اعتقالات في تركيا على خلفية رسم كاريكاتوري مثير للجدل: مجلة “ليمان” تحت النار واحتجاجات تندلع في إسطنبول

143

كتبت:بريجيت محمد

أعلنت السلطات التركية، يوم الإثنين، عن اعتقال أربعة من رسامي الكاريكاتير العاملين في مجلة “ليمان” الساخرة، على خلفية رسم كاريكاتوري اعتُبر مسيئًا للدين الإسلامي،

وأثار موجة غضب واسعة في أوساط المسلمين المحافظين في البلاد. ويُظهر الرسم، الذي نُشر مؤخرًا في المجلة، شخصية تحمل اسم “محمد” وهي تصافح “موسى”، في خلفية تتخللها صواريخ، في مشهد يشير ضمنًا إلى التصعيد العسكري الأخير بين إسرائيل وإيران.

وزيرا الداخلية والعدل يدينان… وتهم بـ”التحريض والإساءة للدين”

شارك وزير الداخلية التركي، علي يرليكايا، مقاطع فيديو عبر منصة “X” (تويتر سابقًا)، تظهر لحظات مداهمة منازل الرسامين وتقييدهم واعتقالهم، من بينهم الرسام دوغان بهليفان، الذي نسب إليه العمل الكاريكاتيري. ووصف يرليكايا الرسم بأنه “وضيع”، واعتبر رساميه “وقحين”.

وفي موازاة ذلك، أعلن وزير العدل التركي، يلماز تونج، أن السلطات القضائية فتحت تحقيقًا رسميًا بحق الرسامين، بتهمة التحريض على الكراهية العامة والإساءة العلنية إلى القيم الدينية، وفقًا لقوانين العقوبات التركية.

وأكد تونج أن عدد الموقوفين حتى الآن بلغ ستة أشخاص، بينهم أحد محرري المجلة الذي تم التعريف به بالأحرف الأولى “A.Y.”

احتجاجات أمام مقر المجلة واشتباكات مع الشرطة

وشهدت مدينة إسطنبول مساء الاثنين تجمعًا احتجاجيًا لنحو 250 شخصًا من المسلمين المحافظين، الذين احتشدوا أمام مقر مجلة “ليمان” وحانة يرتادها بعض أعضاء طاقم التحرير.

ورفع المحتجون شعارات تندد بالرسم، وطالبوا بمحاسبة المسؤولين عنه. ووثقت مقاطع فيديو تم تداولها عبر الإنترنت محاولات بعض المحتجين اقتحام مبنى المجلة، قبل أن تتدخل الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريقهم.

وأفادت تقارير محلية بأن موقع المجلة الإلكتروني بات غير متاح منذ ساعات مساء الاثنين، في ظل تصاعد التوتر والضغوط.

المجلة: تم تحريف المعنى عمدًا والرسم لا يصور النبي

وفي بيان رسمي، أعربت مجلة “ليمان” عن أسفها للقراء الذين وجدوا الرسم مسيئًا، لكنها أكدت أن الرسالة قد أسيء فهمها أو “فُسرت عمدًا بشكل خاطئ” بهدف إثارة الجدل.

وأوضحت أن الرسام دوغان بهليفان كان يقصد تسليط الضوء على “معاناة مسلم قُتل في الهجمات الإسرائيلية”، وليس الإساءة إلى الدين أو إلى شخصية النبي محمد.

من جهته، قال رئيس تحرير المجلة، تونكاي أكغون، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الرسم لم يكن بأي حال من الأحوال تصويرًا للنبي محمد، مشيرًا إلى أن اسم “محمد” شائع ويحمله أكثر من 200 مليون شخص في العالم الإسلامي، ما يجعل تحديد نية الإساءة أمرًا غير دقيق أو مبررًا.

“ليمان”: بين حرية التعبير وغضب الشارع

يُذكر أن مجلة “ليمان”، التي تأسست عام 1991، تُعرف بسخريتها السياسية اللاذعة، وغالبًا ما تواجه انتقادات وهجمات من التيارات اليمينية والدينية المحافظة في تركيا.

 وقد سبق أن تعرضت لهجوم واسع لدعمها مجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية بعد الهجوم الإرهابي في باريس عام 2015.

وتأتي هذه القضية في سياق حساس يتعلق بحرية التعبير في تركيا، وتوازنها مع احترام الرموز الدينية، في ظل مجتمع متعدد التوجهات، وسياسات حكومية تتعامل بصرامة مع ما تعتبره “إساءة دينية” أو “تحريضًا على الكراهية”.

اقرأ أيضا:

شارلي إبدو” تُثير الجدل: جورجيا ميلوني ترضع “إيلون ماسك” في رسم كاريكاتوري مثير “صور”
رئيس فرنسا بعد “قطع رأس” معلم تاريخ وجغرافيا: “هجوم إرهابي إسلامي” و “الظلامية لن تنتصر” .. والأزهر يدين الحادث

Visited 29 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه