انقسام أمريكي حاد بشأن تدخل عسكري محتمل ضد إيران

0 85

انقسام أمريكي حول تدخل عسكري محتمل ضد إيران: بين المخاوف الأمنية ورفض الحروب

يثير الحديث المتزايد عن احتمال تدخل عسكري أمريكي ضد إيران انقساماً واضحاً في الداخل الأمريكي، خاصة داخل الحزب الجمهوري، الذي تتنازعه تيارات مؤيدة للتدخل العسكري وأخرى تنزع نحو الانعزالية، وهو توجه تقليدي لدى قاعدة اليمين.

في تغريدة لافتة، رفضت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين التصعيد ضد طهران، وكتبت: “من يطالبون بدخول الولايات المتحدة في الحرب بين إسرائيل وإيران لا يمثلون نهج ‘أمريكا أولاً’ أو حركةMAGA.

التمني بموت الأبرياء أمر مشين. لقد سئمنا الحروب الخارجية”. في المقابل، استخدمت السيناتور ليندسي غراهام خطابًا أكثر تشددًا، حيث وصفت إيران بـ”الدولة الدينية” التي تسعى لاستخدام سلاح نووي “لقتل جميع اليهود”، ورأت أنها تهدد الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل مباشر.

ترامب يصعّد… وقاعدته تميل للانعزال

أطلق الرئيس السابق دونالد ترامب تصريحات تصعيدية في 16 يونيو، مؤكدًا أن “الولايات المتحدة تسيطر بالكامل على سماء إيران”، واصفًا المرشد الأعلى علي خامنئي بـ”الهدف السهل”، قبل أن يهدد بـ”قتله” إن لم تستسلم إيران “دون شروط”.

ومع ذلك، لا تزال التساؤلات قائمة حول ما إذا كانت هذه التصريحات مجرد تهديدات إعلامية أم تمهيدًا لتحرك عسكري.

ورغم هذه النبرة الحادة، يظهر ناخبو التيار اليميني تحفظًا تجاه التدخلات الخارجية، وهو ما يعكس توجهًا راسخًا في القاعدة الجمهورية المعارضة لإرسال قوات أمريكية إلى الخارج. لذلك تبدو الأزمة الإيرانية بمثابة اختبار سياسي حساس.

شكوك حول التهديد النووي… وتصعيد سياسي

بينما يصر بعض السياسيين على اقتراب إيران من حيازة قنبلة نووية، أكدت تولسي غابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية، أن إيران لا تطور حاليًا سلاحًا نوويًا، مشيرة إلى أن خامنئي أوقف البرنامج العسكري منذ عام 2003. تصريحاتها تتناقض مع الموقف الرسمي للرئيس، وتعيد إلى الأذهان إخفاق الاستخبارات في حرب العراق عام 2003.

استطلاعات الرأي: إيران تُقلق الأمريكيين… ولكن أقل من الصين وروسيا

أظهرت استطلاعات أجرتها فوكس نيوز في 2019 أن 53% من الأمريكيين يؤيدون عملاً عسكريًا لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية، مقابل 30% عارضوا ذلك. كما اعتبر 65% من الجمهوريين و57% من الديمقراطيين أن طهران تشكل تهديدًا للأمن القومي.

أما استطلاع غالوب لعام 2024، فقد كشف أن 93% من الجمهوريين و70% من الديمقراطيين يرون في البرنامج النووي الإيراني تهديدًا خطيرًا، في حين أظهر استطلاع مركز بيو أن 64% من الأمريكيين يرون الصين الخطر الأكبر، تليها روسيا بنسبة 59%، فيما تراجعت إيران إلى 42%.

مقتل سليماني: حادثة فارقة

لا تزال حادثة اغتيال الجنرال قاسم سليماني عام 2020 حاضرة في الذاكرة، حين أمر ترامب باستهدافه بطائرة مسيرة رداً على هجوم ميليشيات شيعية.

ورغم أن غالبية الأمريكيين أيّدوا العملية، إلا أن كثيرين اعتبروا أن سياسة ترامب تجاه إيران زادت من المخاطر الأمنية على الولايات المتحدة.

الرهان اليوم يكمن في مدى قدرة الإدارة الأمريكية على إقناع الشارع بأن الخطر الإيراني حقيقي ووشيك، بالرغم من شكوك الاستخبارات. وفي ظل الانقسام الداخلي، تبقى أي مغامرة عسكرية محفوفة بالمخاطر السياسية والشعبية.

Visited 7 times, 1 visit(s) today
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق