الكراهية ضد إسرائيل: عودة رموز النازية في المشهد الأوروبي

0 409

كتبت:بريجيت محمد 

في مشهد يعيد للأذهان أحلك فصول التاريخ الأوروبي، باتت الكراهية الموجهة ضد إسرائيل – وغالبًا ما تتخذ طابعًا معاديًا لليهود – ظاهرة تتغلغل بشكل متزايد في الشارع الأوروبي.

تزايد انتشار الشعارات المعادية للسامية، من “الأنوف المعقوفة” المرسومة على الجدران، إلى الملصقات العدائية على واجهات المتاجر، يعكس تحولا مقلقا في الخطاب العام، ليس فقط تجاه دولة إسرائيل، بل تجاه اليهود ككل.

يشير مراقبون إلى أن هذا التيار يعيد إنتاج سرديات قديمة ترتبط بتقاليد نازية، ترى في اليهود أصل الشرور. منذ 8 أكتوبر 2023، برز خطاب مشوه يُفرّق بين اليهود و”الصهاينة”، لكنه يعيد إحياء منطق الكراهية ذاته، عبر اتهام إسرائيل بتكرار الجرائم النازية ضد الفلسطينيين.

بهذا، يتم تبرير العنف باسم العدالة، دون إدراك التناقض الأخلاقي في هذا المنطق.

الربط بين النازية وبعض أجنحة الحركات الفلسطينية المتشددة ليس جديدًا. فقد تناول باحثون مثل رافائيل ميدوف، وجوزيف سبورل، وروبرت ويستريتش العلاقة التاريخية بين الفكر النازي وبعض روافد الإسلاموية السياسية، التي تتبنى رؤية إبادة تجاه إسرائيل.

ويشير هؤلاء إلى تشابه جوهري بين خطاب الإبادة النازية والخطاب الذي يروّج لتدمير الدولة العبرية باسم “التحرير”.

ما يثير القلق، هو قدرة هذا الخطاب على الانتشار في الأوساط الأكاديمية والثقافية في الغرب، تحت غطاء من الدعم الإنساني أو المناهضة للاستعمار. تعبيرات مثل “من النهر إلى البحر” و”وقف إطلاق النار” باتت تُستخدم دون مراجعة لنتائجها السياسية أو خلفياتها الأيديولوجية.

الوضع في غزة معقد. ويقدّر البعض أن نصف السكان على الأقل يؤيدون حكم حماس أو يقبلونه ضمنيًا. وهذا لا يلغي وجود أبرياء وضحايا للحرب، لكنه يُظهر أن الصراع أكثر تشابكًا مما يُصور غالبًا.

حتى في برلين 1945، استمر بعض المدنيين في القتال أو اختاروا الموت مع نظامهم، وهو تشابه مرير يطرح تساؤلات حول مسؤولية الشعوب في خياراتها السياسية.

إن استمرار هذه الحرب الفكرية ضد إسرائيل لا يمكن فصله عن خطاب الكراهية الذي يتغذى على صور نمطية، ويستحضر روايات إبادة جماعية من الماضي.

التحدي اليوم لا يكمن فقط في ميدان المعركة، بل في المعركة الأخلاقية داخل العقول الغربية، التي كثيرًا ما تتجاهل السياق، وتعيد إنتاج مواقف كانت ذات يوم مرفوضة بشكل قاطع.

في ظل هذا الواقع، بات مطلوبًا خطاب عقلاني، يدافع عن السلام دون تبرير الكراهية، ويدين القتل دون تمجيد العنف، ويقف إلى جانب حقوق الشعوب دون أن ينزلق إلى مهاوي الإنكار التاريخي أو تبرير الإبادة، أيا كان الطرف المتهم.

اقرأ أيضا:
الجمهورية والعالم في اوروبا تكشف حقيقة المزاعم الاسرائيلية حول ابادة الشعب الفلسطيني “صور”
تجمعات في الشوارع الإيطالية تدين سياسات نتنياهو وتطالب بوقف إطلاق النار في غزة 

Visited 21 times, 1 visit(s) today
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق