شبكة فساد تهز كييف… تحقيقات تكشف دائرة نفوذ مقربة من زيلينسكي تتلقى رشاوى بملايين الدولارات

0 62

تتكشف في كييف فضيحة فساد واسعة تهدد إحدى أكثر الدوائر حساسية داخل السلطة الأوكرانية. فالتنصّت الذي أجرته وكالة مكافحة الفساد يكشف تفاصيل صادمة عن طريقة نقل الأموال، وعن شبكة نفوذ تتصرف بثقة مطلقة، وكأنها محصنة من أي عقاب.

في تسجيل صوتي واحد، يروي تيمور مينديتش، أحد أبرز المتهمين، كيف حمل صندوقًا يشبه حقيبة اللابتوب. قال: كان فيه مليون وستمائة ألف دولار… حملته بيدي عبر شوارع كييف. لم يكن الأمر ممتعًا إطلاقًا.

ضحكات على الهاتف، وأسماء لمسؤولين كبار، وتلميحات إلى الرئيس فولوديمير زيلينسكي نفسه… كلها كانت تُلتقط في الوقت نفسه من قبل المحققة المخضرمة أولينا شيربان، التي أدركت أنها وصلت إلى “الدائرة الداخلية” للسلطة.

عمولات بملايين الدولارات

تتهم وكالة مكافحة الفساد مجموعة وُصفت بأنها “نظام إجرامي”، فرضت عمولات تتراوح بين 10% و15% على جميع عقود شركة الطاقة النووية الحكومية إنيرهواتوم. وتشير التقديرات الأولية إلى سرقات تتراوح قيمتها بين 75 و100 مليون يورو.

رجل أعمال في قطاع الطاقة أكد لصحيفة كوريري أن المجموعة لم تكن تتعامل بالنقد إلا نادرًا، موضحًا أن الأساليب الشائعة شملت:

  • شركات استشارات وسيطة لتغطية المدفوعات.
  • مخالفات ضريبية مصطنعة تُفرض على رجال الأعمال.
  • غرامات مبالغ فيها يسهل “حلها” بالطرق المناسبة.

وأظهرت التحقيقات حالة أخرى تتعلق بتبرع إنساني بقيمة مليون يورو لإحدى الكنائس، تبيّن لاحقًا أن 80% من المبلغ اختفى تحت بند “نفقات تمثيل وتواصل.

نفوذ يرماك والدائرة المحيطة

تركز الشبهات على المستشار الرئاسي القوي أندريه يرماك، الذي يُعتقد أنه صمم شبكة النفوذ، وحدد قواعد اللعبة السياسية والاقتصادية داخل “الدائرة الضيقة” المحيطة بالرئيس. وقد عززت هذه الدائرة سلطتها بفضل:

  • حالة الطوارئ المعلنة بعد الحرب عام 2022.
  • الأغلبية البرلمانية الساحقة (254 نائبًا من أصل 450).

لكن شخصيات بارزة حاولت الوقوف في وجه هذا النفوذ، منها:

  • رئيسة الوزراء يوليا سفيردينكو، التي حظيت بدعم وزارة الخزانة الأمريكية.
  • القائد العسكري السابق فاليري زالوجني.
  • وزير الخارجية دميترو كوليبا.
  • نائب رئيس الوزراء ميخايلو فيدوروف.
  • رئيس الوزراء السابق أولكسندر كوبراكوف.

حتى روستم أوميروف، وزير الدفاع السابق ورئيس مجلس الأمن القومي الحالي، ظهر اسمه في إطار التحقيقات المتعلقة بيـرماك.

اعتقالات ورسائل تحذير

أولى الصدمات حدثت في يونيو الماضي، حين اعتقلت السلطات نائب رئيس الوزراء السابق أوليكسي تشيرنيسوف، قبل الإفراج عنه بكفالة بقيمة 2.9 مليون دولار.

وكان لقبُه داخل الدائرة “تشي غيفارا”، رغم أن نشاطه لم يكن ثوريًا كما ادّعى. فقد عُثر، وفق التحقيقات، على رشاوى نقدية في مكتبه، وفي عيادة طبية، وحتى في أظرف كانت تُسلّم لزوجته.

أزمة ثقة سياسية

نواب في البرلمان الأوكراني يرون أن المشكلة الأساسية تكمن في الرئيس زيلينسكي نفسه، الذي – بحسب قولهم – “لم يستمع لمن حذروا من السرقات”.

ويعتقد محللون أن هذه القضية قد تكون الأخطر على الرئيس منذ اندلاع الحرب، ليس فقط بسبب حجم الأموال، بل لأنها تمس دائرته الأقرب.

Visited 7 times, 7 visit(s) today
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق