الفلسطينية دانيا حناتشا تروي معاناتها داخل السجون الإسرائيلية: “لم أعرف أبداً لماذا اعتقلوني”

441

ترجمة: سارة غنيم

وسط حشد كبير من الأهل والأصدقاء، استُقبلت الفلسطينية دانيا حناتشا، المعتقلة السابقة في السجون الإسرائيلية، في احتفال أقيم في كنيسة سيدة البشارة بمدينة رام الله.

دانيا، التي تبلغ من العمر 21 عاماً، كانت واحدة من بين 90 أسيراً فلسطينياً أُفرج عنهم ضمن اتفاق الهدنة الأخير بين إسرائيل وحركة حماس، بحسب صحيفة “كوريري ديلا سيرا” الإيطالية.

الاعتقال بلا تهمة

في حوار مع الصحيفة الإيطالية، صرحت دانيا بأنها لم تُبلغ قط بسبب اعتقالها.

وقالت:”أنا واحدة من آلاف الفلسطينيين الذين يتم اعتقالهم دون معرفة السبب. تعرضت لما يُعرف بالاعتقال الإداري، وهو إجراء تستخدمه إسرائيل لاحتجاز الفلسطينيين دون توجيه اتهامات رسمية. مع تصاعد الحرب، ازدادت أعداد المعتقلين.”

وأضافت دانيا أنها تعرضت للاعتقال مرتين خلال عام واحد، المرة الأولى في 20 نوفمبر/تشرين الثاني وأُفرج عنها في نهاية نفس الشهر، والمرة الثانية في 19 أغسطس/آب وأُطلق سراحها بعد اتفاق الهدنة الثاني.

اقتحام المنزل والعنف أثناء الاعتقال

روت دانيا كيف اقتحمت القوات الإسرائيلية منزلها في مدينة البيرة وسط الضفة الغربية، ودمرت ممتلكات الأسرة، قبل أن يتم اعتقالها بعنف.

وقالت: “لقد ضربوني بأعقاب البنادق على رأسي، واحتاجت الجروح التي أصبت بها شهراً كاملاً لتلتئم.”

ظروف قاسية في السجون

وصفت دانيا ظروف الاحتجاز القاسية التي عاشتها في سجن دامون، حيث تم حشر أكثر من مائة سجينة في زنزانة صغيرة مخصصة لخمسين شخصاً فقط. وأوضحت:

“كل شيء كان يعتمد على مزاج الإدارة الإسرائيلية. أحياناً يسمحون لنا بالاستحمام، وأحياناً أخرى يمنعوننا. كما كانوا يقدمون لنا طعاماً غير صالح للأكل، مثل الخبز المتعفن.”

كما أشارت إلى الإذلال الذي تعرضت له السجينات، حيث تم إجبار النساء المتدينات على خلع حجابهن، ومنع المرضى وكبار السن من تلقي الرعاية الطبية اللازمة.

وتذكرت موقفاً مرعباً عندما أُجبرت السجينات على الوقوف في ممر بينما تم إطلاق الكلاب المدربة عليهن لإرهابهن.

حلم الحرية

دانيا، الطالبة في جامعة بيرزيت والتي تدرس الاقتصاد، أكدت أنها لم تفعل شيئاً مخالفاً للقانون، ورغم الظلم الذي تعرضت له، فإنها ما زالت تحلم بالعيش بحرية في فلسطين المستقلة. وقالت:

“مثل الفتيات الإسرائيليات الثلاث اللواتي كن رهائن سابقات وأطلق سراحهن، أنا أيضاً بريئة. لدي اسم وقصة. وأحلم بحياة حرة في فلسطين.”

شهادة تدمي القلوب

ما تعرضت له دانيا حناتشا هو مثال آخر على معاناة آلاف الفلسطينيين الذين يعيشون تحت وطأة الاعتقال الإداري وظروف السجون الإسرائيلية القاسية.

شهادتها، التي نشرتها صحيفة “كوريري ديلا سيرا”، تسلط الضوء على الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان، وتذكّر العالم بضرورة البحث عن حلول تضمن العدل والحرية للجميع.

Visited 15 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه