المعارضة الإيطالية: “نحن نمول المجازر في غزة عبر شراء أسلحة من إسرائيل”

إيطاليا تقر صفقة عسكرية مع إسرائيل وسط تصاعد العدوان على غزة

246

ترجمة سارة غنيم

أثارت موافقة لجنة الدفاع في مجلس النواب الإيطالي على برنامج لشراء تقنيات عسكرية من إسرائيل جدلاً واسعاً داخل الأوساط السياسية، لا سيما في ظل تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة واستمرار الأزمة الإنسانية هناك.

وتتضمن الصفقة التي تم تمريرها بأغلبية أصوات اللجنة، شراء رادارات ومعدات إلكترونية من شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية الحكومية، لاستخدامها في تحديث أسطول طائرات Gulfstream G500 التابعة للقوات الجوية الإيطالية، لتصبح مخصصة لأغراض الحرب الإلكترونية والمراقبة.

معارضة شديدة من حركةخمس نجوم“: “تمويل للإبادة في غزة

ردود الفعل المعارضة جاءت قوية، خصوصاً من جانب حركة خمس نجوم (M5S)، حيث اعتبر النائب وعضو لجنة الدفاع أرنالدو لوموتي أن الحكومة “تمول الإبادة الجماعية الجارية في غزة”، منتقداً غياب وزير الدفاع أو أي ممثل مختص عن جلسة التصويت، واقتصار الحضور على وكيل وزارة النقل، ما وصفه بـ”الاستخفاف بالملف العسكري”.

وطالبت الحركة بفرض حظر شامل على بيع وشراء الأسلحة مع إسرائيل، داعية إلى إعادة تقييم العلاقة مع الشركات الإسرائيلية العاملة في مجال التصنيع العسكري، حتى تتوقف ما وصفته بـ”جرائم الحرب” في الأراضي الفلسطينية.

توتر داخل البرلمان واحتجاجات من أحزاب اليسار

التصويت أثار توتراً ملحوظاً داخل قاعات البرلمان، حيث اندلع شجار داخل لجنة الدفاع، امتد إلى أروقة قصر مونتيسيتوريو. وظهر النائب ماركو غريمالدي، عن تحالف اليسار الأخضر، وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية، متهماً الأغلبية بـ”التواطؤ التجاري مع دولة تمارس إبادة جماعية”، ودعا إلى وقف “جميع الأنشطة التجارية مع إسرائيل”.

وتصاعدت حدة النقاش إلى درجة مطالبة بعض النواب بطرده من الجلسة، التي انتهت قبل أن يُتخذ أي إجراء.

الحزب الديمقراطي ينتقد الصفقة: “خيار قصير النظر

الحزب الديمقراطي، رغم اختلافه الأيديولوجي عن M5S، وقف في صف المعارضين للصفقة، حيث صوت نوابه في لجنة الدفاع ضد المشروع، معتبرين أن توقيت الاتفاق “قصير النظر سياسياً”، وسط تصاعد العنف في غزة.

وفي بيان رسمي، اعتبر الحزب أن الحكومة الإيطالية “تجاهلت تماماً السياق الدولي، وغضّت الطرف عن التطورات الخطيرة في الشرق الأوسط”، داعياً إلى نقاش وطني شامل حول الأبعاد السياسية والأخلاقية لهذه الصفقة العسكرية.

بولدريني تطالب بتدخل مباشر من ميلوني: “إيطاليا لا يجب أن تكون شريكة

من جانبها، دعت النائبة لورا بولدريني، رئيسة اللجنة الدائمة لحقوق الإنسان وعضو الحزب الديمقراطي، رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني إلى المثول أمام البرلمان، وتقديم موقف واضح من “المأساة الإنسانية التي يشهدها الشعب الفلسطيني”.

وأشارت بولدريني، عقب زيارة ميدانية إلى معبر رفح، إلى “قصص مروعة عن أطفال يموتون جوعاً، وعمليات بتر تُجرى دون تخدير، وأسر تهرب في الليل”، مؤكدة أن صمت الحكومة الإيطالية “يعكس أولويات غير إنسانية، وتحالفاً سياسياً يُقدّم على المبادئ الأخلاقية”.

صفقات عسكرية قائمة رغم الانتقادات

الجدير بالذكر أن هذه الصفقة ليست الأولى من نوعها، حيث استوردت إيطاليا في عام 2023 معدات عسكرية من إسرائيل بقيمة 155 مليون يورو، بحسب ما أشار إليه نواب المعارضة، الذين أكدوا أن الحكومة الحالية تواصل نهجاً ثابتاً في التعاون العسكري مع تل أبيب، على الرغم من الخطابات الأوروبية التي تتحدث عن فرض عقوبات أو الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وفي الوقت الذي تستمر فيه الحرب في غزة، وتزداد الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، تواصل روما توقيع عقود عسكرية مثيرة للجدل، في خطوة وصفها البعض بأنها تغليب للمصالح العسكرية على القيم الإنسانية والسياسية.

المصدر :صحف إيطالية

Fanpage.it

Visited 10 times, 1 visit(s) today

التعليقات متوقفه