الجهاديون الأجانب في الجيش السوري المستقبلي: الجولاني يثير الجدل
من مصر إلى الأردن: تعيين جهاديين أجانب في القيادة العسكرية السورية
كتبت:بريجيت محمد
شهدت سوريا تحركات بارزة على المستوى العسكري والسياسي بقيادة أحمد الشرع، المعروف باسم “أبو محمد الجولاني”، زعيم هيئة تحرير الشام. اتخذت الحكومة الانتقالية عدة قرارات وصفت بأنها مثيرة للجدل، أبرزها إشراك المقاتلين الأجانب في الجيش السوري المستقبلي وتعيين امرأة لأول مرة في منصب محافظ البنك المركزي السوري.

الجولاني يسمح بدمج الجهاديين الأجانب في الجيش السوري المستقبلي
أعلن الجولاني عن مرسوم يسمح للمقاتلين الأجانب، مثل الأويغور والأردنيين والأتراك، بالانضمام إلى القوات المسلحة الجديدة التي يجري تشكيلها في دمشق.
الهدف هو تحويل الجماعات المتمردة المختلفة التي أسهمت في الإطاحة بنظام الأسد إلى جيش موحد.
شملت هذه الخطوة ترقية عدد من القادة الأجانب، حيث تم تعيين مرهف أبو قصرة، قائد جماعة هيئة تحرير الشام، وزيرًا للدفاع في الحكومة الانتقالية. بالإضافة إلى ذلك، تم منح رتب عميد لخمس شخصيات أخرى، بينما تمت ترقية نحو 40 شخصية إلى رتبة عقيد.
من بين 50 تعيينا عسكريا جديدا، شمل 6 منها مقاتلين أجانب برتب عميد وعقيد، من بينهم عربيان، حيث جرى منح رتبة عميد للأردني عبد الرحمن حسين الخطيب، كما تم تعيين المصري علاء محمد عبد الباقي برتبة عسكرية ضمن التشكيلات الجديدة.
انتخابات ودستور جديد خلال أربع سنوات
أعلن الجولاني في مقابلة مع قناة العربية أن الحكومة الانتقالية تعمل على صياغة دستور جديد خلال السنوات الثلاث المقبلة، على أن تُجرى انتخابات ديمقراطية بعد ذلك بعام.
كما أكد التزام الحكومة بإعادة بناء سوريا على أسس شاملة ومستقرة، مع تحسين العلاقات مع الشركاء الإقليميين والدوليين.

امرأة على رأس البنك المركزي لأول مرة
في خطوة غير مسبوقة، عيّنت الحكومة الانتقالية ميساء صابرين محافظًا للبنك المركزي السوري. صابرين، التي شغلت مناصب عليا في البنك، من بينها نائب المحافظ ومدير الإشراف، كانت أيضًا عضوًا في مجلس إدارة سوق دمشق للأوراق المالية منذ عام 2018.
يأتي هذا التعيين ضمن جهود الحكومة لتحسين الوضع الاقتصادي وإعادة الثقة بالمؤسسات المالية في ظل التحولات الجذرية التي تشهدها البلاد.
تحركات دبلوماسية لتعزيز العلاقات الإقليمية والدولية
على الصعيد الدولي، التقى الجولاني بوفد أوكراني برئاسة وزير الخارجية أندريه سيبيها، كما أُعلن عن زيارة قريبة لوزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني إلى السعودية.
وتهدف هذه التحركات إلى بناء علاقات متوازنة مع الدول الإقليمية، بما فيها إيران، مع التركيز على احترام سيادة الدول.
إيران من جهتها، عبرت عن دعمها لتشكيل حكومة شاملة في سوريا، وفق تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
اشتباكات دامية بين الفصائل المدعومة من تركيا وقوات سوريا الديمقراطية
تستمر الاشتباكات في شمال سوريا بين الفصائل الموالية لتركيا وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة. أفادت التقارير بمقتل 31 من المقاتلين في معارك عنيفة. يشكل هذا الصراع تحديًا كبيرًا للحكومة الانتقالية التي تسعى إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة.
إسرائيل تدعم الأكراد وتتقدم في الجنوب
تواصل إسرائيل توسيع نفوذها في جنوب سوريا، حيث وصلت قواتها إلى مدينة البعث. بالتزامن، تُجري اتصالات مع الأكراد لدعمهم في مواجهة الفصائل المدعومة من تركيا.
كما استهدفت الغارات الإسرائيلية مواقع تابعة للنظام السوري، مما أسفر عن مقتل 11 شخصًا وتدمير مستودعات أسلحة.
مواقف دولية من النظام السابق
في تصريحات لافتة، انتقدت روسيا بشار الأسد بسبب “عدم قدرته على تلبية احتياجات الشعب”، رغم الدعم الذي تلقاه خلال فترة الصراع.

أسماء الأسد تواجه قيودًا في بريطانيا
أكدت الحكومة البريطانية أن أسماء الأسد، زوجة بشار الأسد، لن تتمكن من دخول المملكة المتحدة لتلقي العلاج الطبي، بسبب بطلان جواز سفرها. تعاني أسماء من سرطان الدم في مرحلة حرجة، وكانت قد تغلبت على سرطان الثدي سابقًا في 2019.
تأتي هذه التطورات في ظل مشهد سياسي وعسكري متغير في سوريا، حيث تحاول الحكومة الانتقالية بقيادة الجولاني تعزيز سلطتها وإعادة بناء الدولة وسط تحديات محلية وإقليمية ودولية.
اقرأ أيضا:
رجب طيب أردوغان: السلطان الحديث واستراتيجية العمق الاستراتيجي
سوريا وإسرائيل وتركيا في مرحلة ما بعد الأسد: مسار تصادمي لا يناسب أحدًا
التعليقات متوقفه