تل أبيب – السبت صباحًا: شنت إسرائيل ثلاث موجات متتالية من الهجمات الجوية على أهداف عسكرية في إيران خلال ثلاث ساعات ونصف فقط، في عملية وصفت بأنها “دقيقة ومركزة” لاستهداف منشآت إيرانية استراتيجية.
بدأت الضربات عبر قصف أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، لتأمين ممرات لمقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي.
تلتها غارات استهدفت قواعد ومصانع إنتاج الصواريخ والطائرات بدون طيار في جنوب وجنوب غرب إيران، وقرب مطار طهران الدولي، فيما أُعلن رسميًا عن اختتام العملية.
إعلان رسمي ورد عسكري
لأول مرة، صرحت إسرائيل علنًا بأنها نفذت هجومًا مباشرًا على الجمهورية الإسلامية. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، حذر قائلاً: “إذا اتخذت إيران خطوة خاطئة نحو تصعيد جديد، فسنضطر للرد بقوة”.
قرار عسكري مشترك وتنسيق دقيق
جاء القرار بالرد على إطلاق إيران 200 صاروخ باليستي تجاه إسرائيل قبل شهر، وسط “شهور من الهجمات المتصاعدة”، وتمت الموافقة على العملية عبر مؤتمر سري للغاية. قام رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي بالتنسيق لهذه العملية من غرفة العمليات المحصنة في مقر الدفاع الإسرائيلي “كريا” في تل أبيب.
ردود الفعل الإيرانية وتضارب في التصريحات
من جانبها، قللت وسائل الإعلام الإيرانية من أهمية الهجوم، ووصفتها وكالة “صابرين” بأنه “محدود”، مشيرة إلى أن “جميع الأهداف المعادية قد أُسقطت دون تسجيل أي أضرار”. وعزت الانفجارات إلى عمل أنظمة الدفاع الجوي الإيراني، دون التأكيد على خسائر أو أضرار كبيرة.
مشاركة واسعة للمقاتلات الإسرائيلية وشهود عيان
أكد الجيش الإسرائيلي أن مئات الطائرات، بما في ذلك طائرات F-35، شاركت في الهجمات من مسافة 2000 كيلومتر وعادت جميعها بسلام.
كما أفاد شهود عيان في طهران، نقلًا عن وسائل إعلام إسرائيلية، بسماع دوي انفجارات شديدة قال أحدهم إنها “حولت السماء إلى اللون الأحمر”.
وشهدت مدن أصفهان ومشهد ومحافظة كردستان انفجارات مماثلة، في حين أفاد التلفزيون الرسمي السوري بسماع أصوات انفجارات في ريف دمشق والمنطقة الوسطى من سوريا.
إيران تؤكد عودة الأوضاع إلى طبيعتها
بحلول صباح السبت، أعلنت السلطات الإيرانية أن الأوضاع عادت إلى طبيعتها، وأعادت فتح المجال الجوي الذي أُغلق أثناء الهجوم. وأكدت وزارة التربية والتعليم أن المدارس في كافة أنحاء البلاد مفتوحة كالمعتاد.
تجنب التصعيد وضغط دولي
وفقًا لمصادر أمريكية، فإن الهجمات الإسرائيلية لم تستهدف المنشآت النووية أو النفطية الإيرانية، استجابة لطلب إدارة بايدن بتجنب التصعيد. ركزت الهجمات على مواقع الصواريخ والطائرات بدون طيار، حيث أكد الجيش الإسرائيلي أنه استهدف منشآت إنتاج كانت مرتبطة بهجمات صاروخية سابقة.
توترات متزايدة وسط تداعيات إنسانية في لبنان وغزة
تأتي هذه الهجمات في سياق توتر متصاعد بعد إطلاق إيران 200 صاروخ باليستي على إسرائيل، ردًا على اغتيال حسن نصر الله، زعيم حزب الله، في بيروت. تزامنت العملية مع هجمات إسرائيلية أخرى في لبنان وقطاع غزة، مما فاقم الأزمة الإنسانية وأدى إلى خسائر كبيرة بين المدنيين، وأثّر بشكل سلبي على صورة إسرائيل في المجتمع الدولي.
اقرأ أيضا:
مناورة “اسرائيلية” غير مسبوقة حاكت هجوما علي ايران