“تأثير الحب والعلاقات الحميمية على الصحة لدى كبار السن: ماذا تقول الدراسات؟”

322

بريجيت محمد

في سن السبعين، لم تعد ممارسة الحب من المحرمات، بل أكدت دراسات حديثة علي أن الأشخاص في هذه الفئة العمرية ليسوا بالضرورة يتخلون عن الجنس. بل على العكس تمامًا، يعتاد البعض على ممارسة العلاقات الحميمية مع شركائهم مرتين في الشهر أو أكثر. وليس فقط فوائد الحياة الجنسية النشطة تأتي على الصعيد العاطفي، بل تمتد لتشمل فوائد صحية عديدة، مثل تقليل مخاطر الأمراض القلبية والأوعية الدموية، وتعزيز الذاكرة، وتخفيف التوتر.

تتنوع التجارب والممارسات الجنسية بين الأفراد، حيث تعتمد على عوامل متعددة مثل التواتر والمدة والشدة والمشاركة العاطفية. وفي إحدى الدراسات البارزة التي أُجريت في عام 2015 من قبل جامعة مانشستر في المملكة المتحدة، شملت عينة المشاركين شخصين في سن الثمانين عامًا، وكشفت عن أن 85٪ منهم يمارسون الجنس مع شركائهم بمتوسط تكرار يبلغ حوالي 2/3 مرات في الشهر.

ومن بين القضايا الحرجة التي أُبلغ عنها في الدراسة كانت تحقيق المتعة للنساء وضعف الانتصاب للرجال، إلا أن نسبة كبيرة من المشاركين أعربوا عن رضاهم تجاه حياتهم الجنسية.

ولا يقتصر الأمر على الممارسة الجنسية بحد ذاتها، بل يتضمن أيضًا التبادل المتبادل للحنان والملاعبة، سواء قبل أو بعد الجماع، وهو أمر ثابت في هذه المرحلة من العمر.

وعلى هامش الدراسة، أكد الباحثون البريطانيون على أهمية إجراء مزيد من الدراسات المتعمقة لتفسير وفهم احتياجات كبار السن بشكل أفضل.

“مزيد من الفوائد الصحية لممارسة الحب في سن السبعين وما بعدها”

يظهر البحث العلمي الحديث أن وجود حياة جنسية نشطة يمكن أن يعزز طول العمر الصحي، وهو الأمر الذي أثبتته سلسلة من الدراسات التي تسلط الضوء على الفوائد الصحية لكبار السن. فعلى سبيل المثال، تظهر الأبحاث أن ممارسة الحب مفيدة لصحة القلب، حيث يحمي – بشكل خاص لدى النساء – من خطر ارتفاع ضغط الدم. ويُظهر بحث نشر في مجلة الطب السلوكي أن حتى مجرد إمساك ذراعي بعضهما البعض يمكن أن يساعد في تنظيم معدل ضربات القلب وضغط الدم بشكل طبيعي. كما يقلل الانغماس في لحظات من العلاقة الحميمة من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا لدى الرجال، حيث يساهم التصريف المتكرر لسائل البروستاتا في التخلص من المواد المسرطنة.

بالإضافة إلى ذلك، يؤثر ممارسة الحب بشكل إيجابي على القدرات العقلية، حيث يساهم في الحفاظ على الذاكرة ويقلل من التدهور المعرفي. وتظهر الدراسات أيضًا أن لها تأثيرات إيجابية على جهاز المناعة وتعزيز الرفاهية العاطفية، مما يشمل تحسين احترام الذات والمزاج.

بالنسبة لتكرار الجماع، يعتمد الأمر على الحالة الصحية واللياقة البدنية للفرد، وقد يتأثر بانخفاض الرغبة الجنسية بعد سن الخمسين أو الستين بسبب عوامل فسيولوجية. ومع ذلك، يجب أن لا يكون هذا الانخفاض عائقًا أمام العلاقة الحميمة، بل يمكن أن يشجع على استكشاف أشكال جديدة من المتعة، حيث يظل شدة المشاركة العاطفية وأصالة المشاعر هي العناصر الرئيسية التي تصنع الفرق في أي عمر.

 

Visited 21 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه