كلنا لصوص. نسرق الله

0 1٬129

بقلم ..رفيق رسمي

لماذا ولدت بالذات في هذا العصر ولم تولد في عصر آخر قبل الف أو خمسمائة أو مئة عام حيث كل عصر يختلف في التكنولوجيا والسياسة والثقافة والحريات، لماذا ولدت في هذا اليوم بالذات، وانت لم تختاره صيفا أو شتاءا أو ربيعا أو خريفا ففي  اختلاف الفصول تختلف  درجات الرطوبة والحرارة وموجات الأشعة الشمسية التى تؤثر بدرجه ما علي المزاج العام للفرد وتضيف له درجات قليله من بعض الخصال كما يدعي  علماء الطبيعة وعلم النجوم والفلك . لماذا تلك الساعة بالذات؟
انت لم تختار نوعك ذكر أو أنثى. لم تختار تركيبك الجيني وصفاتك الوراثية. من درجه الذكاء والادراك والفهم والاستيعاب والذاكرة. لم تختار صفاتك النفسية.
درجه الحساسية أو العاطفية أو العقلانية. لم تختار الكم الكيميائي لدرجه رغباتك وشهواتك وقدراتك وملكاتك. لم تختار مواهبك ” شاعر أو موسيقي أو رسام أو أو أو” لم تختار جسدك من حيث القوة والضعف والصحة والمرض. أو حتي استعدادك الوراثي لاي مرض أو مقاومتك له.
لم تختار لون عيناك أو طولك أو لون شعرك أو  بشرتك .لم تختار والديك. أو اخوتك او عائلتك ووسطك الاجتماعي. لم تختار الأسرة او القرية أو المحافظة أو البلد الذي ولدت فيها. امريكا او مصر أو بنجلادش أو الصومال أو……..لم تختار وسطك الاجتماعي أو الثقافي أو المادي من الغني والثراء أو الفقر المدقع.
الأسرة تفرض عليك قيود عائليه وكذلك كل قرية ومحافظه لديها أعراف وعادات وتقاليد تتأثر بها .وكذلك كل بلد لديها قوانينها وقيمها تحد من حريتك وعليك الالتزام بها والا تحاسب وتسجن  .لم تختار الدين الذي تدين به فأنت وارثه. والكارثة الكبري إنك حتي لم تختار رجل الدين الذي يشرح لك الدين. فالدين مدون في كتب ثابته. يقرأها رجال الدين كل واحد علي حسب   ذكاءه وثقافته وعقده النفسية بل وفي أحيانا كثيره حسب مصالحه الشخصية والظروف السياسية والاقتصادية التي تمر به البلد التى تعيش فيها.  فالتعاليم التي تقال لك  في مصر غير التي تقال لك في أوروبا أو أمريكا التى يشرحون فيها نفس الكتب الدينية ولكن بما يتلاءم مع الظروف الاقتصادية والثقافية والسياسية التى في تلك البلد .لقد خلقنا الله دون إرادتنا . ووهب لنا الجسد والحياه ولكننا نوهم انفسنا انها ملك لنا . ندعي كذبا اننا نمتلكها، فنقول جسدي، حياتي، مستقبلي.
نحن لم نتعب في الحصول علي اي منها وليس في أيدينا ميعاد انتهاء الأجل لها. علي الرغم اننا سنترك كل هذا دون إرادتنا في اي لحظه لا نعلمها. تماما كما آتينا الي الحياة في لحظه لم نختارها. والكارثة اننا نعلم ذلك علم اليقين ولكننا ننكره بكل قوه أو لا نريد أن نصدقه. ولو صدقنا لاختلف سلوكنا وأخلاقية وحياتنا. وبكل اسف نتعامل ونتصرف كأن كل شي ملك لنا للأبد.   وهي سذاجة منا مثل سذاجة   نزلاء غرفه في فندق ويعطونك مفتاح الغرفة التي ستمكث فيها عده ايام فقط ثم تغادر . فتقول الغرفة بتاعتي . وكأنها ملك لك .أو كسائق  يعمل علي سيارة أجره مكلف بتوصيل بضاعه من مكان الي اخر . هو لم يختار نوع السيارة أو موديلها أو سنه الصنع.  ولكنه مكلف بعمل ثم بعد فتره  يسلم السيارة لصاحبها . ثم سيحاسب علي ما عمله أثناء قيادته لها ،  هل كان  امين في عمله . أم استخدم السيارة لأغراضه الشخصية    بشكل مختلف عن تعاليم مالك السيارة. هل حافظ عليها ام عمل بها حوادث. هل  في  قادها في أماكن ممهده وتجنب المطبات الصعبة والطرق التي تأذي السيارة.  أم ارجعها الي صاحبها بها كسور وقاذورات.
هل استخدمها لخدمه اغراضه الشخصية؟ ام كان امينا نفذ تعاليم مالكها الحقيقي؟ هذا السائق توهم انه يملك السيارة وأنها أصبحت ملكه لمجرد انه يسوقها لفتره. ثم ستعود الي صاحبها رغما عنه. نحن لم ولن نملك تلك الأجساد التي ندعي كذبة انها أجسادنا فلم نختار منها اي شيء. وكذلك نحن لا نملك لا مستقبلنا ولا أموالنا ولا أولادنا   ولا اي شىء علي الاطلاق في هذه الحياه. الكارثة انك تعرف كل هذا ونتجاهل تماما هل تعلم اننا بذلك نسرق حق الله . إنه المالك الاصلي لكل شيء. ولكننا ندعي كذبا ملكيه ماليس لنا فماذا نسمي انفسنا؟
يتبع في الجزء الثاني.
اقرأ أيضا : مسيحي يتمني ان يكون رمضان 12 شهر

Visited 2 times, 1 visit(s) today
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق