تصعيد خطير: روسيا تقصف كييف بطائرات مسيّرة وصواريخ فرط صوتية

شهدت الجبهة الأوكرانية ليلة عسكرية هي الأعنف منذ أسابيع، بعدما شنت القوات الروسية هجومًا واسعًا استخدمت فيه طائرات مسيّرة وصواريخ فرط صوتية من طراز كينجال، مستهدفة العاصمة كييف وعددًا من المدن المحيطة بها.

وأفادت السلطات الأوكرانية بوقوع انفجارات في كييف وفاستيف ودنيبرو ومناطق عدة في مقاطعة دنيبروبتروفسك، فيما أعلنت القوات الجوية عن رصد صواريخ كروز موجهة نحو مناطق سومي وتشيرنيهيف وبولتافا وتشيركاسي.

ثلاثة مصابين جراء القصف في منطقة كييف

وأكدت مصادر محلية إصابة ثلاثة أشخاص في قصف روسي استهدف مناطق قرب العاصمة. وأوضح ميكولا كلاشنيك، حاكم منطقة كييف، أن رجلًا يبلغ 42 عامًا أُصيب بشظايا في مدينة فاستيف، الواقعة على بُعد نحو 60 كيلومترًا جنوب غرب العاصمة.

كما أصيبت امرأتان تبلغان 40 و46 عامًا في منطقة فيشهورود شمال كييف.
وبحسب هيئة السكك الحديدية الأوكرانية، فقد تعرضت البنية التحتية في فاستيف لقصف “مكثّف” ألحق أضرارًا بالغة بمرافق النقل.

ترامب يلوّح بتهديد لأوروبا: “حضارتكم مهددة بالاختفاء“

وفي سياق موازٍ، أثار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جدلًا واسعًا بعد تصريحات حادة اعتبر فيها أن أوروبا “تخاطر بمحو حضارتها” إذا لم تُجرِ تغييرات جذرية في سياساتها.
وجاءت هذه التصريحات ضمن وثيقة صادرة عن البيت الأبيض تتعلق باستراتيجية الأمن القومي، جاء فيها: “إذا استمرت الاتجاهات الحالية، ستصبح القارة مختلفة تمامًا خلال عشرين عامًا أو أقل.”
وخلال اجتماعات عقدت في واشنطن بين مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية وممثلين أوروبيين، شدد الجانب الأمريكي على ضرورة “إحكام السيطرة على الناتو بحلول عام 2027”.

ملف الأصول الروسية يشعل الخلاف مجددًا

ومن أبرز التحديات الراهنة بين الطرفين ملف الأصول الروسية المجمدة، إذ يلوّح الاتحاد الأوروبي بخطة لاستخدامها لدعم قرض كبير لأوكرانيا، بينما لا تنوي الولايات المتحدة تنفيذ الخطوة نفسها.

وتشهد بروكسل حراكًا دبلوماسيًا واسعًا لإقناع بلجيكا بالانضمام للخطة، مع استعداد رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لعقد لقاءات رفيعة المستوى لبحث الأمر، مؤكدة: “على دول الاتحاد أن تتقاسم المخاطر.”

وفي فرنسا، أعلنت السلطات رفع حالة التأهب بعد رصد طائرات مسيّرة تحلق فوق قاعدة للغواصات النووية، حيث تعاملت وحدات الدفاع بالمدفعية مع الأجسام واعترضتها.

موسكو: “الاتحاد الأوروبي لا يُظهر تعاونًا“

على الجانب الروسي، اتهم الكرملين الاتحاد الأوروبي بعدم التعاون، مشيرًا في الوقت نفسه إلى “تقدم” في الاتصالات مع الولايات المتحدة، رغم عدم وجود أي خطط راهنة لإجراء مكالمة بين الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس ترامب.

وأكدت موسكو أنها تنتظر ردًا أمريكيًا بعد اجتماع بين بوتين ورئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف (أو الشخصية المشار إليها في النص الأصلي)، مشددة على استمرار موقفها المتشدد:
“إمّا أن تنسحب كييف من دونباس، أو سنستعيد الأراضي بالقوة“، على حد وصف بوتين، الذي جدّد التحذير من توسع الناتو شرقًا واعتباره “تهديدًا مباشرًا”.

وفي تطور آخر، أفادت وكالة بلومبرغ بأن واشنطن علّقت جزءًا من العقوبات على شركة لوك أويل الروسية، في خطوة تأتي ضمن ضغوط أمريكية على عدة دول أوروبية لثنيها عن استخدام الأصول الروسية المجمدة في تمويل الدعم المخصص لأوكرانيا.

اقرأ أيضا:

خطة سلام أمريكية مثيرة للجدل تدعو كييف للتنازل عن أراضٍ وتقليص جيشها