حرب كلامية تشتعل بين ترامب وماسك: اتهامات متبادلة وتهديدات بإغلاق الدعم الحكومي

237

كتبت : سارة غنيم

شهدت الساحة السياسية والاقتصادية الأميركية تصعيدًا حادًا في الخلاف بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، في صدام غير مسبوق بعد سنوات من العلاقات المتقلبة بين الرجلين.

فبعد أيام فقط من مغادرة ماسك الرسمية لرئاسة شركة “دوجي”، خرجت التوترات إلى العلن بصورة انفجارية، مع تبادل الاتهامات علنًا وتلميحات إلى فضائح مدوية.

ترامب: “ألغيت دعمه ففقد صوابه

خلال استقباله المستشار الألماني فريدريك ميرز في البيت الأبيض، لم يُخفِ ترامب استياءه من انتقادات ماسك الأخيرة، وخص بالذكر اعتراض الأخير على مشروع قانون الضرائب الجديد، الذي وصفه ماسك بأنه “بغيض ومثير للاشمئزاز”.

واعتبر ترامب أن غضب ماسك نابع من قرار إلغاء حوافز السيارات الكهربائية التي كانت تستفيد منها شركة تسلا لسنوات، وقال:
طلبت منه المغادرة، وسحبت تفويض السيارات الكهربائية الذي أجبر الجميع على شراء سيارات لا يريدها أحد، فجن جنونه.”

كما هدّد ترامب بوقف جميع العقود الحكومية التي تستفيد منها شركات ماسك، قائلاً:
أسهل طريقة لتوفير مليارات الدولارات في الميزانية هي إنهاء الدعم والعقود الفيدرالية التي تحصل عليها شركات إيلون. لطالما استغربت أن بايدن لم يفعل ذلك!”

ماسك يرد بسلسلة تغريدات لاذعة: “ترامب كاذب وجاحد

في المقابل، لم يتأخر ماسك في الرد، حيث نشر سلسلة من التغريدات عبر منصته “X”، اتهم فيها ترامب بـ”الجحود”، لافتًا إلى ما يراه دورًا أساسيًا له في فوز ترامب بانتخابات سابقة. كما نفى علمه بمشروع قانون الضرائب الذي انتقده ترامب، قائلاً:
لم أر هذا القانون حتى، لقد تم تمريره ليلًا بسرعة جنونية، ولم يتمكن أحد من قراءته!”

وانتقد ماسك القانون الذي يحتفظ بحوافز لمشاريع الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية، بينما يستمر في تقديم دعم هائل لصناعة النفط والغاز، واصفًا هذا التفاوت بأنه “ظلم صارخ”، داعيًا إلى القضاء على ما وصفه بـ”جبل الإنفاق غير الضروري”.

وفي رد ساخر على وصف ترامب للقانون بـ”الكبير والجميل”، كتب ماسك:
في تاريخ الحضارة لم يكن هناك قانون عظيم وجميل. إما أن يكون القانون كبيرًا وقبيحًا، أو نحيفًا وجميلاً.”

ماسك يلوّح بتأسيس حزب جديد ويثير ملف إبشتاين

وفي تطور مفاجئ، أطلق ماسك استطلاعًا للرأي على منصة X سأل فيه متابعيه عما إذا كان الوقت قد حان لتأسيس حزب سياسي جديد، وهو ما لقي تأييدًا واسعًا. ثم فجّر ماسك قنبلة إعلامية بإعلانه أن “اسم دونالد ترامب موجود ضمن ملفات جيفري إبشتاين”، في إشارة إلى رجل الأعمال الراحل المتورط في فضائح اتجار بالبشر واعتداءات جنسية.

وكتب ماسك في تغريدة مثيرة:
هذا هو السبب الحقيقي وراء عدم نشر تلك الملفات. احفظوا هذا المنشور، الحقيقة ستظهر.”

تداعيات اقتصادية فورية: تسلا تخسر 100 مليار دولار

الخلاف الحاد بين ماسك وترامب لم يتوقف عند حدود التصريحات، إذ انعكس مباشرة على الأسواق. ومع افتتاح وول ستريت، سجل سهم تسلا انخفاضًا حادًا بنسبة تجاوزت 8%، ما أدى إلى خسارة أكثر من 100 مليار دولار من القيمة السوقية للشركة خلال ساعات قليلة.

تحليل: مواجهة مفتوحة تحمل أبعادًا سياسية واقتصادية خطيرة

يبدو أن العلاقة المتقلبة بين ترامب وماسك دخلت مرحلة اللاعودة، مع تحوّلها إلى صدام علني مفتوح قد يحمل تداعيات واسعة على مستقبل كل من الرجلين سياسيًا واقتصاديًا.

فبينما يسعى ترامب للعودة إلى البيت الأبيض، قد يجد في صدامه مع ماسك عقبة جديدة أو حليفًا قديمًا يتحول إلى خصم شرس. أما ماسك، فقد يترجم هذا النزاع إلى خطوات أكثر جرأة في الساحة السياسية، وربما تمهيدًا لتأسيس تيار ثالث يخلط بين التكنولوجيا والسياسة.

اقرأ أيضا:
في مؤتمر استثنائي: ترامب يهاجم الفساد، يدافع عن ماسك، ويصرح بشأن غزة وبوتين وهارفارد
من جنوب إفريقيا إلى الفضاء: رحلة إيلون ماسك نحو القمة

Visited 10 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه