الهند وباكستان على شفا الحرب: تصعيد صاروخي يهدد استقرار جنوب آسيا ونداءات دولية للتهدئة

186

كتبت :بريجيت محمد

في تطور خطير ينذر بإشعال صراع إقليمي قد تكون له تداعيات عالمية، تصاعدت حدة التوترات بين الهند وباكستان مساء أمس، 6 مايو، حين نفذت القوات الهندية غارات جوية استهدفت مناطق في كشمير الباكستانية، ما اعتبرته إسلام أباد “عملًا حربيًا سافرًا” وتوعدت برد “متناسب في الزمان والمكان الذي تختاره”.

تصعيد غير مسبوق

بحسب ما أعلنته وزارة الدفاع الهندية، فقد استهدفت الغارات “تسعة معسكرات إرهابية” في الجانب الباكستاني من كشمير، في خطوة تصعيدية لم تشهدها العلاقات الثنائية منذ قرابة عقدين. من جهتها، أكدت باكستان أن القصف أسفر عن مقتل 26 مدنيًا وإصابة 46 آخرين، دون تحديد المواقع المستهدفة بالتفصيل.

رئيس أركان الجيش الباكستاني شدد على أن بلاده “لن تمرر هذا العدوان مرور الكرام”، مؤكدًا أن الرد قادم وسيكون “بحسب اختيار إسلام أباد”.

الولايات المتحدة تدعو للتهدئة

في محاولة لاحتواء التصعيد، دعا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، في اتصال مع وزيري خارجية الهند وباكستان، إلى “اختيار طريق الحوار” ونزع فتيل الأزمة. وذكر بيان صادر عن البيت الأبيض أن واشنطن تحث الجانبين على “إعادة فتح قنوات الاتصال” لتفادي انزلاق الأمور إلى مواجهة شاملة.

المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، براين هيوز، شدد على أن الوقت حرج، مؤكدًا أن الإدارة الأمريكية “تتابع الوضع عن كثب وتعمل مع الشركاء الدوليين لتفادي مزيد من التصعيد”.

الأمم المتحدة والصين: دعوات لضبط النفس

من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “قلقه البالغ” حيال التطورات الأخيرة، داعيًا الطرفين إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والعودة إلى طاولة الحوار، مشددًا على أن “العالم لا يمكنه تحمّل مواجهة عسكرية بين قوتين نوويتين”.

أما الصين، الحليف الوثيق لباكستان، فقد عبّرت عن “أسفها الشديد” حيال الهجمات الهندية، محذّرة من أن الوضع “يسير في اتجاه بالغ الخطورة”. وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان: “ندعو الهند وباكستان، الجارتين اللتين لا يمكن فصلهما، إلى تهدئة التوتر فورًا، وتفادي أي خطوات أحادية تزيد من تعقيد الوضع”.

خلفية الصراع

تعود جذور الصراع بين البلدين إلى النزاع التاريخي حول إقليم كشمير، الذي تقاسمه الهند وباكستان منذ استقلالهما عام 1947، وشهد الإقليم ثلاث حروب دامية، اثنتان منها بسبب كشمير. ورغم اتفاق وقف إطلاق النار المبرم عام 2003 وتجديده في 2021، فإن الاشتباكات والخروقات الحدودية لم تتوقف تمامًا، لتتجدد المخاوف اليوم من اندلاع حرب شاملة بين الجارتين المسلحتين نوويًا.

Visited 16 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه