كونتي يهاجم سياسات ميلوني الاقتصادية: “خطابات بلا حلول وواقع مرير”

كتبت : سارة غنيم

كونتي يهاجم ميلوني: “ملكة المبيعات عبر الهاتف” وسط خلاف سياسي حاد في مؤتمر “كونفيندوستريا“

في مشهد سياسي مشحون، شهدت الجمعية الوطنية لـ”كونفيندوستريا” التي انعقدت اليوم في مدينة بولونيا، مواجهة حادة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيس الوزراء السابق وزعيم حركة خمس نجوم جوزيبي كونتي، الذي شن هجومًا لاذعًا عليها في أعقاب كلمتها أمام رواد الأعمال.

ميلوني، التي خاطبت الجمعية برسالة طموحة دعت فيها الحاضرين إلى “التفكير بشكل كبير”، أثارت ردود فعل فورية، حيث وصفها كونتي في منشور مطول على منصة X (تويتر سابقًا) بـ”ملكة التسوق عبر الهاتف”، منتقدًا ما اعتبره انفصالًا تامًا بين خطابها والواقع الاقتصادي للبلاد.

انتقادات لسياسات الحكومة الاقتصادية

كونتي استغل الفرصة لتوجيه سلسلة من الانتقادات الحادة لحكومة ميلوني، قائلًا:
“ملكة التسويق عبر الهاتف لم تقدم أي مقترحات حقيقية لإعادة إطلاق الاقتصاد. فكلماتها لا ترتبط بأي خطة واقعية تتماشى مع التحديات التي تواجهها الشركات الإيطالية.”

وأضاف موجهًا خطابه لرواد الأعمال:
“إذا كانت أعمالكم تتضرر بسبب فواتير الطاقة المرتفعة، والحكومة لا تفرض ضرائب على الأرباح الاستثنائية لشركات الطاقة الكبرى، ولا تتصدى للمضاربة، فهل يكفي أن ‘تفكروا بشكل كبير’ كما تقول ميلوني؟”

انهيار الإنتاج وارتفاع الضرائب

الزعيم المعارض لم يترك مجالًا دون توجيه انتقاد، مشيرًا إلى أن البلاد “تغرق منذ 26 شهرًا في تراجع حاد بالإنتاج الصناعي”، متسائلًا عن جدوى دعوات رئيسة الوزراء للتفاؤل في ظل هذا التدهور.

كما ندد بارتفاع العبء الضريبي، متحدثًا عن فرض ضريبة جديدة تتعلق بالتأمين الإجباري ضد الكوارث الطبيعية، إلى جانب انتقاده لما اعتبره “تخفيضًا ممنهجًا في الاستثمار” نتيجة التزامات الحكومة ضمن الاتفاق الفرنسي-الألماني الذي، بحسب رأيه، يتعارض مع المصالح الوطنية الإيطالية.

تأخر تنفيذ خطة التعافي الأوروبية

وفي إشارة إلى خطة التعافي الوطنية (PNRR)، اتهم كونتي الحكومة بالتأخير وسوء الإدارة، مؤكدًا أن الأموال الأوروبية لم تُستثمر بعد بشكل فعّال ينعكس على أرض الواقع.

وختم كونتي منشوره بمرارة قائلاً:
“لو أن 1٪ من الانتقادات التي طالت حكومتي وجهت اليوم لهذه الحكومة، لكان البعض قد أدرك أن الشيء العظيم الوحيد الحاصل الآن هو السرقة الممنهجة والاستهزاء بمستقبل بلدنا.”