من هو محمد علي أحمد الحداد؟ قائد جيش طرابلس الذي غيّبته حادثة غامضة
خيّم الحزن والقلق على المشهد السياسي والعسكري في غرب ليبيا عقب وفاة اللواء محمد علي أحمد الحداد، رئيس أركان الجيش التابع لحكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، إثر حادث تحطم طائرة على الأراضي التركية أودى بحياته مع أربعة من مرافقيه.
الحادث، الذي جاء في توقيت بالغ الحساسية، أثار تساؤلات واسعة حول تداعياته على توازن القوى الهش في البلاد.
ووقعت الحادثة بعد ساعات من مصادقة البرلمان التركي على تمديد المهمة العسكرية لأنقرة في ليبيا، وهو ما أعاد إلى الواجهة مواقف الحداد الأخيرة التي دعا فيها، رغم علاقاته الوثيقة مع الجانب التركي، إلى تقليص الوجود العسكري الأجنبي لصالح تعزيز السيادة الوطنية الليبية.
وذكرت مصادر مطلعة أن الأيام السابقة للحادث شهدت نقاشات حادة بينه وبين ضباط أتراك بشأن مستقبل هذا الوجود في طرابلس.
مسيرة عسكرية من مصراتة إلى رئاسة الأركان
وُلد محمد علي أحمد الحداد في مدينة مصراتة عام 1967، وتخرّج في الكلية العسكرية أواخر ثمانينيات القرن الماضي. خدم في الجيش الليبي خلال فترة حكم معمر القذافي، قبل أن ينضم إلى صفوف ثورة 17 فبراير 2011، حيث برز كأحد القادة العسكريين المؤثرين في غرب البلاد.
قاد الحداد لواء «هالبوس»، أحد أبرز التشكيلات العسكرية في مصراتة، وتميّز بقدراته القيادية والاستراتيجية، ما أهّله لتولي قيادة المنطقة العسكرية الوسطى عام 2017، ثم منصب رئيس أركان الجيش في سبتمبر 2020.
وخلال هذه الفترة، عمل على إعادة تنظيم القوات المسلحة وبناء جيش وطني موحد يتجاوز الانقسامات الفصائلية والولاءات الضيقة.
وكان للحداد دور محوري في صد الهجوم الذي شنّته قوات المشير خليفة حفتر على طرابلس بين عامي 2019 و2020، حيث قاد جهود التنسيق العسكري للدفاع عن العاصمة.
وفي الوقت ذاته، حافظ على نشاط دبلوماسي لافت، عبر التواصل المستمر مع قيادات عسكرية ودولية في إيطاليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، كما شارك في محادثات مع قادة عسكريين في شرق ليبيا لبحث سبل توحيد المؤسسة العسكرية.
وتأتي وفاة الحداد في مرحلة سياسية دقيقة، تزامنًا مع ترتيبات لإعادة تشكيل حكومي في طرابلس، ما يزيد من حالة عدم اليقين حول مستقبل الاستقرار في البلاد.
وبرحيله، تفقد ليبيا أحد أبرز القادة العسكريين الذين لعبوا دورًا محوريًا في إدارة الصراع والدفع نحو حلول سياسية، تاركًا فراغًا قد تكون له انعكاسات مباشرة على المشهدين الأمني والسياسي في غرب البلاد.