نانسي إبراهيم تكتب: طالما الكل بقى إعلامي
نانسي ابراهيم
الواحد حزين لما بنشوف الحال اللى وصل له الإعلام ، وصعبان عليه سنين من الدراسة والتفوق والاستمتاع فى كلية الإعلام جامعة القاهرة ، وبيصعب عليا البنات والولاد المتفوقين اللى دخلوا إعلام بتفوقهم وبمجهودهم ودخلوا اختبارات واجتازوا مقابلات عشان يدخلوا بس قسم إذاعة وتليفزيون بكلية الاعلام … وبعد اجتيازهم اختبارات القبول لقسم إذاعة وتليفزيون ، وبعد اربع سنين دراسة تلحقها سنين من تمهيدي ودراسات عليا للبعض … وف الآخر يقعدوا ف بيوتهم ما يشتغلوش ويعانوا م الإحباط والبطالة والحسرة .
وبيحضرنى قول اثنين من سيدات الإعلام المصرى واتنين من القامات فى عالم الاعلام المرئى والمسموع زى سناء منصور ربنا يديها الصحة ، ونجوى أبو النجا رحمة الله عليها لما كانوا بيناضلوا ويستاءوا ان اى حد غير مؤهل يشتغل مذيع ولا يجوز يظهر على شاشة ، ويصفوا أن مهنة الإعلام لا تصلح ان تكون مهنة لا مهنة له .
أنا مش معترضة أبدا أن لاعب كرة أو راقصة أو نجم ف مجاله يقدم برنامج متخصص يبرع فى تقديمه ، لكن فكرة الاستسهال والجنوح إلى أنى ألجأ لحد طلع فى مشهدين ولا ظهر بضهره اودام الكاميرا أو طلع بتريند أهبل على تيك توك أخده واعمله مذيعة أو مذيع يقول كلام مهم ، ويوجه الرأى العام ، ويناقش قضايا مجتمعية او سياسية شائكة ومهمة … ده اسمه عبث بكل المقاييس .
حتى لما يبقى فى قناة جديدة تحت التأسيس وبتجمع الكرو بتاعها فأنت بتجمع معارفك ومعارف معارفك وحبايب جيرانك أو شلتك ، وبعدين تيجوا تحاسبونا إحنا على فشلكم ، وتوجهولنا كلام عام إن الإعلام انحدر وهو مين اللى خلاها انحدر ؟!!!! خريجو الإعلام أو الاعلاميون المهنيون ولا حضراتكم بسبب تحكم الإعلان فى الإعلام … و ال Money Talk .
ده غير بقى عبث شراء الوقت على قنوات عمرنا ما سمعنا عنها واللى بتطّلع علينا كل يوم وجوه ما ينفعش حتى تخرج من بيتها لجهلها وقلة خبرتها وعدم مناسبتها للظهور على الشاشة مش وجوه مفروضة علينا بفلوسها تطلع تخاطب جماهير من خلال وسيلة إعلام جماهيرى بتخاطب ملايين … حتى لو كانت من خلال قنوات تحت بير السلم ، لكنها لسه برضه مؤثرة على المتلقي حتى لو هتوصل لتلاتة .
زمان كان دخول مبنى ماسبيرو حلم بعيد المنال ودرب من دروب المستحيل .. لأن زمان كان فى إختبارات حقيقية لإختبار وإختيار مذيعين لائقين ، عندهم ثقافة عامة موسوعية ، ويمتلكوا مؤهلات وقدرات وإمكانات المذيع زى سرعة البديهة ، واجادة اللغات أجنبية ، وإجادة اللغة العربية إجادة تامة والاهتمام بالإلقاء ، ومخارج الالفاظ ، وترجمة …. إلخ .
وكان اللى بيمتحنوك قامات وقيم وناس بقدر نجوى ابو النجا ، سناء منصور ، إيناس جوهر ، وعبد الرحمن رشاد ، وماجد يوسف ، وحمدى الكنيسى ، وعمر بطيشة ، وفاروق شوشة ، وسعد لبيب ، بهاء طاهر ، إدوار خراط ، وعبد الوهاب قتاية ، وعمداء وأساتذة كلية الإعلام أمثال : أ.د على عجوة ، وأ.د منى الحديدى ، وأ.د ماجى الحلوانى ، وأ.د سامى الشريف ، ولازم تجتاز اختبارات تستمر لأشهر يعقبها تدريب لأشهر اخرى على أعلى مستوى من المهنية على يد خبراء الإعلام زى : محمود سلطان ، صالح مهران ، د. عبد الله الخولى ، منى الهانسى .
دلوقتى بقى أجيب أمينة متحف ولا سكرتير أو أى حد معدى من أودامى _ مع إحترامى لكل المهن _ واخليه يطلع على الشاشة … يقول يهذى ويتلو علينا ما قال مالك ف الخمر .
نصيحة مخلصة :
امنعوا الدراسة فى كليات الإعلام ، وبطلوا تضحكوا على البنات والولاد وذوييهم انهم هيتخرجوا وهيلاقوا شغل ، أو هيشتغلوا فى مجالهم اللى دخلوا فيه بشقاهم وتفوقهم وموهبتهم وتعبهم واجتهادهم وسهر الليالى قبل كمان بقى ما يدرسوا دلوقتى بالآلاف بفلوس اهاليهم … طالما مش هتشغلوهم وهيقعدوا ف بيوتهم أو يشتغلوا موظفين فى أماكن بعيدة كل البعد عن تخصصاتهم …. ما تعلموهمش إعلام من أصله .
ما تبيعوش الوهم لشباب هيتخرج يصطدم إنه ضيع احلى سنين عمره فى مكان بيحبه زى كلية الإعلام واخترتها تحديدا لتحيزى لكليتى ومعشوقتى إعلام القاهرة وف الآخر هيقعد ف بيته يغنى ظلموه وهو بيتفرج على حد منعدم الثقافة ، خريج معهد القطن ف طنطا ، أو جاى من أى تعليم متوسط أو فوق المتوسط _ مع كامل تقديرى لكل من نال أى تعليم ومن لم ينل حتى _ ، ويشاهد بحسرة على الشاشة شخص بلا حضور او لغة أو ثقافة لكنه مرضى عنه ، أو على علاقة طيبة بمن يختارون الناس للظهور على الشاشة … او اشتغل بالحب أو الفهلوة .
يا جماعة الظهور على الشاشة ده مسئولية كبيرة أوى أوى أوى ولها تداعيات عظيمة ، واثار مرعبة وأحيانا كارثية ، المذيع ده قائد رأى فى مكانه ، وبيأثر ع المجتمع تأثير مباشر ، ويحرك الرأى العام فلازم يكون مؤهل للظهور ، وموهوب ، وعنده القدرة على التحاور ، ومثقف ف مجاله ، ومهنى … ماينفعش اى حد يطلع يخترع نظريات من عنده ، ويفتى ، ويردح على الشاشة ، ويوجه رسائل لناس محددة بأسلوب كلام الشوارع اخره ع البسطة او بحكاوى تنفع واحنا قاعدين ع الشلت ويوجه الكلام ده لجماهير غفيرة او يمارس عقده النفسية علينا او ينفث امراضه فينا ، او يخلق لنفسه بطولة وهمية على قفانا .
ليه منبقاش زى إعلام الآخر … عندنا نجوم فى الإعلام زى : أوبرا وينفرى ، وباربرا والترز ، ولارى كينج … واخرين صنعهم الاعلام الغربى ، وقدمهم بشكل صح ، ووظفهم فى اماكنهم الصح ، وتبنى موهبتهم ، وصنع نجوميتهم ، واستغل نقاط القوة اللى فيهم ،وعرف ملكاتهم فين ، وعرف يوظفها صح لغاية لما خلاهم نجوم فى اماكنهم ، وبقوا مؤثرين ، ولا يزال بعضهم مؤثر وناجح ورقم واحد فى مجاله لانهم اتوظفوا صح فأشتغلوا ولسه بيشتغلوا حتى وصولهم من العمر أرذله … مش بنتعامل معاهم زى الخيل واللى يجلى منهم نركنه أو نعدمه بلا اى شفقة او رحمة .
يا حسرة على الإعلام اللى بقى يتحكم فيه الترند ، والاعلان ، وشراء الوقت ، والتربيطات ، والتظبيطات ، وفنون العصابات ، والشلل .
ورغم كل ده مش ندمانة خالص ، ولا هندم على سنين دراستى ال ٥ سنين بكلية الإعلام جامعة القاهرة ، وفخورة بكل اللى عملته على مدى سنين طويلة، وسعيدة الحمد لله باللى وصلت له بمجهودي ومجهودى وبس رغم الحروب الكتير اللى خضتها على طول الطريق وعلى مر مشوارى ، واللى يعرفنى كويس عارفها وعارف أنا واجهت إيه ، ولسه عندى اللى بطمح اعمله ف شغلى واوصله عن قناعة وبإقتناع … بس زعلانة اوى ع الالاف اللى بيتخرجوا كل يوم من كليات الإعلام وقاعدين ف بيوتهم أو قاعدين ع القهوة ، وماليهم الحزن ، والحسرة أمام مستقبل مجهول .
ولا عزاء لخريجي الإعلام … طالما الكل بقى ( إعلامى ) .
التعليقات متوقفه