زيارة ماكرون إلى مصر تُطلق شراكة استراتيجية جديدة في الصناعة والبحث العلمي

تنسيق مصري فرنسي لوضع قائمة مشروعات استراتيجية مشتركة في الصناعة والنقل

نتائج زيارة ماكرون لمصر: شراكات استراتيجية وتوسيع آفاق التعاون العلمي والصناعي والتكنولوجي

كتبت :بريجيت محمد – 8 أبريل 2025

شهدت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر دفعة قوية في مسار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، أسفرت عن توقيع اتفاقيات جديدة، وتأكيد التزام مشترك بتعزيز التعاون في مجالات التعليم العالي، البحث العلمي، الصناعة، النقل، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بما يعكس عمق الشراكة التاريخية بين القاهرة وباريس.

دعم البحث العلمي وتمويل المشروعات المشتركة

وفي إطار التعاون الأكاديمي والعلمي، شهد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ونظيره الفرنسي فيليب بابتيست، توقيع تجديد اتفاقية التعاون بين هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار (STDF) والسفارة الفرنسية بالقاهرة. وتهدف الاتفاقية إلى دعم تمويل مشروعات بحثية استراتيجية في مجالات الصحة، الزراعة، الطاقة، وتكنولوجيا المعلومات.

وأكد عاشور أن الاتفاقية تُجسد توجيهات القيادة السياسية المصرية بفتح آفاق أوسع أمام الباحثين المصريين للتعاون الدولي، خاصة في ظل التحديات العالمية كالتغير المناخي والأمن الغذائي، مشيرًا إلى أن مصر باتت مركزًا إقليميًا للابتكار.

ضخ استثمارات فرنسية جديدة في الاتصالات والتكنولوجيا

وفي السياق ذاته، التقى الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بوفد من جمعية أرباب العمل الفرنسية (MEDEF)، برئاسة ووتير فان ويرش، نائب الرئيس التنفيذي لشركة “إيرباص”، حيث ناقش الجانبان فرص جذب استثمارات فرنسية جديدة في قطاع الاتصالات المصري.

واستعرض الوزير أبرز مزايا السوق المصري، مشيرًا إلى أن القطاع يُعد الأسرع نموًا في الدولة بمعدل نمو بلغ 16.3% ومساهمة تصل إلى 6% في الناتج المحلي الإجمالي. كما شدد على التزام الحكومة بتوسيع قاعدة الكوادر الرقمية وتقديم الدعم الكامل للمستثمرين الأجانب، من خلال بنية تحتية قوية واستراتيجية وطنية ترتكز على التحول الرقمي وبناء القدرات ودعم الابتكار.

دفع التعاون الصناعي والنقل عبر مشروعات كبرى مشتركة

من جانبه، عقد الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، لقاء موسعًا مع وفد فرنسي ضم 29 شركة ومؤسسة كبرى تعمل في قطاعات متعددة، من بينها الطاقة المتجددة، الصناعات الغذائية، الأدوية، النقل، الطيران، الخدمات اللوجستية، والأنظمة الرقمية.

وأكد الوزير أن التعاون مع فرنسا يشهد انطلاقة نوعية، خاصة في ظل خطة مصر لتحويل نفسها إلى مركز صناعي ولوجستي إقليمي. وأشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تنفيذ مشروعات كبرى بالشراكة مع الجانب الفرنسي، في مقدمتها:

Airbus: تصنيع وصيانة طائرات الهليكوبتر محليًا لأغراض السياحة والنقل الطبي.

Capgemini: تطوير النظم الرقمية والبنية التكنولوجية.

Société Générale: تمويل مشروعات البنية التحتية للنقل.

CDS: التعاون في تطوير إشارات السكك الحديدية، خاصة خط (الفردان- العريش – طابا).

Artelia: المشاركة في تطوير ترام الإسكندرية، مترو الأنفاق، وهندسة المطارات.

Servier: تنفيذ توسعات لمصنعها بمدينة 6 أكتوبر وزيادة إنتاج أدوية الأمراض المزمنة والسرطانية للتصدير.

خطط تنسيقية مستقبلية

وفي ختام المباحثات، تم الاتفاق على تشكيل قائمة بالمشروعات المشتركة ذات الأولوية بالتنسيق مع السفارة الفرنسية، تمهيدًا لبدء مرحلة جديدة من التعاون العملي المبني على الاستثمار، نقل التكنولوجيا، وتوطين الصناعة.

خلاصة:

زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر شكلت علامة فارقة في مسيرة التعاون الثنائي، وأسفرت عن تعزيز الشراكات في محاور استراتيجية، تنموية، وعلمية، تمهّد لمرحلة واعدة من النمو المشترك والاستثمار المتبادل.

اقرأ أيضا:
مصر وفرنسا.. شراكة استراتيجية نحو شبكة كهرباء ذكية ومستدامة