إيطاليا في حالة تأهب قصوى: أكثر من 29 ألف هدف محتمل وسط مخاوف من تصعيد إرهابي عقب التوتر الأميركي-الإيراني

0 63

رفعت السلطات الإيطالية من درجة الاستنفار الأمني إلى أعلى مستوياتها بعد تحديد 29,377 هدفاً “حساساً” يُحتمل أن تكون عرضة لهجمات إرهابية، في ظل تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.

جاء ذلك خلال اجتماع أمني رفيع المستوى عُقد في مقر وزارة الداخلية (Viminale)، بحضور مسؤولي الاستخبارات والأمن السيبراني وسلطات إنفاذ القانون.

وتتصدر البنية التحتية الحيوية القائمة بـ10,399 هدفاً، ما دفع إلى تعزيز الإجراءات الأمنية في محطات القطارات والمطارات والموانئ، خاصة مع توافد آلاف السياح الأميركيين إلى البلاد تزامناً مع اليوبيل المقدس وانتخاب البابا الأميركي ليو الرابع عشر.

يُعد هذا التصعيد الأمني نقلة نوعية مقارنة بالفترة السابقة التي كانت تركز فقط على تأمين المواقع اليهودية، حيث باتت التهديدات تشمل السفارات، المراكز التجارية، المواقع السياحية (ومنها الفاتيكان)، وقواعد عسكرية تضم قرابة 12 ألف جندي أميركي.

تحذيرات من «الذئاب المنفردة» وانتقام إيراني

وزير الدفاع الإيطالي، جيدو كروسيتو، حذّر من أن “الساعات الـ48 إلى 72 المقبلة ستكون حرجة”، في إشارة إلى خطر محتمل من عناصر منفردة أو هجمات مدبرة انتقاماً للضربة الأميركية الأخيرة على إيران.

وأعقب ذلك انعقاد لجنة الأمن القومي برئاسة وزير الداخلية ماتيو بيانتيدوسي، كما اجتمعت لجنة تحليل استراتيجية مكافحة الإرهاب صباح اليوم ذاته.

إيطاليا علمت بالهجوم الأميركي عبر سفيرتها بطهران

كشفت مصادر دبلوماسية أن السفيرة الإيطالية في طهران، باولا أمادي، كانت أول من نبه روما إلى الهجوم الأميركي، وليس إدارة واشنطن نفسها.

هذا التطور دفع رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني إلى عقد اجتماع طارئ عبر الفيديو مع عدد من الوزراء وكبار مسؤولي الأمن والمخابرات، لبحث سبل تأمين المواطنين الإيطاليين في مناطق النزاع، إضافة إلى تداعيات اقتصادية محتملة في حال أقدمت إيران على إغلاق مضيق هرمز، الذي تمر عبره 45٪ من واردات إيطاليا من الغاز.

موقف حذر ومتوازن من الحكومة الإيطالية

رغم القلق المتصاعد، تسعى الحكومة الإيطالية إلى تبني موقف متوازن؛ فلا خطط حالياً للتدخل العسكري أو السماح باستخدام القواعد الجوية الإيطالية، ما لم يُطلب ذلك صراحة من قبل واشنطن وتستدعي الضرورة القصوى.

ومن جانبها، كثفت ميلوني اتصالاتها بعدد من القادة الدوليين، في مقدمتهم الرئيس الفرنسي ماكرون، وزعماء السعودية والإمارات، سعياً لاستئناف المسار السياسي واحتواء الأزمة.

وفي حديثها إلى رئيس الجمهورية، سيرجيو ماتاريلا، ورئيسة الحزب الديمقراطي إيلي شلاين، أشارت ميلوني إلى إمكانية بناء توافق وطني حول ضرورة بناء منظومة دفاع أوروبية موحدة، خاصة في ظل محدودية قدرة الاتحاد الأوروبي على التأثير في المشهد الحالي.

ميلوني أمام البرلمان: تقرير أمني واستعداد لقمة أوروبا والناتو

من المقرر أن تلقي رئيسة الوزراء، اليوم عند الساعة الثالثة ظهراً، بياناً أمام البرلمان قبيل انعقاد قمة المجلس الأوروبي يومي 26 و27 يونيو، والتي يتوقع أن تركز على أزمة الشرق الأوسط.

وبحسب مصادر حكومية، لن تتبنى إيطاليا موقفاً صارماً من الهجوم الأميركي، بل ستسعى للحفاظ على موقف “راكب الأمواج السياسي” القائم على التوفيق بين رفض التصعيد النووي ودعم جهود خفض التوتر.

Visited 8 times, 1 visit(s) today
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق