حفتر يراقب من بعيد والدبيبة يتراجع.. ليبيا إلى أين؟
الدبيبة على حافة السقوط بعد مغامرة فاشلة في طرابلس
ليبيا.. مغامرة فاشلة للديبيبة تُعيد العاصمة إلى حافة الفوضى
طرابلس – مراسلون
تتجه العاصمة الليبية مجددًا نحو دوامة من الفوضى، بعد محاولة غير محسوبة من رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة لإحكام قبضته على طرابلس، انتهت بانهيار أمني وسياسي يهدد استقراره في السلطة، ويعيد رسم ملامح الصراع الليبي الذي لم يهدأ منذ 14 عامًا.
بدأت الأزمة في 12 مايو الجاري، عندما قُتل عبد الغني الككلي، الملقب بـ”غنيوة”، قائد ميليشيا قوية تسيطر على حي أبو سليم جنوب طرابلس، على يد عناصر من “اللواء 444” المدعوم من الحكومة. اغتيال الككلي فتح الباب أمام تحركات طموحة من الدبيبة للسيطرة على العاصمة عبر اللواء الموالي له.
في اليوم التالي، شن الدبيبة عملية مفاجئة ضد “قوة الردع الخاصة” (رادا)، إحدى أكثر التشكيلات تسليحًا وتنظيمًا في طرابلس. لكن العملية فشلت سريعًا، بعد أن صدت “رادا” الهجوم واستدعت تعزيزات من مدن الزنتان والزاوية، ما أجبر “اللواء 444” على التراجع تحت ضغط عسكري متصاعد.
ورغم التوصل إلى وقف هش لإطلاق النار، إلا أن ما حدث كان كفيلاً بهز صورة الدبيبة داخليًا وخارجيًا.
فقد استقال أكثر من عشرة وزراء من حكومته، وأعلنت بلدات عديدة على الساحل الغربي رفضها لشرعية سلطته.
أما في شوارع طرابلس، فتصاعد الغضب الشعبي مع تزايد الشعور بأن المدينة كادت تسقط في أتون فوضى مسلحة.
حفتر يتريث رغم الفرصة السياسية

في خضم هذا المشهد، يلوح اسم الجنرال خليفة حفتر، القائد العسكري النافذ في شرق ليبيا، كطرف قد يستغل ضعف حكومة طرابلس. لكن حفتر، الذي سبق وأن أخفق في دخول العاصمة عام 2019، يبدو متحفظًا هذه المرة، إدراكًا منه أن تحركًا عسكريًا جديدًا قد يوحد الفصائل المسلحة ضده، لا سيما تلك التي لا تزال تحمل ضغينة تجاهه.
مشهد غامض ومستقبل مفتوح على كل الاحتمالات
ليبيا، التي لم تهنأ بالاستقرار منذ سقوط معمر القذافي عام 2011، تجد نفسها من جديد على شفير انهيار سياسي وأمني جديد. وبين مغامرات القادة العسكريين والطموحات السياسية غير المدروسة، تظل طرابلس — ومن ورائها ليبيا كلها — رهينة صراعات القوى والمصالح، في ظل غياب مؤسسات فاعلة وشرعية جامعة.
وفي الوقت الذي تبدو فيه حكومة الدبيبة محاصَرة سياسياً وميدانياً، لا تلوح في الأفق بوادر تسوية حقيقية. المؤكد فقط، أن ليبيا لم تخرج بعد من نفق الانقسام، وأن درس السنوات الماضية لا يزال غير مستوعَب.
اقرأ أيضا:
الرئيس السيسي يستقبل المشير خليفة حفتر ويؤكد دعم مصر لاستقرار ليبيا
بعد اعلان ترشحة للرئاسة.. حفتر: ليبيا لديها كنوز ومقدرات اذا وضعت في ايد أمينة ستغير مستقبلها
التعليقات متوقفه