دموع كيم جونغ أون في وداع الجنود: خمسة توابيت فقط لقرابة خمسة آلاف قتيل في روسيا… و6 آلاف آخرون يستعدون للمغادرة

118

شهدت العاصمة الكورية الشمالية بيونغ يانغ مراسم جنائزية رسمية حافلة بالأبهة لتكريم عدد محدود من الجنود الكوريين الشماليين الذين لقوا حتفهم في العمليات القتالية إلى جانب القوات الروسية في منطقة كورسك،

في الأشهر الأخيرة. ورغم تقديرات أجهزة الاستخبارات التي تشير إلى سقوط نحو 4700 جندي كوري شمالي في المعارك، لم يظهر خلال المراسم سوى أربعة أو خمسة توابيت فقط، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة دعائية تهدف إلى تهدئة الرأي العام المحلي، الذي يتزايد قلقه بشأن إرسال أعداد كبيرة من الشباب إلى جبهات القتال البعيدة.

وركزت كاميرات التلفزيون الرسمي خلال الحدث على الزعيم كيم جونغ أون، الذي ظهر وهو يبكي أثناء تغطيته لأحد التوابيت بعلم كوريا الشمالية، راكعًا ومؤديًا التحية، في مشهد بدا أنه محاولة لإظهار مشاعر الحزن والتأثر، وسط عزف موسيقى جنائزية حزينة وبحضور وفد روسي رسمي.

تناقض بين الرواية الرسمية والواقع الميداني

وبينما تروج وسائل الإعلام الرسمية في بيونغ يانغ لانتصار عسكري “تاريخي”، يرى محللون أن ما جرى في الواقع هو “مجزرة” راح ضحيتها آلاف الجنود الكوريين الشماليين، الذين تم الدفع بهم إلى الخطوط الأمامية في دور أقرب إلى “الدروع البشرية” لحماية التقدم الروسي من الهجمات الأوكرانية المضادة.

وتغيب تمامًا في الرواية الرسمية أية إشارات إلى الخسائر البشرية أو أوضاع المقاتلين على الجبهة، إذ تكتفي السلطات بعرض مراسم دفن رمزية لقلة من القتلى.

وبحسب مصادر مطلعة، فإن هذه المراسم تأتي قبيل إرسال دفعة جديدة تضم ستة آلاف رجل إلى روسيا، يُنتظر أن يشارك خمسة آلاف منهم في تشييد مبانٍ استراتيجية، فيما يتولى نحو ألف مهمة إزالة الألغام المضادة للأفراد بطرق وُصفت بأنها “بالغة الوحشية”، حيث يُجبرون على السير فوقها لتفجيرها بأجسادهم.

تحالف عسكري في ظل دماء تُسفك

وتتزامن هذه التطورات مع مرور عام على توقيع اتفاق التعاون العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية، والذي يُروَّج له في الإعلام الكوري الشمالي على أنه نجاح جيوسياسي وعسكري كبير للبلاد.

وقد جرى خلال مراسم التشييع عرض مقاطع فيديو لتوقيع ما وصفته بيونغ يانغ بـ”خطط التحرير العملياتية” الخاصة بمنطقة كورسك.

لكن خلف هذا المشهد المهيب، يبقى مصير الآلاف من الجنود الكوريين الشماليين الذين يُرسلون إلى جبهات القتال غامضًا ومثيرًا للقلق، في ظل تصاعد الانتقادات الدولية والاستخباراتية بشأن دور كوريا الشمالية في دعم الحرب الروسية على أوكرانيا، وما يترتب عليه من خسائر بشرية فادحة.

اقرأ أيضا:
كوريا الشمالية تهدد أمريكا: التدخل في قضايا الكوريتين له عواقب رهيبة
كوريا الشمالية تتورط في الصراع الأوكراني: مقتل وهروب جنودها

 

Visited 21 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه