يذكر أن “الذئاب الرمادية” منظمة تركية يمينية متطرفة تشكلت في أواخر 1960، وتعتبر الذراع المسلح غير الرسمي لحزب الحركة القومية، تعارض أي تسوية سياسية مع الأكراد، كما أنها معادية للسلطة التركية، وقد سبق أن اتهمت بالإرهاب .
كانت المانيا بعد الحرب العالمية الثانية في حاجة الي الأيدي العاملة، بعد التدمير الذى لحق بها، فكان الأتراك من ضمن العمالة التي اتت المانيا تحت مايسمي بـ “العمال الضيوف” وكان عددهم فى ذلك الوقت لا يتجاوز 7 الاف تركي، وربما كانوا الكيان الوحيد الذى يمثل المسلمين في المانيا.
تواجدت تلك العمالة التركية في معظم الولايات الألمانية، واصبحت لهم مساجد خاصة بهم يؤمهم أئمه اتراك، وكانت اللغة حائل بين التواصل مع المسلمين والاتراك، كان المسلمين منعزلين عن المجتمع الألماني، ولم تبذل الدولة اية محاوله لإدماجهم، حيث كان عدد المساجد قليل في هذه الفترة، وبدأ يتردد اسم الإتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينيه (ديتيب) بعد ان سمحت الدولة الألمانية للمسلمين بممارسة شعائرهم الدينية، وتم تسجيله في المانيا، ولكن ظلت الأتراك تسيطرعلي المساجد ولم يحاول الأزهر الشريف ان يكون له دور في التواصل مع الجالية المسلمة في أوروبا، والتي اصبحت تضم مسلمون من اسيا وشمال أفريقيا، واصبحت هناك مساجد أئمتها من الجزائر ومغاربة، حيث تعتبر الجالية المغربية ثاني جالية مسلمة بعد الأتراك ولهم مساجدهم ايضا .هذا وقد اصبح لتركيا تواجد واضح من خلال (منظمه الذئاب الرماديه) وهى منظمه قومية شعبويه يمنيه متطرفه، تمجد العرق التركي وتعتبره من أرقي الأعراق، فهي مرتبطة بالحزب اليميني القومي التركي وزعيمه (دولت بهاشتى)، والذى يرفض الإنضمام إلي الإتحاد الأوروبي، وكان رئيسا للوزراء منذ٩٩٩ا حتي ٢٠٠٢ في حكومة “بولند اجاويد”، واحتل حزبه المركز الثالث فى انتخابات ٢٠١٥ وكان قد دخل البرلمان ٢٠٠٧ ثم تحالف مع اردوغان .
أيضا كان له دور بارز في نجاح اردوغان في الانتخابات الأخيره، وله تواجد في المانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا، وظهر اسمها لاول مره بعد المحاوله الفاشلة في محاولة اغتيال البابا “يوحنا بولس الثاني” وهنا ظهر اسم “الذئا ب الرماديه” علي يد متطرف تركي يدعي “محمد علي أغا” في أواخر الثمانيات، وحاول طعن البابا ثلاث طعنات وقد نجى البابا بل ذهب لزيارته في السجن وعفي عنه، وبعد ذلك ذاع صيتها كمنظمة إرهابية بعد ارتباطها بمحاولات قتل واغتيال لبعض العناصر من ألاكراد والأرمن خاصة بعد ظهور أردوغان كرئيس لتركيا .
كان قد تحالف الحزب القومى التركي “اكثر الاحزاب اليمنية” مع حزب العدالة والتنمية، والذى دعم أردوغان وسانده في انتخابات ٢٠١٨، وفى عام ٢٠١٧ نجح ١٤ مرشحا فى الانتخابات البرلمانية “البوند ستاغ)” من اصل تركي من ٤٨٢٨ مرشحا ينتمي منهم 6 للحزب الاشتراكي الديمقراطى منهم، عيدان اوزغور “وزيرة الاندماج فى حكومة مايكل” المنتهيه ولايتها في حين فشل حزب الديمقراطية الالماني والذى يضم الالأتراك الالمان المؤيدون لأردغان في شمال الراين تحقيق نسبه٥% للدخول للبرلمان، بعد ان خاض حملته الانتخابية تحت شعار دعاية انتخابية مؤيده لأردوغان، اما حزب الخضر الذى حصل على٨% والذي أعلن نائب رئيس الحزب، جيم اوزدمير، عن تضامنه مع حزب العمال الكرديستاني والذى تصنفه تركيا علي انه منظمة ارهابية .
كما حكمت المحكمه في أستطنبول علي الزعيم الكرديستانى، عبدالله جول بالإعدام، وكان زعيم حزب الحركه القومي مؤيد لذلك، وكانت نائبه عن حزب الخضر “كالوديا روت” اتهمت اردوغان باستغلال القضاء بشكل مخزي لتصفية معارضين، كما وجهت محكمة أسطنبول لـ جنان اوغلو “رئيسه حزب الشعب الجمهوري المعارض” والذي فاز في الانتخابات المحلية باسطنبول ضد حزب العدالة والتنمية، تهما منها، الترويج للإرهاب، واهانة الرئيس، لتصدر حكمها عليها 10 سنوات، لترد عن سبب هذا الحكم بقولها “لأننا فزنا في أسطنبول” .
وقالت النائبة الالمانية ان الحكم ليس إلا عمل إنتقامي من المعارضة في الداخل، وطالبت من الحكومة الألمانية ضرورة التصدي لحكومة أردوغان، التي أصدرت أحكام بالسجن ضد معارضين وعدم الوقوف كالمتفرجين .
هذا ويستغل اردوغان ورقة اللاجئين كورقة ضغط علي الأوروبين، وكان الاتحاد الاسلامي التركي الذى اسس ١٩٢٤ بهدف الحفاظ علي الإسلام في الجمهورية العلمانية، حصل علي دعم مادي في ٢٠١٨ “٣٠٠ الف يورو” وفي ٢٠١٧ علي “اكثر من مليون يورو” بعد مطالبة البرلمان بتقليص الدعم، بل طالب ان يكون الائمة يجيدون اللغة الألمانية بل فرض ضرائب علي المساجد أسوة بالكنائس حتي يقطعوا الطريق علي التمويل الخارجي من تركيا، الا ان الغريب في الأمر ان المانيا تحافظ علي العلاقة الاقتصادية .
وكانت نائبة وزيرة التجاره التركية، قد اعلنت ان حجم التبادل التجاري بين برلين وأنقره بلغ العام الماضي ٣٦ مليار دولار، وأنه قد تراجع اوائل هذا العام بسبب جانحه كورونا، وكان البرلمان الألماني قد سمح بدراسة منظمة الذئاب الرمادية التركية، والتى تتهمها أحزاب سياسية بالتطرف ومعادات السامية وتهديد الامن الداخلي لألمانيا، وكان البرلمان قد صدق وبأغلبية ساحقة علي ما تقدمت به احزاب الإتلاف الحاكم والحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر، بوضع الإتحاد الإسلامي التركي “بيديت” تحت المراقبة، وحسب تقرير هيئة حماية الدستور “الاستخبارات الداخلية” ان المنظمة هي الذراع الطولي لأردوغان، ليس فى المانيا فقط بل في اوروبا كلها .
التعليقات متوقفه