر غيّر وجه التاريخ، وعلينا أن نغرس هذه القيم الوطنية في نفوس أبنائنا. وفي ختام الاحتفالية، قدّم السفير عادل عثمان التحية للبراعم الصغيرة التي أبدعت في تقديم لوحات فنية وأناشيد وطنية عبرت عن فخرهم بالنصر، مؤكدًا أن المستقبل أمانة في أعناقهم، وأن دورهم قادم في استكمال مسيرة البناء، والتواصل مع الوطن الأم، ورفع رايته عاليًا بدعمهم وتوحدهم.
