اليمين المتطرف يتهم نتنياهو بـ”الخيانة” بعد اعتذاره لقطر
نتنياهو يعتذر لقطر… واليمين المتطرف يتهمه بـ”الخيانة”
في خطوة مفاجئة أثارت جدلاً واسعاً في إسرائيل، قدّم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اعتذاراً رسمياً لقطر خلال مكالمة ثلاثية جمعته بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو ما اعتُبر شرطاً أساسياً لاستئناف المفاوضات السياسية.
هذه الخطوة، التي وُصفت بأنها “إذلال سياسي”، فجّرت موجة غضب داخل أوساط اليمين المتطرف الإسرائيلي، الذي اتهم نتنياهو بالتنازل عن صورة “الزعيم المحارب” لصالح إملاءات خارجية.
وبحسب مصادر سياسية، اعترف نتنياهو خلال الاتصال بتحمّل المسؤولية عن بعض القرارات الأمنية، مؤكداً أنه دفع باتجاه خطوات أحادية الجانب، في وقت يواجه ضغوطاً متزايدة من حلفائه في اليمين المتشدد مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.
وزير المالية سموتريتش وصف اعتذار نتنياهو بأنه “وصمة عار”، وشبّهه باتفاقية ميونيخ عام 1938 التي اعتبرها استرضاءً للنازية، متهماً نتنياهو بأنه “اختار العار وسينتهي بخوض الحرب أيضاً”.
أما وزير الأمن القومي بن غفير، فاعتبر قطر “عدواً صريحاً”، مشدداً على أنها “تموّل الإرهاب وتدعمه”، ومهاجماً أي محاولة لإعادة تأهيل صورتها عبر التفاهمات السياسية.
ويرى مراقبون أن الاعتذار جاء بضغط مباشر من الرئيس الأميركي، في إطار محاولات واشنطن لإعادة إحياء مسار المفاوضات بشأن غزة.
لكن الخطوة وضعت نتنياهو في مواجهة أزمة داخلية مزدوجة: فمن جهة يواجه محاكمات وملفات قضائية تهدد مستقبله السياسي، ومن جهة أخرى يواجه تمرداً داخل حكومته اليمينية التي كانت نتاج خياراته السياسية منذ عام 2022.
ويؤكد محللون أن نتنياهو يجد نفسه اليوم بين خيارين أحلاهما مر: الاستمرار في حرب مفتوحة تهدد استقرار المنطقة، أو القبول بتنازلات قد تعجّل بنهاية مسيرته السياسية.