البابا الجديد يخاطب العالم من شرفة القديس بطرس: “السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات”
شيخ الأزهر يهنئ البابا الجديد: نتطلع لتعزيز الحوار بين الأديان
كتبت : نجاة أبو قورة
لحظة تاريخية في الفاتيكان: انتخاب أول بابا أمريكي يشعل الفرح في ساحة القديس بطرس
أكثر من 150 ألف شخص احتشدوا في ساحة القديس بطرس.. و“الدخان الأبيض” يعلن ميلاد الحبر الأعظم الجديد: البابا ليو الرابع عشر
في مشهد مهيب سيظل راسخًا في ذاكرة الكنيسة الكاثوليكية والعالم، شهدت ساحة القديس بطرس في الفاتيكان مساء الخميس واحدة من أكثر اللحظات التاريخية تأثيرًا، حيث أعلن الكاردينال البروتودياكون “مامبرتي” في تمام الساعة السابعة مساءً عن انتخاب الكاردينال الأمريكي روبرت فرانسيس بريفوست حبرًا أعظم للكنيسة، ليصبح البابا ليو الرابع عشر، البابا رقم 267 في تاريخ الكاثوليكية، والأول على الإطلاق القادم من أمريكا الشمالية.
🔹 دخان أبيض ومشاعر بيضاء
تصاعد الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة سيستين عند الساعة السادسة والنصف مساءً، في إعلان رمزي طالما انتظره الملايين حول العالم، قبل أن تُقرع أجراس كنيسة القديس بطرس معلنة انتخاب البابا الجديد. وعمّت الساحة صيحات الفرح والتصفيق من جموع الحاضرين، الذين قُدّر عددهم بأكثر من 150 ألف شخص، توافدوا منذ ساعات الصباح الأولى لمتابعة الحدث التاريخي.
البابا يلقي كلمته الأولى: “السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات”
وبعد دقائق من الإعلان، أطل البابا ليو الرابع عشر من شرفة كاتدرائية القديس بطرس، حيث وجه تحيته الأولى قائلًا:
“السلام عليكم جميعًا، أيها الإخوة والأخوات في العالم كله”، في لفتة بدت جامعة ومعبرة عن رؤيته للسلام والانفتاح.
ولأول مرة في تاريخ البابوية، ألقى البابا المنتخب كلمته مكتوبة، خلافًا للتقليد البابوي السابق حيث كان الخطاب الأول يُلقى ارتجالًا من نافذة القصر الرسولي.
من شيكاغو إلى سدة الكرسي الرسولي
البابا الجديد روبرت فرانسيس بريفوست، البالغ من العمر 69 عامًا، وُلد في شيكاغو وكان يشغل منصب محافظ دائرة الأساقفة، ورئيس اللجنة البابوية لشؤون أمريكا اللاتينية. وهو راهب من الرهبنة الأوغسطينية ويمتلك خبرة تبشيرية طويلة، خاصة في بيرو، حيث عمل كأسقف لتشيكلايو.
اختار اسمه البابوي “ليو الرابع عشر”، خلفًا لسلسلة من الباباوات حملوا هذا الاسم، أبرزهم ليو الثالث عشر المعروف بمواقفه التقدمية ودوره في القضايا الاجتماعية في أواخر القرن التاسع عشر.
لحظة إنسانية مؤثرة: “غرفة الدموع“
بعد انتخابه، دخل البابا إلى ما تُعرف بـ”غرفة الدموع”، وهي غرفة داخل كنيسة سيستين خُصصت لارتداء الرداء البابوي. وتُجهز بثلاثة أثواب مختلفة الأحجام تمهيدًا للحظة التاريخية، التي وصفها كثيرون بأنها الأكثر رهبة وتأثيرًا في حياة أي كاردينال.
ردود فعل دولية: تهاني من قادة العالم
- الرئيس الأمريكي قال عبر صفحته الرسمية:
“لشرف عظيم أن يكون الكاردينال بريفوست أول بابا أمريكي. لا أطيق انتظار لقائه.” - رئيس الجمهورية الإيطالية بعث برسالة تهنئة جاء فيها:
“السلام الذي تدعون إليه هو أمل البشرية في عالم يعاني من الصراعات والدمار.” - شيخ الأزهر هنأ البابا عبر صفحته الرسمية، معربًا عن تطلعه للعمل مع قداسته لتعزيز الحوار بين الأديان ونشر ثقافة السلام.
مشهد انتخابي تقليدي.. وسرية منذ القرن 12
تتم عملية انتخاب البابا عبر مجمع الكرادلة المغلق داخل كنيسة سيستين، وفقًا لتقاليد صارمة تعود إلى القرن الثاني عشر. وتُستخدم مواد كيميائية خاصة لإنتاج الدخان الأبيض عند التوصل لاتفاق، أو الأسود للدلالة على عدم حصول أي مرشح على الأغلبية المطلوبة.
وقد شهدت الجلسات السابقة تصويتات لم تؤدِّ إلى نتيجة، وسط ترقب عالمي، قبل أن يحسم الاقتراع الرابع اسم البابا الجديد.
أقوى المرشحين الذين لم يُختاروا
رغم التوقعات التي رجّحت كفة الكاردينال الفلبيني لويس أنطونيو تاغلي، والكاردينال الإيطالي بيترو بارولين، بالإضافة إلى الكاردينال الغاني بيتر توركسون، فإن الكرادلة اجتمعوا على اختيار بريفوست، في لحظة تُؤذن بتحول في بوصلة الكنيسة تجاه القارات الجديدة.
خلاصة
انتخاب البابا ليو الرابع عشر يُعد لحظة فارقة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية. فإلى جانب كونه أول بابا أمريكي، فهو أيضًا يحمل رسالة أمل وسلام في عالم تمزقه الصراعات. من شرفته المطلة على العالم، بدأ الحبر الأعظم الجديد رحلته بنداء للسلام.. نداء يأمل الملايين أن يتحقق في عهده.
اقرأ أيضا:
الفاتيكان ينتخب ليو الرابع عشر: بابا أمريكي للمرة الأولى في تاريخ الكنيسة
التعليقات متوقفه