ألغام وكمائن وحرب عصابات… حماس تعدّ ردّها على التقدّم الإسرائيلي في غزة

0 46

تشهد مدينة غزة ساعات حاسمة في أكبر معارك العمليات البرية الإسرائيلية منذ بدء الحرب، فيما تتصاعد المخاوف من تصعيد واسع وآثار إنسانية جسيمة.

وتقول تقديرات إسرائيلية إن قواتها تسيطر على نحو 40% من أحياء المدينة، وأن المرحلة الرئيسية من الهجوم البري تهدف إلى استهداف ما تصفه بـ«مخابئ» حركة حماس داخل التجمعات المدنية.

تحذير إسرائيلي وتصعيد ميداني

وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس

حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من أن عدم إفراج حماس عن الرهائن قد يؤدي إلى «تدمير» كامل القطاع، مشدداً على أن السيطرة على مدينة غزة قد تقوّض قدرات حركة حماس القيادية.

وفي موازاة ذلك، أعلنت قوات الدفاع الإسرائيلية أنها وسّعت نطاق هجماتها البرية إلى داخل المدينة، بعد أسابيع من غارات جوية وهجمات تحضيرية.

استراتيجية القتال من طرف حماس

تُشير تقارير وتحليلات ميدانية إلى أن الحركة تعمل على تنظيم خلايا قتالية محلية داخل المدينة، معتمدةً أسلوب «حرب العصابات» والكمائن ضد التحركات الإسرائيلية، واستغلال البنية الحضرية والأنفاق كجزء من دفاعها.

وتقدّر مصادر عسكرية إسرائيلية عدد المسلحين المتبقين داخل غزة بما يتراوح بين ألفين إلى ثلاثة آلاف مقاتل، إلى جانب شبكات دعم ولوجستيات تحت الأرض.

مواجهة قد تطول

يرى قادة عسكريون إسرائيليون أن إنجاز الأهداف المعلنة من العملية قد يستغرق أسابيع أو أشهر، وأن العمليات داخل المدينة ستكون معقّدة ومكلفة إنسانياً.

بدورها تؤكد متحدثة باسم الجيش أن حماية الرهائن تمثل أولوية لكنّها تتهم حماس باستغلال المدنيين، وهو اتهام تنفيه حركة حماس وتكرر مطالبتها بوقف فوري للعمليات.

آثار بشرية ودمار واسع

أظهرت لقطات وصور ميدانية دماراً كبيراً في أحياء شمال غزة، حيث تحول كثير من المباني السكنية إلى أكوام حطام إثر غارات ليلية مكثفة. وتستمر جهود الفرق المحلية والدولية في انتشال الجثث وتقديم المساعدات، وسط تحذيرات من تدهور الوضع الإنساني ومعاناة المدنيين.

سيناريوهات وخيارات السياسة

المعركة في مدينة غزة تضع الأطراف الإقليمية والدولية أمام معضلة: ربط تحقيق أهداف أمنية من طرف إسرائيل بمخاطر إنسانية وسياسية كبيرة، مقابل قدرة حماس على استنزاف القوة المهاجمة عبر أساليب القتال غير النظامية.

وتشير التقديرات إلى أن الحسم الميداني الكامل يواجه عقبات لوجستية واجتماعية وقانونية قد تطيل أمد المواجهة.

الخلاصة: المواجهة الحالية في مدينة غزة تبدو مفتوحة على احتمال استمرارية طويلة وصعبة، مع تبادل اتهامات متزايد بين الجيش الإسرائيلي وحماس حول أساليب القتال والالتزام بقواعد الاشتباك، فيما يبقى المدنيون هم الضحايا الأبرز لهذا التصعيد.

اقرأ أيضا:

 

Visited 4 times, 4 visit(s) today
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق