كاتبة يهودية: حكومة نتنياهو تُغذي معاداة السامية عالميًا
إديث بروك تدعو لتمرد مدني وعسكري ضد الحكومة الإسرائيلية
الناجية من الهولوكوست إديث بروك: “على الجنود الإسرائيليين التمرد على أوامر نتنياهو“
تحقيق – القسم الدولي
إعداد: سارة غنيم | صحيفة (الجمهورية والعالم )
في حديث صادم اتّسم بالوضوح والجرأة، عبّرت الكاتبة والناجية من الهولوكوست إديث بروك (94 عامًا) عن استيائها العميق من العمليات العسكرية الجارية في قطاع غزة، داعية الجنود الإسرائيليين إلى “التمرد” على أوامر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، واصفة ما يحدث بأنه “كارثة إنسانية وأخلاقية” تهدد ليس فقط الفلسطينيين، بل اليهود في كل أنحاء العالم.
جاءت تصريحات بروك، وهي إحدى أبرز الأصوات اليهودية في أوروبا المدافعة عن القيم الإنسانية، في مقابلة مع صحيفة Quotidiano.net، حيث تحدثت بانفعال واضح عن حجم الألم الذي يسببه العدوان الإسرائيلي، وعن المخاطر التي ترى أنها تهدد صورة اليهودية حول العالم بسبب سياسات الحكومة الإسرائيلية الحالية.
“حان وقت التمرد“
قالت بروك بوضوح:
“يجب على الجنود الإسرائيليين العصيان. أن يتمردوا ضد نتنياهو، ليلاً ونهاراً، في الشوارع، وحتى داخل الجيش. هذا هو وقت التمرد”.
جاء ذلك تعليقًا على مجزرة فقدت خلالها طبيبة أطفال فلسطينية تسعة من أطفالها العشرة، في قصف نفذه الجيش الإسرائيلي. ووصفت بروك ما يحدث في غزة بأنه “أمر فظيع لا يحتمل”، وأضافت:
“باسم الله، يُقتل الناس. لقد رأينا هذا في أوشفيتز. لا يُمكن استخدام الدين كذريعة للقتل، سواء من النازيين أو غيرهم”.
اتهام مباشر لنتنياهو: “يصنع تسونامي من معاداة السامية“
في أحد أكثر أجزاء المقابلة إثارة، حذّرت بروك من أن نتنياهو يُغذي موجة متصاعدة من معاداة السامية حول العالم، قائلة:
“بسبب سياساته، بات الناس يربطون اليهود بالحكومة الإسرائيلية، رغم أن الغالبية العظمى من اليهود يعارضون نهجه.”
وسردت مثالاً وقع في روما، حيث تم توجيه الإهانات إلى حاخام يهودي في الشارع، ووصْفه بـ”مذبح الأطفال”.
“ما علاقة ذلك بالحاخام؟ بي أنا؟ باليهود في العالم؟”، تساءلت بروك بمرارة.
“الجيش الإسرائيلي ليس أخلاقيًا في غزة“
رغم أن الجيش الإسرائيلي يصف نفسه بـ”الأكثر أخلاقية في العالم”، إلا أن بروك رفضت هذه الرواية تمامًا، قائلة:
“هناك جنود يرفضون المشاركة في العمليات. على الجميع أن يقول لا. هناك أوامر غير إنسانية تُعطى، وعلى الجنود أن يتمردوا عليها.”
ورفضت بشدة وصف ما يحدث بـ”تطهير عرقي”، مؤكدة أن الكلمة ثقيلة جدًا على من شهد المذابح في الحرب العالمية الثانية، لكنها أضافت:
“حياة سكان غزة تُعامل كأنها من الدرجة الثانية، وهذا ما يهدد القيم اليهودية.”
أوروبا صامتة… وأمريكا تموّل
انتقدت بروك أيضًا المواقف الدولية، خاصة الأوروبية والأمريكية، التي وصفتها بـ”المتواطئة بالصمت أو الدعم غير المباشر”، قائلة إن أوروبا لا تزال سجينة شعورها بالذنب التاريخي، بينما تواصل الولايات المتحدة دعم إسرائيل عسكريًا وسياسيًا.
“لا شيء يتغير. أوروبا تتحدث فقط، لكنها لا تفعل شيئًا. أما الولايات المتحدة، فعليها وقف إرسال الأسلحة فورًا. بدون هذا الدعم، لا يمكن مواصلة هذه الحرب.”
الحل الوحيد: الدولة الفلسطينية
عند سؤالها عن المخرج من هذا الوضع، أجابت بروك بلا تردد:
“إنشاء دولة فلسطينية هو ما سيُغيّر كل شيء.”
ورغم تشكيكها في مدى استعداد الطرفين حاليًا للعيش المشترك بسبب تصاعد الكراهية، فإنها تؤمن بأن السلام لا يزال ممكناً:
“الجيل الجديد نشأ على السم، لكننا بحاجة إلى الأمل. السلام هو الحل الوحيد.”
التعليقات متوقفه