“ترامب يحصل على دعم استثماري سعودي بـ600 مليار دولار لدعم الاقتصاد الأمريكي”
"زيارة ترامب للسعودية وقطر والإمارات تهدف إلى تعزيز الشراكات الاقتصادية والاستثمارات العسكرية"
ترامب في الرياض: تحركات لتوطيد العلاقات الاقتصادية والعسكرية بين الولايات المتحدة ودول الخليج
وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، إلى العاصمة السعودية الرياض، في مستهل أول جولة خارجية له خلال ولايته الرئاسية الثانية، والتي تشمل كلاً من قطر والإمارات العربية المتحدة.
وتأتي الزيارة بعد توقف قصير في روما لحضور مراسم وداع البابا فرنسيس، ما أجبره على تعديل جدول جولته الشرق أوسطية.
وكانت السعودية المحطة المفضلة للرئيس ترامب للبدء بجولته الخارجية، في مسعى لإعادة تشكيل الشراكات الاستراتيجية وتعزيز العلاقات الاستثمارية بين واشنطن ودول الخليج، خاصة المملكة العربية السعودية، التي أعلنت في وقت سابق نيتها استثمار نحو 600 مليار دولار في الولايات المتحدة على مدار السنوات الأربع المقبلة.
استثمارات سعودية طموحة واهتمام أمريكي متزايد
يحمل ترامب في جعبته ملفات اقتصادية وأمنية شائكة، ويأمل في تأمين المزيد من الاستثمارات الخليجية، وسط محاولات سعودية لتعزيز رؤية 2030، الهادفة إلى تنويع الاقتصاد وتقليص الاعتماد على النفط. وتسعى الرياض إلى جذب أكثر من 100 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة سنويًا خلال الأعوام الخمسة المقبلة، لا سيما في قطاعات التكنولوجيا، التعدين، السياحة، والترفيه.
صندوق الاستثمارات العامة السعودي يمتلك بالفعل حصصًا كبيرة في شركات أمريكية كبرى مثل “أوبر”، لكن محللين شككوا في واقعية الرقم المستهدف، خاصة في ظل تراجع أسعار النفط المتأثرة بسياسات تجارية فرضتها إدارة ترامب نفسها في وقت سابق.
تسهيلات أمريكية في مجالات التكنولوجيا والدفاع
في خطوة تصالحية، خفف ترامب القيود المفروضة على صادرات الرقائق المتقدمة إلى عدد من الدول، من بينها السعودية، بعد أن كانت قد فُرضت في عهد سلفه جو بايدن بدوافع تتعلق بالأمن القومي والحد من وصول الصين إليها عبر أطراف ثالثة.
وتطمح الرياض كذلك إلى توسيع فرص الحصول على معدات عسكرية أمريكية متقدمة، وهي مطالب يبدو أن ترامب على استعداد لتلبيتها. فقد أصدر مؤخرًا أمرًا تنفيذيًا يسهل تصدير الأسلحة والمعدات الدفاعية الأمريكية، ما يعكس دعمًا واضحًا لتعزيز التعاون الأمني مع دول الخليج.
منتدى اقتصادي موسع في الرياض
ويُعقد في الرياض منتدى استثماري واسع بحضور أكثر من ألفي مشارك، يناقش قضايا تتعلق بالاستدامة، الذكاء الاصطناعي، التكنولوجيا، الفضاء، الدفاع، والرعاية الصحية. ومن بين المشاركين وزراء سعوديون بارزون، مثل وزير الطاقة الأمير عبد العزيز بن سلمان، ووزير الاستثمار خالد الفالح، ووزير المالية محمد الجدعان.
كما يشارك من الجانب الأمريكي عدد من كبار الرؤساء التنفيذيين، مثل ستيفن شوارزمان (بلاكستون)، لاري فينك (بلاك روك)، جين فريزر (سيتي غروب)، وأرفيند كريشنا (آي بي إم)، بالإضافة إلى روث بورات، الرئيس التنفيذي لشركة ألفابت المالكة لغوغل، وديفيد ساكس، مستشار الذكاء الاصطناعي والتشفير في البيت الأبيض.
محطات خليجية إضافية وصفقات مثيرة للجدل
من المقرر أن يواصل ترامب جولته الخليجية يوم الأربعاء، بحضوره قمة قادة دول الخليج في الرياض، قبل أن يتوجه إلى الدوحة ثم أبو ظبي. وتعتزم الإمارات الإعلان عن خطة استثمارية بقيمة 1.4 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي، فيما من المرتقب أن تكشف قطر عن استثماراتها خلال الأيام المقبلة.
وفي سياق لافت، قدمت قطر عرضًا للرئيس الأمريكي يتضمن طائرة خاصة بقيمة 400 مليون دولار لتحل مؤقتًا محل طائرة الرئاسة الأمريكية المتأخرة في التصنيع. ورغم ترحيب ترامب بالعرض، اعتبره الديمقراطيون انتهاكًا محتملًا للدستور الأمريكي وقضية فساد يجب التحقيق فيها.
آمال خليجية بدعم أمريكي أقوى
تسعى دول الخليج، في مقدمتها السعودية، إلى تعزيز التحالف مع واشنطن بعد سنوات من التردد في سياسات الإدارة الأمريكية السابقة. وتُعد زيارة ترامب الحالية محاولة جديدة لإعادة تشكيل التوازن في العلاقات الاستراتيجية بين الجانبين، في ظل واقع اقتصادي وأمني متغير إقليميًا ودوليًا.
اقرأ أيضا:
ترامب يبدأ جولته في الشرق الأوسط من السعودية وسط ملفات ملتهبة
التعليقات متوقفه